تضاهي تكلفتها أضعاف تكلفة المنتجات المستهلكة يوميًا ذات القيم الغذائيّة المماثلة. تعدنا بالمعجزات والعجائب الصّحّيّة – ولا تستند في كثير من الأحيان على معلومات بحثيّة حقيقيّة. نظرة ناقدة على "الأغذية فائقة الجودة"

نرى هذا التّوجّه الرّائج في كلّ مكان – فمن منّا لم يصادف صديقًا أخبره عن نوعٍ جديد من الأغذية فائقة الجودة (السوبر-فود). يبدو من الرّوايات وكأن هناك أنواع من الغذاء التي يكمن في داخلها سرٌّ قديم، كالبازلاء السّحريّة في الأساطير،  سرٌّ لا يعرفه إلّا الشّامانيون في صحراء بعيدة. في إحداها يكمنُ دون أدنى شكّ سرٌّ لعلاج جميع أنواع السرطان؛ أمّا البعض الآخر يُعتبرُ حلًّا لتخليص العالم من مشاكل الإخصاب، السّكريّ، الزّهايمر بل حتّى الموت. كلّ ما هو مطلوب هو سلطة مع الفواكه الاستوائيّة الصّحيحة - هذا كلّ ما في الأمر!

كم كنّا نأمل لو كان الأمر بهذه البساطة.

من غير الواضح تمامًا مصدر انبثاق فكرة الأغذية فائقة الجودة. فهناك أدلّة على استخدام المصطلح في الإعلانات منذ منتصف القرن الـ20، لكنّه بدأ بالانتشار فقط في نهاية القرن الـ20، مع بزوغ فكرة "الأغذية الوظيفيّة" – وهي المواد الغذائيّة الّتي تحتوي على مركّبات يُزعم أنّها ذات قيمة صحّيّة معيّنة. لم يقف الجسم المُشرّع جانبًا، ففي سنة 2007 فرض الاتحاد الأوروبيّ قيودًا شديدة على استخدام هذا المصطلح الّذي يقوم به المسوّقون.

نبدأ من المختصر المفيد: الأغذية فائقة الجودة هي مجرّد كذبة تسويقيّة بطبيعتها. لا يوجد أي غذاء واحد، أو حتّى مزيج من الأغذية تستطيع لوحدها ضمان توفير شفاء من الأمراض المزمنة. في الواقع، لا أساسًا ملموسًا تقريبًا لاستعمالها كعلاج أو كمانع من الأمراض. من أجل التّقليل من الأمراض المتعلّقة بالتّغذية مثل متلازمة التّمثيل الغذائيّ، السّكريّ، أمراض الأوعية الدّمويّة والقلب وغيرها، يُوصى باتّباع نمط حياة متوازن يشمل أنواع كثيرة من الأغذية، بدلًا من الأغذية الّتي تُسوّقُ على أنّها "الأغذية الخارقة".

هكذا تستطيعون تمييز الادّعاءات الكاذبة
  • وعود مذهلة لعلاج الأمراض – لو كان حقًا هناك دواء سرّيّ في هذا النّبات ويعود علينا بالفائدةِ ؛ لهلعت شركات الأدوية لاستغلاله
  • استخدام مصطلحات خادعة أو كاذبة مثل مطهّر للسّموم، يرفع مستوى الطّاقة أو يحسّن مستوى الأيض
  • غالبًا ما يكون الحديث عن غذاء غير شائع، يحتاج إلى طلبٍ خاصّ من أماكن بعيدة مثل الأمازون أو الشّرق الأقصى
  • يكون هذا الغذاء باهظ الثمن مقارنةً بالأغذية التي يمكن الحصول عليها بطريقة أسهل بكثير، مثل الفواكه والخضراوات المحلّيّة
 

توفّر متاجر الأغذية الطّبيعيّة، وشبكات التّسويق بشكل عامّ، أمثلة وفيرة لمنتجات غذائيّة كهذه، وتعطي وعودًا كبيرة وضمانات عديدة بينما لا تفي بها. دعونا نلقي نظرة على بعضها ونرى ما تستطيع القيام به فعلًا، إذا كان هناك ما تقوم به أصلًا.

السّبيرولينا (Spirulina)

غالبًا ما يتمّ تسويق السّبيرولينا (Arthrospira platensis أو Arthrospira maxima) على أنّها نوع من أنواع الطّحالب، لكن فعليًّا هي عبارة عن نوع من البكتيريا الزّرقاء (Cyanobacteria). هناك أدلّة على أنّ الأزتيك قاموا الفعل باستهلاك السبيرولينا في القرن السّادس عشر.

يعتمد المنتج على تنمية كمّيّة كبيرة من البكتيريا الزّرقاء، وهي غنيّة بمجموعة متنوّعة من المكوّنات الغذائيّة، مثل الكربوهيدرات، البروتينات (مع كمّيّة معقولة من الحمض الأمينيّ ليوسين الهامّة للعضل) الدّهنيات، الفيتامينات والمعادن. نظريًّا، تناول 100 غرام من السبيرولينا تضمن الكثير من مركّبات الغذاء النّافعة، بنسب جيّدة من الاستهلاك اليوميّ المطلوب. حتّى الآن كلّ الأمور على ما يرام، إلى حين ظهور مسوّقي المكمل إذ ينصحون المستهلك بتناول 5 غرام فقط من المنتج بشكل يوميّ – كمّيّة لا قيمة لها من النّاحية الغذائيّة وبسعرٍ مرتفع جدًّا.

نقطة أخرى تثير مزيدًا من الشّكوك هي الادّعاء بأنّ السبيرولينا تحتوي على كمية وافرة من فيتامين B12. حيث لهذا الفيتامين عدّة أشكال مختلفة. ولكلّ منها تأثير مختلف على جسم الانسان. لذلك، هناك تقارير متضاربة حول تركيز ال B12 في المنتجات المختلفة. في الآونة الأخيرة هناك على الأقل بحثان قد أظهرا وجود كمّيّة معيّنة من الفيتامين في جزء من منتجات السبيرولينا.

مشكلة أخرى متعلّقة بالسبيرولينا هي قدرتها على امتصاص المعادن الثّقيلة جدًّا. هذه الاحتماليّة واردة جدًّا في حال تنظيف مياه الصّرف وأنظمة المياه، لكن عندما نطلب تناول السبيرولينا علينا التّعامل معها بحذرٍ شديد. إذا كانت المياه الّتي استخدمت لتنمية البكتيريا ملوثة بالمعادن الثقيلة قد تجد سبيلها إلى المنتج وإليكم.

تقترن السبيرولينا بدرجات صحّيّة عالية جدًّا، رغم شحّ المصادر العلميّة الّتي تثبت وجودها، أو تفضيلها على مصادر أبسط لنفس المواد. مثلًا، صحيح أنّه هناك ثمّة دلائل على وجود مضادّات الأكسدة في السبيرولينا، لكنّها موجودة بوفرة يضًا في الفواكه والخضراوات.

أمّا الادّعاء الأكثر أهمّيّة هو أنّ السبيرولينا تقلّل من كمّيات "الكوليسترول السّيء" (LDL) والتريجليتسريدات (الدّهون في الدّم). ولهذا الادّعاء بعض الدّلائل: وجدت معالجة لسبعة أبحاث سريريّة والّتي قد أجريت في هذا الموضوع أنّ الأشخاص الّذين استهلكوا 200-500 ملغم سبيرولينا في اليوم الواحد، قد طرأ لديهم انخفاض في معدّل الكوليسترول العامّ الى 46 ملغم و 41 ملغم في LDL. مع ذلك، لم تعرض غالبية الأبحاث المحدّدة تأثيرًا ملحوظًا، وقد استعرض التّحليل المشترك لنتائجها فقط جميع هذه النّتائج، لذلك هناك حاجة إلى بحث إضافيّ حول الموضوع.

كانت الأدلّة في مواضيع أخرى ضعيفة في أحسن الأحوال. هناك أدلّة في الفحوصات المخبريّة تدلّ على أنّ السبيرولينا تأخّر عمليّة أكسدة الـ LDL، لكنّها ليست من ضمن الأبحاث الّتي أجريت على البشر. للخصائص المضادّة للسّرطان المنسوبة للمُنتج توجد مصادقة من بحث وحيد أجري في الهند سنة 1995، وهناك أيضًا أجري فحص على الأنسجة في الوعاء المخبريّ فقط، أي لم تجرى فحوصات على المرضى أو حتّى على حيوانات مخبريّة. يستند الادّعاء للحدّ من ضغط الدّم إلى دراسة واحدة والّتي وجدت أنّ انخفاضًا متوسّطًا مساويًا ل 6 ملم زئبقًا في الضّغط الانقباضيّ.

والوضع تمامًا  لما يخصّ الادّعاءات المتعلّقة بالحدّ من التهاب الأنف التّحسّسيّ، علاج فقر الدّم وموازنة مستويات السّكّر في الدّم. بينما عرضت أبحاث قليلة أوّليّة مدى تأثير السبيرولينا على القوّة وتحمّل الجهد أثناء الرّياضة على أنّ ضمانًا هامشيًّا لا يستحقّ أن يذكر.

إذا كان الأمر كذلك، فإنّ معظم الادّعاءات لا تستوفي شروط اختبار النّتيجة، لا نستطيع إلغاءها أيضًا بسبب وجود عدد قليل من الأبحاث في الموضوع. علاوة على ذلك، لم تنفي أغلب الأبحاث إمكانيّة أنّ الأشخاص الّذين تمّ فحصهم قد استخدموا أدوية معيّنة في المقابل أو أحدثوا تغييرًا في نمطهم الغذائيّ في نفس الفترة. الحديث عن فجوة كبيرة في تفكيرنا، وهي مركّبات تؤثّر وبشكل كبير على نتائج البحث الّذي عرضناه. قبل أن ننسب أيّة فائدة لهذه "الأطعمة الخارقة" نحتاج لأبحاث أخرى وأكثر نجاعة.

قد يوفّر استهلاك 100 غرام يوميًا مكوّنات صحّيّة، لكن ينصح المسوّقون بتناول خمسة غرامات فقط. السبيرولينا | تصوير: Shutterstock
قد يوفّر استهلاك 100 غرام يوميًا مكوّنات صحّيّة، لكن ينصح المسوّقون بتناول خمسة غرامات فقط. السبيرولينا | تصوير: Shutterstock

الكلوريلا (Chlorella)

الكلوريلا (Chlorella pyrenoidosa أو Chlorella vulgaris) هي نوع من الطّحالب الخضراء أحاديّة الخليّة الّتي تنمو في الماء. علاوةً على أنّها الكائن أحاديّ الخلية الّذي يحوي أكبر نسبة من الكلوروفيل، فهي غنيّة أيضًا بالعناصر الغذائيّة كالأحماض الأمينيّة والأحماض الدّهنيّة غير المشبعة من نوع أوميجا 3. ما لا تمتلك الكلوريلا هي القوى السحرية.

وقد فُحصت تأثيرات الكلوريلا على الصّحّة ضمن مجموعة متنوّعة من المجالات، لكن دون تعمّق. على سبيل المثال، في تجربة أوّليّة لم تتكرّر في عام 1990، ظهر تحسّن طفيف على مقاييس الجهاز المناعيّ ضمن عيّنة صغيرة من المرضى الّذين يعانون من أورام سرطانيّة في الدّماغ. علاوة على ذلك، تمّ فحص استعمالها على مرضى التهاب القولون - مرض مناعيّ ذاتيّ يصيب الجهاز الهضميّ - لكن النّتائج كانت غير واضحة واعتمدت على استبيانات لم تقدّم الكثير من المعلومات.

كما تمّ اختبار التّأثير المحتمل للكلوريلا على مرضى الألم العضليّ اللّيفيّ - مرض ألم مزمن - لكن النّتائج كانت محدودة بسبب صعوبة تشخيص التّحسّن أو التّفاقم في حالة هؤلاء المرضى. وجدوا أنّ الكلوريلا تقلّل من كمّيّة الدّهون في الدّم لدى الأشخاص الأصحّاء - الكوليسترول العامّ، LDL والتّريجليتسريدات. مع ذلك، الحديث هنا عن انخفاض طفيف أقلّ من 10 ملغم في كلّ مجموعة، لذلك من الصّعب إعطاؤها أهمّيّة كُبرى.

وقد أجريت دراسة أخرى في عام 2014 الّتي بدورها فحصت كيفيّة تأثير مكمّلات الكلوريلا على تركيز الدّهون في الدّم، لكن الدّراسة لم استمرت إلّا لأسبوعين، بينما غالبًا ما تحتاج هذه الدّراسات لعدة أسابيع بهدف رؤية التّغيرات في مستويات الدّهون في الدّم. بينما حاولت دراسة أخرى بدورها فحص مدى قدرة الكلوريلا على تحسين حالة المدخّنين، فلم تجد تحسّنًا ملحوظًا في قياسات الأكسدة أو في حالة الخلايا اللّيمفاوية (خلايا جهاز المناعة) في الدّم.

 وقد أجريت هُنا أيضًا أغلب الأبحاث على الحيوانات أو على زراعة الأنسجة، والّتي لم تتمكّن من حسم ضرورة استخدام المكمّل من أجل جسم الإنسان الحيّ. إضافة إلى أن معظم فوائد الكلوريلا مرتبطة بمضادات الأكسدة الموجودة فيها؛ علينا ألّا ننسى أنّنا نستطيع تناول الفواكه والخضراوات لنفس الغرض، ولا يضاهي سعرها تكلفة مكمّلات الكلوريلا - حوالي 150 شيكل لمائتي قرصًا.

​يمكننا أيضًا الحصول على مضادّات الأكسدة ذاتها من الخضراوات والفواكه الأرخص بكثير. الكلوريلا | تصوير: Shutterstock
يمكننا أيضًا الحصول على مضادّات الأكسدة ذاتها من الخضراوات والفواكه الأرخص بكثير. الكلوريلا | تصوير: Shutterstock

العوسج (Chinese wolfberry)

مصدر فاكهة الغابة الغريبة العوسج (L.barbarum, L.chinense) من الشّرق الأقصى. وهي عبارة عن حبيبات حمراء من العائلة الباذنجانيّة (مثل البطاطا والطّماطم) تستخدم في الطّبّ الصّينيّ منذ نحو ألفي عام، ومن المعتاد تناولها بصورتها المجفّفة.

هذه الحبيبات غنيّة بمضادّات الأكسدة من عائلات مختلفة، بالأخصّ عائلة الكاروتينات، وفيتامين Cالموجود بتركيز 42 ملغم لكلّ مائة غرام من المنتج - حوالي ثلث الكمية الموجودة في الفلفل الأحمر، والّتي تحتوي وجبة متوسّطة منه حوالي 120 ملغمًا من فيتامين سي. إضافة إلى أنّ  هذه الفاكهة تعد غنيّة نوعًا ما بالحديد (5 ملغم لكلّ مئة غرام من فاكهة العوسج، كالعدس المطبوخ)، 1460 ملغمًا من البوتاسيوم و 184 ملغم من الكالسيوم (أقلّ بقليل من كوب حليب غنيّ). بالطّبع مئة غرام عبارة عن الكثير من الحبيبات.

وهنا لم تكن الدّراسات الّتي فحصت آثارها على البشر كثيرة، حيث أجري معظمها في الأنبوب المخبريّ أو على الحيوانات. عندما أجريت الدّراسات، كانت بعضها -على الأقلّ- مثيرة للجدل إلى حدّ كبير. مثال على ذلك هو التّحليل التلوي (فحص نقديّ لنتائج جُمّعت من مجموعة دراسات سابقة)، والّذي تمّ إجراؤه على أربع دراسات لنفس الفريق الّذي أجرى التّحليل التّلوي ذاته، الأمر الّذي لا يسمح بمنع التّحيّزات. المقاييس الّتي فٌحصت في الدّراسة كانت عامّة جدًّا أيضًا، إذ لم يكن بالإمكان تحديدها حتّى: على سبيل المثال، "تحسين نمط الحياة"، "الطّاقة" و"الشّعور بالصّحّة" بناءً على الاستبيانات. مع ذلك، فإنّ معظم الآثار الّتي عُثرعليها لم تكن ذات دلالة إحصائيّة.

باستثناء ذلك، لم يُعثر على دراسات سريريّة حديثة تتعلّق بفاكهة العوسج، ولا حتّى دراسات مراقبة طويلة الأمد. حتّى يومنا هذا، لم تُحدّد أيّة فوائد صحّيّة محدّدة لفاكهة العوسج . والفوائد الغذائيّة؟ يدور الحديث حول فاكهة جيّدة ومغذّية. السّؤال الّذي يجب طرحه هل يستحقّ هذا الأمر مبلغ 20 شيكلًا لكلّ 250 غرامًا بدلًا من المواد الغذائيّة الأخرى الّتي لا تقلّ فائدة عن تلك الّتي تحمل علامة "أغذية خارقة".

يحتوي الفلفل الأحمر على ثلاثة أضعاف من كمّيّة فيتامين سي، ويحتوي كوب الحليب على المزيد من الكالسيوم وفي العدس كمّيّة أكبر من الحديد. فاكهة العوسج | تصوير: Shutterstock
يحتوي الفلفل الأحمر على ثلاثة أضعاف من كمّيّة فيتامين سي، ويحتوي كوب الحليب على المزيد من الكالسيوم وفي العدس كمّيّة أكبر من الحديد. فاكهة العوسج | تصوير: Shutterstock

نخل الآساي (Euterpe oleracea)

تنمو فاكهة الأساي (Euterpe oleracea)، على شجر النّخيل في أمريكا الجنوبيّة. يذكرنا مذاقه إلى حدّ ما بالشّوكولاتة وقريب من التّوت الأزرق وللحبيبات المشابهة. استخدمت هذه الفاكهة في الطّبّ الشّعبيّ الهنديّ ضدّ مجموعة واسعة من الأمراض بما في ذلك الإسهال، اليرقان والآفّات الجلديّة. من النّاحية الغذائيّة، تحتوي الفاكهة على حمض الأوليك، الأوميغا 9، حمض اللينوليك والأوميغا 3. كما وتحتوي على كمّيّات محدّدة من مضادّات الأكسدة مثل الأنثوسيانين، الغلوتانينات وغيرها.

هنا أيضًا، لم تجتز معظم الدّراسات مستوى الفئران وأنابيب الاختبار، حيث ثبت أنّ مستخلصاتها تتمتّع بخصائص مضادّة للأكسدة ومضادّة للسّرطان، بل حتّى سمات عكسيّة مناسبة للاستخدام في اختبارات التّصوير بالرّنين المغناطيسي MRI. على الرّغم من ذلك، فيما يتعلّق بالأبحاث السّريريّة على البشر، وجدت دراسة واحدة فقط في عام 2011 حيث تمّ فحص 10 أشخاص أصحّاء كانوا قد استهلكوا 100 غرام من الفاكهة يوميًّا لمدّة شهر. فحصت الدّراسة تأثير المكمّل على مقاييس التّمثيل الغذائيّ كمستوى السّكّر في الدّم، مستويات الأنسولين وتركيبة الدّهون في الدم. باستثناء اختلاف كبير في التّأثير على السّكّريّات، لم يتم العثور على اختلافات ملحوظة أخرى.

لا يمنع كلّ ذلك مواقع المكمّلات الطّبيعيّة أن تنسب للأساي خصائص عجيبة لم تُفحص مطلقًا في دراسات سريريّة، مثل علاج حبّ الشّباب، فقر الدّم، العدوى، السّكّريّ، النّزيف الدّمويّ وأي شيء آخر قد يخطر في بالكم. والدّلائل؟ يبدو لا حاجة لذلك.

تنسب لها مواقع الطّبيعة خصائص عجيبة والّتي لم تُختبر أبدًا في الدّراسات السّريريّة. الآساي | تصوير: Shutterstock
تنسب لها مواقع الطّبيعة خصائص عجيبة والّتي لم تُختبر أبدًا في الدّراسات السّريريّة. الآساي | تصوير: Shutterstock

القنب (Hemp)

القنب (Hemp) هو مستخلص مستخرج من نوع لنبتة القنب ساتيفا (Cannabis sativa)، والّتي تُعرف أنواع أخرى منها كمصدر للماريجوانا. بسبب القيود القانونيّة، هناك العديد من الصّعوبات في دراسة استخداماتها الأخرى الّتي لا تتعلّق بالخواص ذات التّأثير النفسي لبعض جزيئاتها. لذلك لم نتمكّن إلّا من العثور على دراسة واحدة من السّنوات الأخيرة حول ملفّه الغذائيّ - وهو أمر مثير للاهتمام بالتأكيد.

وجدت الدّراسة أنّ الزّيت يحتوي على أوميغا 3 أكثر من أوميغا 6 بنسبة 1:3، ممّا يجعله مصدرًا جيّدًا لهذه الأحماض الدّهنيّة الأساسيّة. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي على الكانابيديول (CBD)، وهي مادّة لا تؤثّر على الوعي وتنسب إليه خصائص صحية مفيدة  وحتى القليل من فيتامين E.

في غياب الدّراسات الّتي قامت ببحث تأثير استهلاك زيت القنب على الإنسان، لا يمكن تحديد أيّ شيء تقريبًا بشأنه. من الممكن أنّه إذا تمّ تغيير القوانين المتعلّقة بالقنب، فسيتمّ استخدامه في المستقبل كزيت للطّهي أو كتوابل مشروعة.

يكاد مستحيلًا تحديد أيّ شيء عنه في غياب الدّراسات الّتي قامت بفحص تأثير استهلاكه على الإنسان. زيت القنب - تصوير: Shutterstock
يكاد مستحيلًا تحديد أيّ شيء عنه في غياب الدّراسات الّتي قامت بفحص تأثير استهلاكه على الإنسان. زيت القنب - تصوير: Shutterstock

الشّيا (chia seeds)

تنمو بذور الشّيا (Salvia hispanica) على شجيرة قريبة من المريميّة، وهي في الحقيقة لا تعتبر نوعًا من الأغذية الخارقة، بل طعامًا كباقي الأطعمة. الشّيا غنيّة جدًّا بحمض اللينوليك، وهو حامض دهنيّ غير مشبع من نوع أوميغا 3 وتعدّ ذات أهمّيّة قصوى. يحتاج الخضريّون والنّباتيّون الّذين لا يأكلون الأسماك مصادر أخرى من الأوميجا 3، والشّيا واحدة من هذه المصادر. ملعقة صغيرة أو اثنتان يوميًّا من بذور الشّيا كافية للوصول إلى الكمّيّة اليوميّة المُوصى بها، وهي رخيصة نسبيًّا وسهلة الاستخدام كمكمّل للعديد من الأغذية.

مع ذلك، يعزو بعض الأشخاص للشّيا سمات عجيبة أيضًا. في الواقع، لم يُفحص هذا الموضوع تقريبًا. أجريت دراسة واحدة على الحيوانات لكنّها لم تجد تأثيرًا على جهاز المناعة؛ كما أنّ هناك دراسة سريريّة فحصت مدى تأثير مدهون الشّيا على الآفّات الجلديّة، لكنّها أُجريت على خمسة أشخاص لذلك لا نستطيع استخلاص أي معلومات مهمة من هذه العينة الصغيرة. باستثناء ذلك، متّفق في المراجع البحثيّة فقط على الكمّيّة العالية من أوميغا 3 في المنتج، ممّا يجعلها بكلّ بساطة ... غذاءً.

هي ليست غذاءً خارقًا، لكنّها ببساطة غذاء غنيّ بأوميجا 3، كالعديد من الأغذية الأخرى. بذور الشّيا تصوير: Shutterstock
هي ليست غذاءً خارقًا، لكنّها ببساطة غذاء غنيّ بأوميجا 3، كالعديد من الأغذية الأخرى. بذور الشّيا تصوير: Shutterstock

الماكا

نبات الماكا (Lepidium meyenii) هو نبات من العائلة الكرنبيّة الّتي تأتي من جبال الأنديز، حيث استخدم جذرها لسنوات عديدة في الطّبّ الشّعبيّ المحليّ. ينسب له أتباعه مزايا سحريّة لتحسين القدرة الجنسيّة. هناك مراجعة منهجيّة لأربع دراسات سريريّة تعود فائدتها في هذا المجال على أنّها ذات دلالة إحصائيّة واضحة، لكنّها صغيرة وغير مهمّة. علاوةً على ذلك، لم يُعثر على دراسات أخرى على البشر في السّنوات الأخيرة والّتي أظهرت أيّ فوائد صحّيّة أو وظيفيّة مستمدّة من الماكا.

جذور نبات الماكا - تصوير: Shutterstock
أتباعه متحمّسون لمزاياه في تحسين القدرة الجنسيّة، بينما العلوم - أقلّ حماسة. جذور نبات الماكا - تصوير: Shutterstock

عشبة القمح (Wheatgrass)

عشبة القمح (Triticum aestivum) هي نوع معيّن من القمح المعروف لدينا، مصدره في الهند وغالبًا ما يُستهلك قبل نضجه. يقومون بعصر العشب أو تجفيفه وطحنه إلى مسحوق. يتكون 70 في المائة من المستخلص النّاتج من الكلوروفيل، ويحتوي أيضًا على كمّيّات غير ثابتة من فيتامين أ ، ج ، هـ و ب. كما أنّه يحتوي على مضادّات الأكسدة الفلافونويدات.

أدلّة الاستخدام الطّبّيّ قليلة لهذه العشبة، لكنها متنوعة. أجريت دراسة رائدة عام 2004 في الهند على 16 طفلًا يعانون من مرض الثلاسيميا الوراثيّ في الدّم أظهرت بعض التّحسّن في صحّتهم وشهيّتهم، لكن في غياب مجموعة المراقبة والدّراسات الكبرى، لا يمكن استخلاص استنتاجات جادّة. كما أجريت دراسة أخرى على 24 مريضًا بالتهاب القولون امتازت بصعوبة محاكاة المذاق المرّ لعشب القمح لتشكيل مجموعة مراقبة موثوقة. هنا أيضًا، لوحظ بعض التّحسّن ولكن ليس واضحًا بما فيه الكفاية.

علاوةً على ذلك، لم يُعثر على المزيد من التّجارب السّريريّة المتعلّقة بالموضوع أو دراسات مراقبة كبيرة على المدى الطّويل الّتي من شأنها أن تشير إلى أيّ فائدة صحّيّة من هذا المستخلص المرّ.

عشب القمح | تصوير:Shutterstock
الصّعوبة في محاكاة المذاق المرّ تجعل إجراء تجارب سريريّة مراقبة أمرًا صعبًا . عشب القمح | تصوير:Shutterstock

من المحتمل جدًّا أنّ شراء واستهلاك المنتجات الّتي غالبًا ما تكون مكلفة نسبيًا ستجعل المرء يعتقد أنّه يفيد نفسه - ها هو يعتني بنفسه وحتّى في أفضل طريقة يمكن أن يتحمّلها الجيب! لكن الحقيقة هي أنّ معظم المنتجات الّتي تسمّى "أغذية فائقة الجودة أو سوبر فود" قد تكون غير ضارّة ويمكن أن تكون جزءًا معقولاً من نمط حياة صحيّ ومتوازن، لكن يبدو أنّ فوائدها أقلّ بكثير مما وُعدنا به. في الواقع وعلى الأرجح، الأمر أبسط وأرخص - تناولوا ما يكفي من الخضار والفواكه، حاولوا إدخال البقوليات، ولا تنسوا شرب الماء وممارسة الرّياضة. ليست هناك حاجة لإنفاق الكثير من المال على المنتجات الّتي تبدو فاخرة ولكن في الواقع - ليس لديها أي فائدة فريدة.
 

0 تعليقات