ستُحدّد انبعاثات غازات الدّفيئة في السنوات القادمة وتيرة الاحتباس الحراريّ للكرة الأرضيّة وارتفاع مستوى سطح البحر وحجم الكوارث الطّبيعيّة في المئة وفي الألف سنة القادمة

ترتفع درجة حرارة الكرة الأرضيّة بسبب النشاط البشريّ؛ بسبب غازات الدّفيئة المُنبعثة عند حرق الوقود الأحفوري على وجه الخصوص: لقد قرّر الفريق الحكومي الدّوليّ لتغييرالمناخ (IPCC) أنّ هذا هو الوضع الحالي بلا شكّ، مع وجود أعداد لا تُعدّ ولا تُحصى من المُراقبات الدّقيقة، النّظريّات العلميّة والحسابات الّتي نُشرت في آلاف المقالات لعلماء من جميع أنحاء العالم.

هناك تزايد مُستمرّ في كميّات غازات الدّفيئة المُنبعثة منّا، والمُرفقة بارتفاع في درجات حرارة الكرة الأرضيّة، وفي وتيرة وشدّة الكوارث الطبيعيّة كموجات الحرّ، الفيضانات، الأعاصير والقحط. بالفعل، يمكن الشعور بعواقب الاحتباس الحراريّ اليوم، ومن المتوقّع أن تتفاقم بحلول نهاية القرن. ما مدى خطورة الوضع؟ هذا يعتمد بشكل أساسيّ على كميّة غازات الدفيئة الّتي سنستمرّ في إطلاقها في المستقبل القريب.

يبدو أنّنا سنضطرّ للاختيار ما بين السيء والأسوأ حقًّا. قدّرت لجنة IPCC أنّه في حال تقليص انبعاث هذه الغازات والامتثال للقرارات المُتّخَذة في اتفاقيّة باريس، فسنبقى نواجه كلّ ستّ سنوات موجة حرّ شديدة من النوع الّذي كنّا نُواجهه مرّة كلّ خمسين عامًا فقط. إذا واصلنا زيادة انبعاثات غازات الدّفيئة بالمعدّل الحاليّ، سنواجه مثل هذه الموجات الحارّة الشديدة كلّ عام تقريبًا، وستكون حارّة بأكثر من ثلاث درجات مئويّة في المعدّل.

بحسب هذه التوقّعات، ستواجه البلاد (إسرائيل) وفقًا للسيناريو المتفائل، قحط "المرّة في العقد" كلّ خمس سنوات تقريبًا. ووفقًا للسيناريو المتشائم، سوف تتكرّر حالات القحط هذه كلّ عامين ونصف في المتوسّط ​​وستكون أكثر حدّة. سيكون لمثل هذه الفروق آثار بعيدة المدى على جودة حياتنا، وعلى كميّة المياه والغذاء المُتاح لاستخدامنا، الاستقرار الجيوسياسيّ في العالم ووضع الكائنات الحيّة والأنظمة البيئيّة. وفقًا للأمين العامّ للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش: "إذا لم تتقدّم جميع الدول بتحرّكات ضدّ أزمة المناخ ، سنواجه معاناة إنسانيّة رهيبة".

علاوة على ذلك، فإنّ تأثير غازات الدّفيئة المُنبعثة لن ينتهي في القرن المقبل؛ إذا لم نتّخذ خطوات كافية لتقليل انبعاثات غازات الدّفيئة اليوم، فإنّ وجودها في الغلاف الجويّ سيستمرّ في التسخين وسيتسبّب بأضرار في القرون القادمة.

קרחון נשבר באנטרקטיקה. צילום: Bernhard Staehli Shutterstock
الاختيار الّذي أمامنا هو بين السيء والأسوأ حقًّا. النّهر الجليديّ في القارّة القطبيّة الجنوبيّة| تصوير: Bernhard .Staehli Shutterstock

الكربون يبقى إلى الأبد
يعتمد "متوسّط العمر" لغاز الدّفيئة في الغلاف الجويّ، أي متوسّط ​​مدّة بقائه في الغلاف الجويّ بعد وصوله إليه، على نوع الغاز. الميثان على سبيل المثال، يُعتبر غازًا "ذا عمر قصير". بعد انبعاثه من الجهاز الهضميّ للبقرة، جهاز الغاز، أو أيّ مصدر آخر، فإنّه يبقى في الغلاف الجويّ ويمتصّ أشعّة لمدّة 12 عامًا في المتوسّط. لذلك؛ إذا قلّلنا انبعاثات الميثان اليوم، فسنرى النتائج بالفعل في المستقبل القريب.

أمّا تأثير ثاني أكسيد الكربون، فتأثيره أطول بكثير. وفقًا لعالِم المحيطات ديفيد آرتشر (Archer) من جامعة شيكاغو، "فإنّ ثاني أكسيد الكربون المنبعث من حرق الوقود الأحفوريّ يبقى في الغلاف الجويّ لعدّة قرون، فيما يبقى رُبعه هناك إلى الأبد تقريبًا. فكرّوا في الأمر في المرّة القادمة الّتي تملؤون فيها خزّان وقود سيارتكم".

تتكوّن دورة الكربون من عدّة عمليّات، حيث أنّ العمليّات البطيئة فقط هي الّتي تزيل الكربون تمامًا من الغلاف الجويّ. يتحلّل جزيء ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجويّ في مياه البحر في غضون خمس سنوات فقط في المتوسّط، ولكنّه سينبعث من البحر إلى الغلاف الجويّ بنفس معدّل المدّة الزمنيّة. بسبب ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجويّ، تمتصّ المحيطات كميّة من الكربون أكثر ممّا تنبعث، وتمتصّ الطبقة العليا من الماء حوالي ربع كميّة ثاني أكسيد الكربون المُنبعث من البشريّة كلّ عام. لكن، يمكن للطبقة المائيّة العلويّة للمحيطات امتصاص كميّة محدودة فقط من ثاني أكسيد الكربون، مع العلم أنّها بالكاد تختلط بالمياه العميقة.

خلال القرون القليلة القادمة، سوف يتسرّب ثاني أكسيد الكربون المُذاب ببطء إلى أعماق البحر، وسوف ترتفع تيّارات المحيط من الأعماق بعد امتصاص المزيد من الكربون. بعد ذلك، ولآلاف السنين ، سيتفاعل ثاني أكسيد الكربون المُذاب في أعماق البحار مع الرواسب الجيريّة المتواجدة في القاع، ممّا يسمح لمزيد من ثاني أكسيد الكربون بالذوبان في البحر. هذه العمليّة معاكسة لعمليّة تكوين الهياكل العظميّة للكائنات البحريّة، كالأصداف والشعاب المرجانيّة، والّتي تتسبّب في تكوين الرواسب الجيريّة. ولكن مدّة هذه العمليّة محدودة، وسيتمّ إطلاق بعض ثاني أكسيد الكربون المُنبعث من الهواء فقط بعد إذابته بمياه الأمطار، ممّا سيزيد من حموضتها، وسيؤدّي ذلك إلى تفاعل المحلول الناتج مع الصخور لتكوين معادن جديدة. النطاق الزمنيّ لهذه العمليّة هو مئات آلاف السنين. لقد مرّت فترة زمنيّة مماثلة منذ ظهور الجنس البشريّ (Homo sapiens) لأوّل مرّة في مرحلة التطوّر، وحتّى يومنا هذا.

מודל המתאר את ספיגת הפחמן מהאטמוספירה במשך 40 אלף שנים לאחר שחרור מאסיבי על ידי שריפת דלקים. Nature Climate Change (Nat. Clim. Chang.) ISSN 1758-6798 (online) ISSN 1758-678X (print)
 نموذج يصوّر امتصاص الكربون من الغلاف الجويّ على مدى 40000 سنة بعد الانبعاثات الكبيرة من احتراق الوقود | Nature Climate Change (Nat. Clim. Chang.) ISSN 1758-6798 (online)

يتمّ امتصاص جزء صغير من ثاني أكسيد الكربون المُنبعث من خلال عمليّات طويلة أخرى. تمتصّ الأشجار والطحالب المجهريّة والمخلوقات الأخرى كميّات هائلة من ثاني أكسيد الكربون أيضًا، ولكن مع كلّ نَفَس، ومع كلّ مخلوق يموت ويتعفّن، يتمّ إطلاق ثاني أكسيد الكربون مرّة أخرى إلى الغلاف الجويّ. تمتصّ الغابات والأرضيّات حول العالم حوالي ثلث ثاني أكسيد الكربون المُنبعث، لكنّ هذه العمليّة محدودة، وإذا لم تتمّ المحافظة عليها، سينبعث الكربون مرّ ة أخرى إلى الغلاف الجويّ.

يُدفن بعض الكربون الموجود في أجساد الكائنات الميتة في الأرض أو في قاع البحر ولا يتمّ إطلاقه مرّة أخرى. كنتيجة لذلك؛ يتحوّل إلى صخور أو وقود معدنيّ، في عمليّات تستغرق ملايين السنين. يؤدّي النشاط البركانيّ والعمليّات التكتونيّة الّتي تتسبّب في ذوبان الصخور وتحويلها إلى صهارة (ماجما) وغازات، إلى إطلاق بعض الكربون مرّة أخرى إلى الغلاف الجويّ. يمكن أن تغيّر هذه العمليّة تكوين الغلاف الجويّ على مدى ملايين السنين.

إذا كانت العمليّات الطبيعيّة غير قادرة على إزالة ثاني أكسيد الكربون بسرعة من الغلاف الجويّ، فربّما يمكننا القيام بذلك بأنفسنا؟ على الرّغم من أنّ قدرتنا على إزالة ثاني أكسيد الكربون بشكل اصطناعيّ من الغلاف الجويّ محدودة للغاية في القرن الحالي، إلّا أنّها قد تصبح أكثر أهميّة في المستقبل البعيد. حتّى ذلك الحين، قد تساهم هذه التكنولوجيا باهظة الثمن بطريقة محدودة، ويمكننا استخدامها لتقليل الانبعاثات الصّناعيّة الصّعبة أو باهظة الثمن للتغيير خاصّة.

على مستوى حياة الإنسان، سيبقى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجويّ إلى الأبد، وطالما أنّه موجود فسيستمر في تدفئة العالم وتغيير حموضة مياه البحر. وفقًا لدراسة أُجريت عام 2008، حتّى في حال توقّف مُطلق لانبعاث غازات الدفيئة، فإنّ درجات الحرارة العالميّة ستستمرّ في الارتفاع لعدّة عقود، ثمّ ستبقى ثابتة لمئات السنين على الأقلّ. أظهرت دراسة أخرى أنّ تبريد الكرة الأرضيّة بدرجة واحدة سيستغرق حوالي 12000 عام.
 

سطح البحر: المدّ العظيم
تمّ "امتصاص" حوالي 90 في المئة من كميّة الحرارة (الطاقة) المُضافة إلى النظام المناخيّ حتّى الآن في البحر، ومن المتوقّع أن تزداد هذه الكميّة بنسبة 8-2 بحلول نهاية القرن - اعتمادًا على كميّة غازات الدفيئة المُنبعثة بحلول ذلك الوقت. يتسبّب ارتفاع درجة حرارة مياه البحر بتكوين موجات حراريّة في البحر، ولانخفاض معدّل الأكسجين المُذاب في الماء ولتغييرات أخرى. بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة الّتي لحقت بالنُظُم البيئيّة البحريّة، كالشعاب المرجانيّة، فإنّ ارتفاع درجة حرارة المياه يزيد من حجمها، وحتّى الآن، كانت هذه العمليّة مسؤولة عن حوالي النصف من ارتفاع مستوى سطح البحر في الخمسين سنة الماضية. من المتوقّع أن يستمرّ ارتفاع درجة حرارة البحر لمئات وآلاف السنين، حيث ستتغلغل الحرارة ببطء في أعماق البحار.

من المتوقّع أيضًا أن يستمرّ ذوبان الأنهار الجليديّة لمئات وآلاف السنين، حيث إنّ العالم سيبقى حارًّا أكثر. تتعرّض أجزاء واسعة من جرينلاند وغرب القارّة القطبيّة الجنوبيّة لخطر الذوبان؛ ممّا سيؤدّي إلى تفاقم ارتفاع مستوى سطح البحر وتسريع وتيرته. في حال لم نقم بتخفيض انبعاث غازات الدّفيئة بشكل حادّ، فهناك احتمال كبير لخسارة كاملة لا رجعة فيها لهذه المناطق المُتجمّدة؛ ممّا سيؤدي إلى رفع مستوى مياه البحر بعدّة أمتار.

המסת קרחונים (גרינלנד) צילום: Maria-José Viñas NASA
ذوبان الأنهار الجليديّة (جرينلاند) | تصوير: Maria-José Viñas NASA

في المئة عام الماضية، ارتفع مستوى سطح البحر بحوالي 20 سم فقط في المتوسّط، لكنّ معدل ارتفاعه آخذ في الازدياد، واليوم يرتفع بنحو 3.7 ملم في السنة، وبحلول نهاية القرن من المتوقّع أن يرتفع بمقدار متوسّط 30 سم للمتر؛ ليغمر مناطق مأهولة بمئات الملايين من الأشخاص حاليًّا، ويعرّض دولًا جُزرية بأكملها للخطر. بالإضافة إلى الفيضانات تحت أمواج المدّ، سيؤدّي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تفاقم تأثير الكوارث الطبيعيّة. ستتغلغل العواصف والأمواج في أعماق الأرض وتُهدّد أرواح الكائنات الحيّة، تُملّح مصادر مياه الصّالحة للشرب، وتضرب العديد من البّنى التحتيّة. 

من الممكن أيضًا أن يكون ارتفاع مستوى سطح البحر أسرع وأكثر أهميّة في المئة عام القادمة: ما زلنا لا نفهم تمامًا الديناميكيات المعقّدة لفقدان طبقات الجليد الأرضيّة، تحديدًا في سياق حركة الأنهار الجليديّة نحو البحر، وانفصال الألواح الجليديّة العائمة على سطح البحر والّتي لا تزال مُتّصلة بالقارات المتجمّدة. زيادة انبعاث غازات الدّفيئة تزيد من مخاطر الانفصال غير المتوقّع للألواح الجليديّة.

لا يرتفع مستوى سطح البحر بشكل موحّد في جميع أنحاء العالم. تعتمد درجة الارتفاع في المنطقة على خصائص البحر، كالتّيّارات البحريّة، وكذلك خصائص الأرض الّتي قد تغرق أجزاء كبيرة منها أو ترتفع، على سبيل المثال، نتيجة ذوبان الأنهار الجليديّة الضخمة الّتي غطّت مناطق معيّنة في العصر الجليديّ الأخير. وهكذا، بينما ينخفض ​​مستوى سطح البحر في بعض أجزاء الساحل الكنديّ، ففي ولاية لويزيانا بالولايات المتّحدة ارتفع مستوى سطح البحر بنحو 60 سم منذ عام 1950، واليوم هي تفقد مساحة بحجم ملعب تنس كلّ بضع دقائق.
 

نقطة تحوّل

تستجيب العديد من الأنظمة في العالم ببطء للتغيّرات في درجات الحرارة كالأنهار الجليديّة، ولكن في حال تجاوزها عتبة معيّنة، فسيكون تغييرها سريعًا وغير قابل للرجوع. قد نفقد، على سبيل المثال، تيّار الخليج، الّذي يقوم بتدفئة أوروبا، وغابات الأمازون الّتي تخزن كميّات هائلة من الكربون وتحافظ على التنوّع البيولوجيّ الواسع، من الممكن أيضًا التّسبّب في ذوبان الأرضيّات المتجمّدة الّتي ستطلق العديد من غازات الدّفيئة. إنّ احتمال حدوث معظم هذه السيناريوهات في القرن القريب منخفض، لكنّها قد تحدث في المستقبل البعيد. هناك خوف من فقدان غابات الأمازون خلال المئة عام القادمة. ستؤدّي زيادة انبعاث غازات الدّفيئة إلى زيادة مخاطر حدوث هذه التغييرات الكبيرة، وتسريع حدوثها.

سيؤثّر تغيّر المناخ ليس فقط على البشر، ولكن على جميع الكائنات الحيّة الأخرى على الأرض. من المحتمل أن يؤدّي تغيّر المناخ إلى هجرة أجناس وأنظمة بيئيّة بأكملها على سطح الكرة الأرضيّة، وانقراض تلك الّتي لن تكون قادرة على مواكبة تغيّر المناخ بالسرعة الكافية، أو الّتي لن تجد لها موطنًا مناسبًا أو يمكن الوصول إليه. يؤثّر الضرر الّذي يلحق بالنُظُم البيئيّة أيضًا على المناخ، على سبيل المثال عن طريق تثبيت كميّة أقلّ من الكربون، أو توسيع مدى التصحّر.

ועימה עולות גם טמפרטורת פני כדור הארץ והשכיחות והעוצמה של אסונות טבע. צילום: TR STOK Shutterstock
كميّة غازات الدّفيئة الّتي نصدرها آخذة في الازدياد، ومعها ترتفع أيضًا درجة حرارة سطح الأرض وتواتر الكوارث الطبيعيّة وشدّتها | تصوير: TR STOK, Shutterstock
 

هناك حاجة إلى أهداف طموحة

أزمة المناخ هنا بالفعل، ومن المتوقّع أن تتفاقم على مدى سنوات عديدة. يعتمد معدّل تغيّر المناخ وشدّته على كميّة الغازات المنبعثة في السنوات القادمة. من شأن كلّ طنّ من ثاني أكسيد الكربون أن يُؤثّر، وربّما تكون الأهداف السياسيّة الطموحة المدعومة بالإجراءات على أرض الواقع هي الأداة الأكثر أهميّة لتقليل الانبعاثات.

من أجل تقليل الأزمة وتحقيق أهداف اتفاقيّة باريس، يتوجّب خفض 45 في المئة على الأقلّ من انبعاثات غازات الدّفيئة العالميّة في غضون عقد من الزمن مقارنة بعام 2010، وموازنتها تمامًا بحلول عام 2050. ومع ذلك، تحليل الالتزامات الحاليّة لدول العالم يظهر أنّ العالم بعيد جدًّا عن تلك الأهداف.

على الرغم من التزام العديد من الدّول بالتّخفيض المطلوب، إلّا أنّه ليس لدينا قانون مناخيّ في البلاد، حيث أنّ الدّولة لا تعمل على أساس خطّة وطنيّة مُعتمدة و مُدرجة في الميزانيّة. يستمرّ عدد الانبعاثات في الدّولة في الازدياد كلّ عام، بالإضافة إلى أنّ أهدافها للعقد القادم منخفضة مقارنة بالدّول المتقدّمة، حيث تصل إلى انخفاض بنسبة 27% فقط. تعهّدت الصّين المسؤولة عن أكثر من ربع انبعاثات العالم، بالتّخلّص من انبعاثاتها بحلول عام 2060، لكن من المتوقّع أن تستمرّ هذه الأرقام في الارتفاع في العقد المقبل.

تمّ تأسيس مؤتمر الأمم المتّحدة للمناخ في جلاسكو لضمان تلبيّة العالم لأهداف اتفاقيّة باريس. وللقيام بذلك؛ يتعيّن على الدّول تحديد أهداف أكثر طموحًا من ذي قبل وتعزيز المزيد من التّعاون. تشمل الأهداف الفوريّة تسريع عمليّة الانتقال من استخدام الفحم إلى أنواع وقود أقلّ تلويثًا، وقف إزالة الغابات، التّحوّل إلى وسائل النقل الكهربائيّة، ووضع ميزانيّة كبيرة للطاقة المتجدّدة. وفقًا للأمين العام للأمم المتّحدة جوتراش: "إذا لم نوقف إدماننا على الوقود الأحفوريّ، سيوقفنا هو". بالإضافة إلى ذلك، يسعى المؤتمر إلى حماية وتأهيل المنظومات البيئيّة. ومن المفترض أيضًا أن يحفّز المؤتمر الدّول الغنيّة على الوفاء بالالتزامات الماليّة لاتفاقيّة باريس، والّتي تنصّ على وجوب تحويلها لنحو 100 مليار دولار سنويًّا للدّول النامية من أجل تقليل انبعاثاتها والاستعداد للتّعامل مع أزمة المناخ.

قال عالم الطبيعة الإنجليزيّ والمقدّم التّلفزيونيّ ديفيد أتينبورو (Attenborough) في المؤتمر: "بعد كلّ شيء، نحن أكبر حلّالي المشاكل على الإطلاق في الكرة الأرضيّة. إذا كنّا مستقلّين بما يكفي لإحداث خلل في توازن كوكبنا، فلا شكّ في أنّنا سنكون أقوياء بما يكفي لإنقاذه بالجهد المشترك. لقد رأيت خلال حياتي دمارًا رهيبًا في العالم. في أيّام حياتكم، من الممكن ومن الواجب عليكم أن تروا تعافيه".

من خطاب السير ديفيد أتينبورو في مؤتمر غلاسكو للمناخ

0 تعليقات