يكشف لنا العلم أنّه من خلال الإدارة السليمة يُمكننا تقليل ضرر الاحتباس الحراريّ العالميّ بشكل كبير. بعض الخطوات المطروحة تعتمد علينا كأفراد. الكرة الآنَ في ملعبنا!

يزداد عدد الأشخاص القلقين لما تحدثه التّغيّرات المناخيّة من تأثير سلبيّ على حياتنا وعلى النّظام البيئيّ العالميّ، ولا بدّ أنّهم محقّون بقلقهم. يرغب العديد من النّاس باتّخاذ خطوات فعّالة لحلّ هذه المشكلة، لكنّهم غالبًا لا يعرفون كيفيَّة ذلك. نسمع في الآونة الأخيرة اقتراحات لا نهائيّة لحياة مستديمة أكثر تُلبّي الاحتياجات المتعلّقة بزماننا الرّاهن، وتأخذ بعين الاعتبار الأجيال القادمة، لكن أيّ الخطوات أكثر نفعًا؟

ثلاث أزمات

تِبعًا لتقرير خاصّ نشرته الأمم المتّحدة، هناك ثلاث أزمات غير مسبوقة في زماننا الرّاهن، والّتي تهدّد استمراريّة وجود الجنس البشريّ وجودة حياته: أزمة المناخ، أزمة التلوّث وأزمة التنوّع البيولوجيّ. ترتبط هذه الأزمات ببعضها البعض وتغذّي إحداها الأخرى، لذلك يجب حلّ ثلاثتها بنفس الوقت.

عمليّة حرق الفحم، على سبيل المثال، تؤدّي إلى تلوّث الهواء بمواد قد تؤدّي إلى تفاقم الأزمات الثّلاثة معًا. فتضرّ هذه المواد بالصّحّة، تسبّب ارتفاعًا بدرجات حرارة المناخ وتؤدي أيضًا إلى هطول أمطار حمضيّة قد تضرّ بالنّظم البيئيّة. في المقابل، تعمل الإجراءات الّتي تساعد على استعادة النّظم الطّبيعيّة وإصلاحها، على الرّفع من قدرتها على امتصاص ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوّيّ، وبالتّالي تساعد على الحدّ من أزمة المناخ. يُساهم الحدّ من أزمة المناخ بإصلاح النّظم الطّبيعيّة وهكذا دواليْك.

على الرّغم من العلاقة المتبادلة بين الأزمات، إلا أنّ حلولًا كثيرة تركّز فقط على معالجة أزمة واحدة، وبالكاد تؤثّر على بقيّة الأزمات. للحفاظ على الطّبيعة، من المهمّ جدًّا حماية أكبر عدد ممكن من المناطق الطّبيعيّة، وحماية النّظم البيئيّة الموجودة فيها، في حين أنّ الحدّ من تغيّر المناخ يتطلّب أساسًا تقليلًا من غازات الدّفيئة في الغلاف الجوّيّ. اخترنا في هذا المقال التّركيز على الخطوات المطلوبة للحدّ من أزمة المناخ. نهج مماثل يمكنه أن يساعد في حلّ الأزمات البيئيّة الأخرى.

משברים הקשורים זה זה ומזינים זה את זה: זיהום, שינוי האקלים ופעילות הפוגעת במגוון הביולוגי | איור: studiovin, Shutterstock
أزمات التي ترتبط إحداها بالأخرى وتغذّي إحداها الأُخرى: التلوّث، تغيّر المناخ والأنشطة التي تضرّ بالتنوّع البيولوجيّ | صورة: studiovin, Shutterstock

لماذا نقوم بالتّلويث

يُنتِج النّشاط البشريّ في عالمنا الكثير من غازات الدّفيئة، الّتي تنبعث إلى الغلاف الجوّيّ كلّ عام. وعلى وجه الدّقّة، تُعادل الكمّيّة المنبعثة حوالي 60 مليار طُنّ من ثاني أكسيد الكربون، وهو في المعدّل حوالي 7.5 طنّ من الغاز الّذي قد ينتجه سنويًّا كلّ شخص في العالم. ستعمل هذه الغازات على رفع درجة حرارة الأرض لسنوات عديدة قادمة، والطّريقة الرّئيسيّة لوقف أزمة المناخ هي إعادة ضبط النّسبة، بين كمّيّة الغازات الدّفيئة المنبعثة من نشاطاتنا المختلفة، وكمّيّة الغازات الّتي  تمتصّها التّربة، المحيطات والنّباتات في أسرع وقتٍ ممكن.

يُشكِّل ثاني أوكسيد الكربون ثلاثة أرباع مُجمل الغازات المنبعثة، نتيجة النّشاطات البشريّة. يصل معظمه إلى الغلاف الجوّيّ نتيجة احتراق الوقود الأحفوريّ مثل الفحم، النّفط والغاز الطبيعيّ لإنتاج الطّاقة، أو نتيجة اقتلاع الغابات وتدمير الأراضي الطّبيعيّة، في الأساس لإنتاج الغذاء. غاز الميثان، وهو أيضًا المكوّن الرّئيسيّ في خليط الغازات المعروفة باسم الغاز الطّبيعيّ، وهو ثاني أهمّ غازات الدّفيئة، وتبلغ انبعاثاته السّنويّة حوالي 18 بالمائة من مجمل انبعاثات غازات الدّفيئة في العالم. ينبعث معظم غاز الميثان نتيجة حركة أمعاء الماشية مثل الأبقار، ومن تسرّب الغاز في عمليّات الحفر لاستخراج الوقود الأحفوريّ، ومن التّفاعلات الكيميائيّة في مواقع التّخلّص من النّفايات العضويّة. لذلك من المهمّ أوّلًا معالجة المشكلة في مجال الطّاقة، وفي الأولويّة الثّانية مجالات الزّراعة وإنتاج الغذاء.

تخدمنا الطّاقة في جميع نواحي الحياة. في الصّناعة، تصنع الآلات الكهربائيّة والأفران الملتهبة معظم المواد والمنتجات التي نستهلكها، في المواصلات يُحرق الوقود لتحريك السّيارات، الطّائرات، السّفن وما إلى ذلك؛ وعندما نكون في البيت أو في المكتب نستغلّ الطّاقة لتشغيل الأدوات الكهربائيّة، للتّبريد والتّدفئة. للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراريّ، يقع على عاتق البشريّة تقليل الانبعاثات للحدّ الأدنى في جميع هذه المجالات.

גזי החממה נפלטים בעיקר משריפת דלקי מחצבים לאנרגיה ומחקלאות. לחצו על התמונה להגדלה | מקור: OurWorldinData.org; יצרה: Hannah Ritchie, 2020

تنبعث غازات الدفيئة في الأساس من حرق الوقود الأحفوريّ لصنع الطاقة ومن الزراعة، اضغط على الصورة للتكبير| المصدر: OurWorldinData.org;  تصميم: Hannah Ritchie, 2020

أسمِعوا صوتَكم

وِفقًا للهيئة الدّوليّة المعنيّة بتغيّر المناخ (IPCC)، فإنّ أهمّ الخطوات، هي تلك الّتي تقع مسؤوليّتها على الهيئات الحكوميّة والشّركات الكبيرة، لِتأثيرها الحاسم على كلّ من الإنتاج أو الاستخدام. كما يمكنهم استبدال محطّات توليد الطاقة الملوّثة بإنتاج الكهرباء من الطّاقة المتجدّدة، مثل ضوء الشّمس أو توربينات الرّياح، أو بناء بنية تحتيّة لتعزيز المواصلات العامّة والمركّبات الكهربائيّة. لذلك لا عجب أن يكون الضّغط العامّ على صانعي القرار، هو أهمّ وسيلة لحلّ أزمة المناخ.

ظهرت إمكانات الضّغط العامّ الهائلة في أحداث يوم الكرة الأرضيّة الأوّل، والتّأثير الذي أحدثه هذا اليوم. في السّتينات من القرن العشرين، بدأ المجتمع في الولايات المتّحدة الأمريكيّة في فهم العواقب الصّحّيّة والبيئيّة للأعمال البشريّة، ونشأ الضّغط العامّ للتّغيير. في 22 أبريل من عام 1970، قام حوالي عُشر المواطنين الأمريكيّين بالتّظاهر في الشّوارع، للدّفاع عن البيئة. نتيجةً لذلك، في غضون ثلاث سنوات، تمّ إنشاء وكالة حماية البيئة في الولايات المتّحدة، وسُنّت سلسلة من القوانين غير المسبوقة، والّتي بدورها نظّمت السّلامة والرّعاية الصّحّيّة في أماكن العمل، وفرضت قيودًا على تلويث الهواء والماء، عزّزت التّثقيف البيئيّ، قامت بحماية الحيوانات المهدّدة بالانقراض ونظّمت استخدام المبيدات. كان ما سبق عبارة عن تغيّرات جذريّة في جميع مجالات الحياة، وأنقذت حياة الملايين من النّاس وعددًا لا يحصى من الحيوانات.

للحدّ من انبعاثات غازات الدّفيئة، تحتاج بلدان العالم إلى الاستثمار في التّشريعات، الميزانيّات وإعادة تصميم النّظم الكهربائيّة، المدن، المحميّات الطّبيعيّة، المواصلات وغيرها العديد. أمّا نحن كأفراد، فبالطَّبع يُمكننا التأثير، إذا أسمعنا صوتنا وأبدينا خوفنا من المستقبل لصانعي القرار. يُمكننا على سبيل المثال، مخاطبة أعضاء الكنيست ورؤساء لجان الكنيست ووزراء الحكومة، وكذلك رؤساء السّلطات المحلّيّة في بلادنا وأعضاؤها. كما يمكن الوصول إلى صانعي القرار من خلال الشّبكات الاجتماعيّة ووسائل الإعلام.

פעילות סביבה מפגינות מול שגרירות ארה"ב בתל אביב ב-2017 | צילום: Avivi Aharon, Shutterstock
التّأثير من خلال التّوجّه لصانعي القرار. ناشطات من أجل البيئة يتظاهرن أمام السّفارة الأمريكيّة في تل أبيب في-2017 | تصوير: Avivi Aharon, Shutterstock

 

إذا قمنا بانتخاب ممثّلي الجمهور الّذين يضعون الاعتبارات البيئيّة على رأس سُلّم أولويّاتهم، وتأكّدنا أنّهم يؤمنون بوجوب وضع فكرة إيقاف أزمة المناخ في أعلى سلّم الأولويَّات السّياسيّة، عندها يمكننا التّأثير. بالتالي، سيتمّ اختيار المزيد من أعضاء الكنيست الّذين يدعمون التّغييرات اللّازمة، وسيضع المزيد من الأحزاب الاعتبارات البيئيّة في جدول أعمالهم العامّ.

يمكنك الانضمام لمؤسّسات اجتماعيّة وبيئيّة الّتي تتيح التّعاون مع المزيد من الأشخاص لتعزيز الحلول اللّازمة، وتفتح الباب أمام فعاليّات أكثر فائدة. كلّما عملنا أكثر وزاد تعاوننا، حقّقنا المزيد. بالإضافة إلى ذلك، ستعمل الحلول الّتي ندعمها على تحسين صحّتنا وجودة حياتنا: سيقلّل الانتقال إلى الطّاقات المتجدّدة من تلوّث الهواء الّذي نتنفّسه، كما سيقلّل تحسين المواصلات العامّة من مشكلة أزمات المرور، وما إلى ذلك. 

הפגנה בברצלונה, ספרד, למען שמירה על הסביבה ובלימת משבר האקלים | צילום: Jossfoto, Shutterstock
عدالة مناخيّة. مظاهرة في برشلونة، إسبانيا، للحفاظ على البيئة وإيقاف أزمة المناخ | تصوير: Jossfoto, Shutterstock

انتقلوا للعيش في المدينة واتركوا السيارات في الموقف!

حسب الـ IPCC فإنّ التغيير الأكثر أهمّيّة، هو ذاك الذي بإمكاننا إجراءَه في نمط حياتنا، والّذي سيقلّل بشكل كبير من انبعاثات غازات الدّفيئة، هو أن نقوم بالتّخلّي عن استخدام سيّاراتنا الخاصّة ونفضّل المشي على الأقدام، ركوب الدّراجة الهوائيّة واستخدام المواصلات العامّة. بالتّالي سنقوم بمكافأة أنفسنا بتحسين لياقتنا البدنيّة وصحّتنا. في حال لم نتمكّن من التّخلّي عن السيارة بشكل تامّ، علينا أن نحاول تبنّي عادات ستمكّننا من استخدامها بشكل أقلّ.

لتسهيل ترك السّيارة في المنزل، يُنصح بتفضيل العيش في المدينة. في داخل المدينة، يُنصح باختيار العيش في حي يشجّع على المشي، مع وجود شوارع ظريفةومُظلّلة تتّصل ببعضها البعض، تعجُّ بالنّاس وتتيح الوصول لأماكن العمل، أماكن التّرفيه والمتاجر. إذا كنت لا تخطّط للانتقال إلى شقّة أخرى، عليك الاهتمام بالمخطّطات الرّئيسيّة، ومشاريع البناء في مكان إقامتك، واقترح طرقًا لتحسينها.

بالإضافة إلى ذلك، قد يشجّع ضغط المستهلك على إدخال تحسينات هامّة في خدمات المواصلات العامّة. كلّما زاد عدد الأشخاص الّذين يستخدمون الحافلات والقطارات، سيسهّل على شركات النّقل تحسين وتيرة الخطوط وانتشارها. بالتّالي، سيسمح هذا لمزيد من الأشخاص بالانتقال إلى استخدام المواصلات العامّة، وهكذا دواليك. يتوجّب علينا أن نُسمع أصواتنا أيضًا بما يتجاوز اختيار المستهلك. إذا لم أكن راضيًا عن توفّر المواصلات العامّة  في منطقتي، يُمكنني أيضًا الاحتجاج على ذلك لخدمة الزّبائن في شركات الحافلات، وعدم الاكتفاء بالضّغط على الشّخصيّات العامّة. أحيانًا يكون التّوجّه البسيط المهذّب هو كلّ ما يتطلّبه الأمر لإحداث فرق.

פקקי תנועה בנתיבי איילון בתל אביב | צילום: Davidi Vardi, Shutterstock
يُفضّل المشي على الأقدام: فهذا صحّيّ أكثر، وأقلّ إحباطًا من الأزمات المروريّة والأهمّ - أقل تلويثًا. أزمة مرور في شارع أيلون في تل أبيب | تصوير: Davidi Vardi, Shutterstock

قلِّلوا من الطَّيران

تُعادِل كمّيّة غازات الدّفيئة المنبعثة في الغلاف الجويّ، في رحلة واحدة من إسرائيل إلى نيويورك، تلك الّتي ندّخرها إذا كنّا نباتييّن لمدّة أربع سنوات، أو إذا تخلَّينا عن السّيِّارة لمدّة عام ونصف. حتّى اليوم، لا نملك أيّ تقنيّة طيران فعّالة لا تتضمّن انبعاثات كبيرة من غازات الدّفيئة. لذا من المهمّ الطيران أقلّ ما يمكن.

إذا سافرتم في رحلة إلى الخارج، اختاروا الدّرجة السّياحيّة (economy class) وفضّلوا الوجهات القريبة. رحلة الدّرجة الأولى مسؤولة في المعدّل عن زيادة انبعاثات غازات الدّفيئة بثلاثة أضعاف مقارنة برحلة الدّرجة السّياحيّة، عدم استغلال حجم الطائرة. كما أنّه كلّما بعُدت مسافة الوجهة، ازداد حرق الوقود وانبعاث غازات الدفيئة. لنفس السّبب، من المفضّل اختيار الرّحلات المباشرة، وتجنّب رحلات التّتمّة المُباشرة (connections) الّتي تزيد من مسافة الرّحلة. خلال تخطيطكم للرّحلة، اِفحصوا ما إذا كان بإمكانكم استبدال رحلات الطّيران الدّاخليّة بالقطار السّريع، سيوفّر هذا لكم بعض المال أيضًا.

إذا طُلب منكم السّفر من أجل العمل، افحصوا ما إذا كان بإمكانكم استبدال الرحلة بمكالمات فيديو، أو الجمع بين بعض المهام برحلة عمل واحدة أكثر نجاعة.

מטוס נוסעים בשקיעה | צילום: Sergei25, Shutterstock
من المفضّل الازدحام في الدرجة السياحيّة، الطيران لوجهات قريبة، والامتناع من الطيران غير الضروري. طائرة مسافرين في الغروب | تصوير: Sergei25, Shutterstock

دعوا المالَ يعمل لأجلكم

قالوا في روما القديمة إنّ "المال وحده هو الذي يقود العالم"، ويبدو أنّ لهذا القول أساس من الصِّحة حتّى يومنا هذا. وفقًا لتقرير IPCC، يتعيّن على دول العالم زيادة استثماراتها الماليّة بستّة أضعاف، لدعم حلول أزمة المناخ، والتوقّف عن دعم صناعات الوقود الأحفوريّ. يأتي قسم كبير من هذه الأموال من هيئات اقتصاديّة خاصّة، وقد يكون من الجمهور مباشرة، مثلًا من معاشنا التقاعديّ.

بموجب قانون دولة إسرائيل، يحق لكلّ عامل فوق سن الـ21، وكلّ عاملة فوق سن الـ20، التّوفير في صندوق مخصّصات التّقاعد. على مرّ السنين، يكسب تأمين التّقاعد الكثير من المبالغ الماليّة، تستثمره صناديق التّأمين في مجالات متنوّعة. هذا يعني، أنّ كلّ موظف بالغ في إسرائيل يستثمر في المؤسّسات الماليّة، حتّى لو لم يدرك ذلك. يكشف التّقرير السّنويّ لهيئة سوق المال والتّأمين والادّخار لعام 2020، أنّ إجمالي مدخّرات المعاشات التّقاعديّة في إسرائيل بلغ حوالي 1.5 تريليون شيكل في هذا العام، ووفّر كلّ موظّف وموظّفة بالمعدّل 1300 شاقلًا شهريًّا.

أحد الإجراءات السّهلة الّتي يمكن للموظّفين اتّخاذها، هو تحويل استثماراتهم من الشّركات الملوّثة إلى الشركات غير الملوّثة. من الممكن، على سبيل المثال، دمج تسلسل صناديق المعاشات التقاعدية لمنتدى الأموال النظيفة ضمن اعتبارات اختيار شركة تأمين المعاشات التقاعديّة. يُظهر تسلسل الصّناديق أنّ بعض الأموال التي تديرها هيئات التقاعد يتمّ استثمارها في الشركات الملوّثة، خاصّة في صناعة الوقود الأحفوريّ. كلما زادت الاعتبارات البيئيّة لدى الناس في اختيار هيئات المعاشات التقاعديّة الخاصّة بهم، ستهتم صناديق التّأمين في تلك الاعتبارات عند اختيار استثماراتها.

تُلاقي هذه العمليّة زخمًا في العالم وتتغلغل أيضًا لإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، يتزايد الاعتراف أنّ المخاطر البيئيّة هي أيضًا مخاطر ماليّة قد تضرّ بعائدات مدخراتنا، لذلك هناك فوائد اقتصاديّة لاعتماد سياسات استثماريّة ذات مسؤوليّة.

بالإضافة إلى تغيير أين نستثمر، يمكننا بالطبع المساهمة مباشرة في الهيئات والجمعيّات الّتي تعمل على الحدّ من أزمة المناخ.

קרן הפנסיה שלנו צוברת הרבה מאוד כסף, שיכול לקדם את פתרון משבר האקלים ולשמור על תשואות גבוהות | צילום: TZIDO SUN, Shutterstock
صندوق المعاشات التقاعديّة لدينا يوفّر الكثير من المال، الّذي بإمكانه أن يدعم حلول أزمة المناخ والحفاظ على عائدات كبيرة| تصوير: TZIDO SUN, Shutterstock

التّقليل من استهلاك البقر

ينصّ تقرير شامل نشرته مجلة لانسيت (The Lancet) الطّبّيّة على أنّ: «الغذاء هو العامل الأقوى تأثيرًا  للحفاظ على صحّتنا بالشّكل الأفضل، واستدامة البيئة على وجه الأرض». كتب هذا التقرير 16 عالمًا وطبيبًا من جميع أنحاء العالم، للإشارة إلى طرق تغذية سكّان العالم الآخذين بالتّزايد، تحسين الصّحّة العامّة وتقليل أضرار الأزمات البيئيّة الثّلاث. صناعة الأغذية مسؤولة عن حوالي ربع انبعاثات غازات الدّفيئة في العالم، وهي الآن أحد العوامل الرّئيسيّة الّتي تسبّب تلفًا بالنّظم البيئيّة. يُستخدم ما يقارب نصف الأراضي الصّالحة للسّكن في العالم للزّراعة، معظمها لرعي الأبقار وغيرها من الماشية.

وفقًا لوالتر ويليت (Willett) من كلّيّة الصّحّة العامّة في جامعة هارفارد، والذي كان من بين كاتبي التّقرير، " لتحقيق نظام غذائيّ صحّيّ وعالميّ بحلول عام 2050، تنبع الحاجة إلى تغييرات جذريّة في نظامنا الغذائيّ. يجب مضاعفة الاستهلاك العالميّ للفاكهة، الخضار، المكسّرات والبقوليّات، والتّقليل لأكثر من النّصف من استهلاك الأطعمة مثل لحوم البقر والسُّكّر. إنّ اتّباع نظام غذائيّ غنيّ بالأطعمة نباتيّة المصدر، وأقلّ أطعمة حيوانيّة المصدر يُحسّن كلّ من صحّتنا والبيئة".

للحفاظ على نظام غذائيّ متوازن وصحّيّ، يُوصى باكتساب عادات جديدة بشكل بطيء وتدريجيّ والمداومة عليها. فقط بعد اكتساب عادة جديدة بشكل دائم، حاول تبنّي المزيد من العادات الصّحّيّة. بالإضافة إلى ذلك، من المهمّ الانتباه إلى التّعويض الزّائد - وهي ظاهرة شائعة، مثلًا إذا لم نأكل اللّحوم يوم الاثنين، نأكل في نهاية الأسبوع وجبة مزدوجة أو ثلاثيّة، وسنظلّ نشعر بشكل خاطئ أنّنا نستهلك كمّيّات أقلّ من اللحوم.

תזונה שתורמת גם לבריאות וגם לסביבה: מבחר ירקות, פירות, קטניות, דגנים ואגוזים | צילום: Natalia Lisovskaya, Shutterstock
نظام غذائيّ مفيد لصحّتنا وللبيئةِ: مجموعة من الخضار، الفواكه، البقوليّات، الحبوب والجوز| تصوير: Natalia Lisovskaya, Shutterstock

اِستهلكوا أقلّ

لكلّ منتج نشتريه ثمن بيئيّ. لذا من المهمّ محاولة تقليل كمّيّة الأشياء الّتي نشتريها، وشراء فقط ما نحتاجه حقًّا. هذه العادات ستعود بالفائدة على جيوبنا وستُسهّل علينا الحفاظ على منزلٍ مرتّب.

بالإضافة إلى ذلك، عند ذهابنا للتّسوّق، يُفضّل شراء منتجات مستعملة، ومنتجات قويّة ومتينة تدوم لأطول فترة ممكنة. إذا كانت لدينا أشياء لا نستخدمها في المنزل، فإنّنا نوصي ببيعها أو إعطائها للآخرين.وإذا تعطَّل أحد أجهزتنا، فالأفضل أن نحاول تصليحه. هكذا سنقلّل من كمّيّة النّفايات الّتي نصنعها. وأخيرًا، عندما نشتري الأجهزة الكهربائيّة، يجب أن نحرص على أن تكون موفّرة للطّاقة. كما يجب ضبط مكيّف الهواء في المنزل أو المكتب بشكل لا يقوم بتبريد الغرفة في الصّيف، أو يدفئها في موسم البرد بشكل مُفرِط. يعمل تكييف الهواء المعتدل بشكل كبير على تقليل استهلاكنا للطّاقة الكهربائيّة.

לא כדאי להקפיא. שימוש נבון במזגן גם נעים יותר, גם חסכוני יותר וגם תורם לסביבה | צילום: LightField Studios, Shutterstock
لا يُفضَّل أن نُبرد أكثر من اللّازم. الاستخدام الحكيم بالمكيّف سيكون ألطف لنا، أوفر وصديقًا أكثر للبيئة | تصوير: LightField Studios, Shutterstock

نحن نغيِّر

"ما تفعلونه يؤثّر، ويقع على عاتقكم اختيار أيّ تغيير تريدون القيام به"، قالت جين جودال، باحثة الشّمبانزي الشّهيرة الّتي كرّّست معظم حياتها للحفاظ على البيئة.

تقف الإنسانيّة أمام أحد أعظم التّحدّيات في تاريخها كلّه. يكشف العلم أنّه بإمكاننا التّغلّب عليه، ولجميع أفراد المجتمع هناك دور هامّ. يوضّح لنا العلم أيضًا الإجراءات الأكثر أهمّيّة وفاعليّة، للحدّ من الاحتباس الحراريّ وتغيّر المناخ. أمّا الآن، فالكرة في ملعبنا!

 

0 تعليقات