دراسة جديدة تكشف أنَّ القطط تنجح في الانتباه عند التّحدّث معها، لكن ليس من المؤكد أنها تهتمّ!

متى كانت آخر مرّة تحدّثت فيها مع قطتك؟ أو مع أيّ قطة قابلتها، لدى الأصدقاء أو في الشارع؟ لا تخجل بالإجابة: كثير من النّاس يتحدّثون إلى حيواناتهم الأليفة، ويقومون ذلك بطريقة مختلفة عن طريقة تحدّثكم مع أصدقائهم أو أفراد أسرهم. فنحن نميل إلى مدّ مخارج الكلام بصورةٍ أكبر عندما نتحدّث مع الكائنات الفرويّة في منزلنا، إذ نتحدّث ببطء، بجمل قصيرة وبصوت عالٍ، ونكرّر الكلمات كثيرًا: "مَن هذا اللّطيف؟ قطتي الصغيرة والجيّـيـيــدة؟"

إذا كان يبدو هذا الأمر مألوفًا لك من مكان آخر، فأنتَ لست مخطئًا: التّحدّث إلى الحيوانات الأليفة مشابه جدًا للتّحدّث مع الأطفال، وهو نفس "حديث الأطفال" الذي يتبنّاه معظمنا عندما نتحدّث مع صغار السّنّ. في اللّغة العلميّة، يُسمّى هذا النّوع من الكلام «خطاب تصريف»، أو خطاب موجَّه للأطفال (IDS)، وقد أظهرت الدّراسات أنّه موجود لدى مجموعة متنوّعة من الثّقافات حول العالم.

אחד החתולים שנודב למחקר | צילום: Charlotte de Mouzon
يتفاعل القطّ مع "الحديث الموجّه للحيوانات الأليفة". إحدى القطط التي تمّ التبرع بها | الصورة: Charlotte de Mouzon

 

تتشارك طريقة التّحدّث إلى الحيوانات الأليفة في العديد من الخصائص مع "الوالديّة". اختبرت العديد من الدّراسات تأثيرها في الكلاب، وأظهرت الكلاب أنّها تستجيب "للكلام الموجّه للحيوانات الأليفة"، كما يسمّيه الباحثون، أكثر من الكلام العاديّ، "الخطاب الموجّه للبالغين". استجابت الجِراء الصّغيرة، على وجه الخصوص، لهذا النّوع من التوجّه بحماس.

لكن ماذا عن القطط؟ بشكل عامّ، تميل هذه الحيوانات إلى الاستجابة بشكل أقلّ لحديث البشر، أو ربّما يكون من الأصحّ القول أنّها تتفاعل فقط متى وأينما تراه مناسبًا. مع ذلك، لا شكّ في أنَّ العديد من القطط تطوّر علاقة وثيقة مع أصحابها. في سنة 2019م، أظهرت دراسة تمّ نشرها، أنَّ القطط المنزليّة تعرف اسمها وتستجيب له من خلال تحريك الأذنين أو الرّأس أو الذّيل. هذا لا يعني أنّها ستأتي عندما نناديها، ولكن على الأقلّ اعلموا أنَّ السّبب ليس لأنّها لا تفهم - إنّما ببساطة لأنّها تختار التّجاهل.

وماذا عن هذا "الحديث الموجّه للحيوانات الأليفة"؟ هل تعرف القطط -كالكلاب- كيف تشخصّ هذا الكلام وتميّز بينه وبين الكلام العاديّ؟ في دراسة جديدة، فحص باحثون من فرنسا 16 قطّة منزليّة، وأظهروا أنَّ القطط تلاحظ الفرق بين أشكال الكلام - لكن فقط عندما يكون أصحابها هم من يتحدّثون.

שני חתולים מהמחקר, לפני (משמאל), במהלך (באמצע) ואחרי שפנו אליהם | צילום: Charlotte de Mouzon
هل تهتمّ القطط بطريقة الكلام؟ قطّتان من الدّراسة، قبل (يسار الصورة) وأثناء (وسط الصورة) وبعد توجيه الكلام إليها | صورة: Charlotte de Mouzon
 

هل تتحدّث إليّ؟

عند إجراء دراسة مماثلة على الجراء، وضعها الباحثون في غرفة مع مكبّر صوت، وشغّلوا جُملًا تحوي "كلامًا موجّهًا للحيوانات الأليفة" وكلامًا عاديًّا، وفحصوا متى اقتربت من مصدر الصّوت وقامت بحركات تدعو للّعب. أيّ شخص يعرف القطط يدرك أنَّ هذا لن ينجح معها حقًا: لا يمكنك الوثوق أنّها ستقترب من أيّ شخص يتواصل معها، بغضّ النظر عن الطّريقة.

لذلك استخدم الباحثون طريقة مختلفة. فقد أسمعوا القطط جُملًا مثل "هل تريد اللّعب؟" أو "كيف حالك؟". قام أصحاب هذه القطط بتسجيلها مسبقًا، بلهجة "موجّهَة للبالغين". غالبًا، استجابت القطط للصّوت بنظرة أو تحريك العينيْن. لذلك قام الباحثون بتشغيل جمل أخرى من هذا القبيل. كان ردّ فعل القطط على الجمل التّالية أقلّ: حيث فهمت الفكرة. لكن بعد ذلك جاءت الجملة الرابعة، التي قيلت بلهجة "موجّهة نحو الحيوانات الأليفة". هل ستلاحظ القطط أنَّ شيئًا ما قد تغيّر، ما يزيد ردود أفعالها؟

نعم، اكتشف الباحثون أنَّ معظم القطط فعلت ذلك (عشر من أصل ستّ عشرة).

استنتج الباحثون من ذلك أنَّ القطط فرّقت بين أنواع الكلام، وعرفوا أنَّ إحداها مختلفة عن الأخرى. على العكس من ذلك، عندما أجريت نفس التجربة بجمل سجّلها غرباء، لا تعرفهم القطط، لم تزدد ردود فعلها عند الجملة الرابعة المختلفة. من الممكن، كما يقول الباحثون، أنَّ القطط بحاجة إلى معرفة الكلام البشريّ الطبيعيّ لملاحظة متى يتغيّر.

فيديو لإحدى القطط في الدراسة وهي تستمع لصاحبها وهو يتحدث بلهجة "موجه للبالغين":

من المؤكّد أنَّ الدراسة الحاليّة صغيرة جدًّا، وحتّى من بين المجموعة الصغيرة المكوّنة من 16 قطّة، لم تظهر جميعها أنّها فرّقت بين أشكال الكلام. لكن مع ذلك، تشير النتائج إلى أنَّ بعض القطط لديها هذه القدرة.

قد تكون الخطوة التالية، بصرف النظر عن ضرورة إضافة المزيد من القطط إلى الدّراسة، محاولة معرفة ما إذا كانت القطط تستجيب للكلام "الموجّه نحو الحيوانات الأليفة" بطريقة مختلفة عن استجابتها للكلام العاديّ. لن يكون الأمر سهلًا: مقارنةً مع الكلاب، تستجيب القطط أقلّ بكثير للكلام البشريّ من أيّ نوع. من المحتمل جدًّا أيضًا أنّها تعرف متى نتحدّث معها، ولكن كما هو الحال عندما ننادي عليها بأسمائها، فهي لا تهتمّ حقًّا.

0 تعليقات