بعض الآليّات العصبيّة المعروفة بإمكانها تفسير لعنة كروشياتوس غير المغفورة المذكورة في سلسلة هاري بوتر. هل يقوى العلم على تسكين الألم الّذي تسبّبه؟

كروشياتوس، لعنة الألم، تظهر للمرّة الأولى في "هاري بوتر وكأس النّار"، الكتاب الرّابع في سلسلة كتب "هاري بوتر". حيث يظهر مدرّس الدّفاع عن النّفس ضدّ السّحر الأسود، مودي ذو العين المجنونة، وهو يعرض اللّعنات الثّلاث غير المغفورة أمام الطّلاب في بداية السّنة الدّراسيّة: أمبيريوس (لعنة الطّاعة)، كروشياتوس (لعنة الألم) وأفادا كدابرا (اللّعنة القاتلة). 

"رفع مودي عصاه السّحريّة مجدّدًا، وجهها نحو العنكبوت، وهمس قائلًا "كروشيو"! وإذ بأرجل العنكبوت تنطوي داخل جسمه فجأةً، وبدأ بالتّدحرج على ظهره والالتواء ألمًا والتّأرجح من جهة لأخرى. لم يُصدِر العنكبوت صوتًا، لكنّ هاري كان متيقّنًا أنّه لو كان باستطاعته ذلك لصرخَ.

"الألم" قال مودي بصمت. "لا حاجة للسّكاكين أو للآلات لتعذيب شخص ما، إن كان باستطاعتكم أن تلعنوه بكروشياتوس". (من كتاب هاري بوتر وكأس النّار) 

تسبِّب لعنة كروشياتوس آلامًا جمّةً وغير محتملة لجسد من تقع عليه. ففي الكتاب ذاته عندما يسلّط سيّد الظّلام فولدمورت اللعّنة على هاري، يشعر الفتى السّاحر ذو ندبه الجبين بآلام لم يشعر بها قطّ: "قد كان ألمًا مخالفًا لما عرف هاري طيلة حياته، اشتعلت عظامه نارًا، رأسه بدأ بالانشطار على طول ندبته ودارت عيناه داخل جمجمته" (ص 595). "سكاكين حادّة طعنت كلّ سنتيمتر من جسدِه، كاد رأسه أن ينفجر من الألم" (ص 597). ردّة الفعل النّفسيّة والجسديّة الّتي صدرت من هاري كانت تُلائم شدّة الألم : "أراد أن ينتهي كلّ شيء، أن يختفيَ… أن يموتَ" (ص 595). "كان الألم حادًّا، شاملًا، إلى أن فقد هاري إحساسه بالمكان... لقد صرخ أكثر ممّا صرخ طيلة حياته". (ص 597).

تصف سلسلة هاري بوتر العديد من الطرق السّحريّة المسبّبة للألم والعناء. جرعة "البوليجوس"، والّتي تمنح الشّخص القدرة على التّحوّل إلى شخص آخر، تسبّب حرقةً، ألمًا وحكّةً شديدةً. جرعة "سكيلي-جرو"، والّتي تحفّز نموّ العظام تزامنًا مع ألم مستمرّ يشبه آلام الطّعن. وكذلك القلم سيّء الذّكر لصاحبته البروفيسور إمبريدج الشّريرة، والّذي يستعمل دماء من يكتب به حبرًا، يسبّب الألم ويترك خلفه الجراح والنّدب. كذلك يجب ألّا ننسى لعنة العرقلة "ايمبيديمنتي" وتعويذة "سكتوماسيمبرا"، الّتي استعملها البروفيسور سنيب عندما كان طالبًا في مدرسة هوجوارتس للسّحر، حيث تتسبّب الأخيرة بجراح دامية تغطّي جسم الضّحية بالكامل. لكن ما يميّز لعنة "الكروشياتوس" عن كلّ ما سبق ذكره، هي قدرتها على أن تسبّب ألمًا دون أن تؤذي الجسد.

 لعنة الألم هي واحدة من اللّعنات الثّلاث غير المغفورة في سلسلة هاري بوتر. في هذا المقطع يظهر مدرّس الدّفاع عن النّفس ضدّ السّحر الأسود، مودي ذو العين المجنونة وهو يعرض هذه اللّعنات أمام الطّلاب:

ما هو الألم:

بحسب الاتّحاد الأوروبيّ للألم، إنّ الألم "تجربة حسّيّة أو عاطفيّة سيّئة، مرتبطة بأذى فعليّ أو محتمل للجسم. الألم هو تجربة شخصيّة، تتأثّر بعوامل حيويّة، نفسيّة واجتماعيّة"، لذا فالوعيُ شرط ضروريّ للألم.

تقع مستقبلات الألم (النّوزيسبتورس) في جميع أعضاء الجسم، ووظيفتها أن تستجيب لكلّ عامل خارجيّ من شأنه أن يسبّب الأذى للجسد. تستشعر مستقبلات الألم درجات الحرارة الخارجة عن المألوف، والّتي قد تسبّب الحروق الحارّة والباردة، وتستشعر الموادّ الّتي قد تسبّب الحروق الكيماويّة. تقوم هذه المستقبلات أيضًا بإنذار الجسد، عندما يكون تحت قوّة ضغط قد تسحق أعضاءه، أو من وخزات قد تسبّب له الأذى ودواليك. لكلّ حالة من هذه الحالات هناك مستقبلات خاصّة.

يصنّف الألم بشكل عام لنوعيْن، لكلّ منهما مستقبلاته الخاصّة. أمّا الأوّل فهو "الألم الميكانيكيّ" أو ما يعرف بـ "ألم الطّعن"، وهو ما يشعر به الشّخص كردّة فعل على قوّة ضغط عالية، قد خضعت لها أنسجة الجسد. النّوع الثّاني من الألم هو "الألم الحراريّ"، والّذي يُعرّف بـ "ألم الحريق"، والّذي يظهر عندما نتعرّض للحرارة المرتفعة، أو للموادّ الّتي قد تسبّب حروقًا كيماويّة. قد يؤدّي التّعرّض للألم الشّديد إلى نوبات من الصّرع، فقدان الوعي، أضرار في الذّاكرة وحتّى الموت في حالات قصوى.

عندما تعمل مستقبلات الألم بأثرٍ محفّز خارجيّ، ترسل إشارات كهربائيّة للمهاد (الثالاموس)، وهو جزء في الدماغ المسؤول عن تنظيم المعلومات الحسّيّة، ومن هناك تكمل الإشارات طريقها إلى قشرة الدّماغ الحسّيّة-الجسديّة، والّتي تحلّل هذه الإشارات وتفسّر معناها، وفقط بعد كلّ هذا سنشعر فعلًا بالألم.

الدّوائر العصبيّة النّاقلة لإشارات الألم أبطأ بشكل ملحوظ، من الدّوائر الناقلة لإشارات اللّمس. حاولوا أن تتذكّروا المرّة الأخيرة الّتي ركلتم فيها إطار الباب بأقدامكم بغير قصد. على الأرجح أنّكم قد تخيّلتم الألم قبل أن تشعروا به بشكل فعليّ.

 ما هو تفسير هذه الظّاهرة؟ على عكس مستقبلات اللّمس الّتي تمتاز بألياف سميكة مغطّاة بطبقة سميكة من الميالين (مادّة عازلة تسهّل مرور الإشارات عبر الخلايا العصبيّة)، تمتلك مستقبلات الألم أليافًا عصبيّة دقيقة ذات طبقة ميالين دقيقة أيضًا أو معدومة الميالين. بالإضافة إلى ذلك، إنّ إشارات الألم لا تصل الدّماغ مباشرةً، بل لديها محطّة أوّليّة في الحبل الشّوكيّ. لهذه الأسباب تصل إشارات اللّمس من الضّربة إلى الدّماغ عبر مستقبلات اللّمس، وتخلق شعورًا بترقّب الألم بناءً على التّجارب السّابقة. أمّا شعور الألم ذاته، فسوف يظهر متأخّرًا عندما تصل الإشارات من مستقبلات الألم إلى الدّماغ. 


تقع مستقبلات الألم في كلّ أعضاء الجسم تقريبًا، وعندما تُفَعَّل، ترسل إشارات إلى الدّماغ. رسم يوضّح مرور الإشارات من مستقبلات الألم إلى الدّماغ. | Witt-Deguillaume، BSIP، Science Photo Library

كيفيّة عمل لعنة الكروشياتوس

حسب وصف المساكين الّذين قد سبق وتعرّضوا للعنة الكروشياتوس، يبدو أنّها تسبّب تنشيطًا قويًّا لجميع أنواع مستقبلات الألم، وبالتّالي تخلق شعورًا عارمًا بالألم. كذلك يمكن تفسير كيفيّة عملها عن طريق تجاوزها للمستقبلات، وتفعيلها دوائر عصبية في الحبل الشّوكيّ بشكل مباشر، بطريقة مشابهة للآلام العصبيّة، والّتي تحدث عندما ترسل الأعصاب التّالفة إشارات ألمٍ بمفردها. إنّ تأثيرات اللّعنة تتناسب فعلًا مع ردّة الفعل تجاه الألم الشّديد. في سلسلتها من الكتب، تروي جي. كي. رولينج عدّة مرّات عن كيفيّة استخدام أنصار فولدمورت الكروشياتوس لتعذيب أليس وفرانك لونجبوتوم، والدي نيفيل، صديق هاري بوتر. نتيجةً لهذا التّذيب، تضرّرت ذكرياتهم وتلاشت، وفقدوا عقولهم إلى حدّ أنّهم توقّفوا حتّى عن التّعرّف على ابنهم. 

هذا ما ورد على لسان دمبلدور مدير مدرسة هوجوارتس للسّحر، عندما خاطب هاري بوتر:

"نعم، قد تحدّثوا عن والدا نيفيل" قال دمبلدور. "أباه فراك كان مطاردًا للسّحرة الأشرار… وقد عذّب برفقة زوجته لإجبارهم على الإدلاء بمعلومات تخصّ مكان فولدمورت بعد أن فقد قواه. حسب ما سمعت". "إذًا، قد ماتوا؟" قال هاري بصمت.

"لا" أجاب دمبلدور، وامتلأ صوته غصة لم يسمعها هاري من قبل. "قد جنّ كلاهما، ويمكثان في مشفى القديس مانجو لأمراض السّحرة. أعتقد أنّ نيفيل يزورهما برفقة جدّته في العطل. لكنّهم لا يتعرّفون عليه". (هاري بوتر وكأس النار).

في جزء لاحق من السّلسلة، تقدّم جدّة نيفيل وصفًا مماثلًا لحالة والديه، عندما يلتقي هاري وبعض أصدقائه بها وبنيفيل في مستشفى القديس مانجو لأمراض السّحرة: "'ابني وزوجته [...] تعرّضا للعذاب من قبل أنصار"تعرفون من"   حتّى فقدوا رشدهم تمامًا'". (هاري بوتر وجماعة العنقاء).

في جزء لاحق من نفس الكتاب، يجد نيفيل نفسه معرّضًا لأن ينتهي مصيره  كوالديْه أو أسوأ من ذلك. وذلك عندما تقوم بيلاتريكس ليسترينج، وهي واحدة من التّابعين المخلصين لفولدمورت، بتهديد هاري بتعذيب نيفيل حتّى الموت إذا لم يسلمها هاري النبوءة: "والآن، بوتر اختر ما إذا كنت ستمنحنا النّبوءة، أم ستشاهد صديقك تفارقه الروحة بطريقة مؤلمة". 


يبدو أن اللّعنة تتسبّب في تفعيل قويّ لجميع أنواع مستقبلات الألم. رسم توضيحيّ لشخص يعاني من الألم. | Witt-Deguillaume، BSIP، Science Photo Library

التّغلّب على الألم

إحدى الطّرق لتقليل الألم هي تقليل حدّة إشارات الألم الّتي تصل إلى الدّماغ. في عام 1965، قدّم النّفسانيّ الكنديّ رون ميلزاك، وعالِم الأعصاب البريطانيّ باتريك وول شرحًا لكيفيّة القيام بذلك. وفقًا لنظريّة بوّابة التّحكّم في الألم (Gate control theory)، هناك نقاط عصبيّة مشتركة في الحبل الشّوكيّ، تنقل إلى الدماغ إحساسًا باللّمس وأخرى تنقل إشارات الألم. الجمع بين هاتيْن الحاسّتيْن في نفس النّقطة يخلق بوّابة تنظّم الألم. عندما يتمّ نقل إشارة عصبيّة مصدرها اللّمس عبر هذه البوّابة، فإنّها تقلّل من تأثير إشارات الألم، الّتي تحاول العبور عبر نفس البوّابة. لذا عندما نفرك منطقة مؤلمة، يعطي اللّمس وحده شعورًا بالتّخفيف من الألم. لكنّ مشكلة هذه الطّريقة تكمن في كونها ملائِمة للآلام الموضعيّة، أمّا لعنة الكروشياتوس فتسبّب ألمًا في جميع أنحاء الجسد، لذا لن تنفعنا نظريّة "بوّابة التّحكّم في التّغلّب على آلام اللّعنة". من الجدير بالذّكر أنّه بالإضافة إلى اللّمس، فإنّ الحكّة تخفّف من الألم أيضًا. تعمل العلاقة بين الحكّة والألم في كلا الاتّجاهين، عندما نقوم بفرك الجلد بعد  لدغة البعوضة، يمكن أن يقلّل الألم الخفيف الّذي نشعر به من شعورنا بالحكّة لفترة مؤقّتة، وبشكل مماثل، يتبدّل الألم هذا بشعورِ الحكّة بعد الانتهاء من فرك الجلد. لنأخذ عمليّة شفاء الجروح في الجلد كمثال، في البداية تكون المنطقة المصابة حسّاسة ومؤلِمة، فيما بعد، يبدأ الألم بالانحسار ويتبدّل بشعور الحكّة. 

إذا كانت لعنة كروشياتوس تعمل مباشرةً على مستقبلات الألم - وهي الألياف العصبيّة الّتي تنقل الإحساس بالألم - يمكننا أن نفترض بشكل عامّ أنّنا يمكن أن نؤثّر على مستقبلات الحكّة أيضًا، من خلال جزيئة عضويّة تسمّى الهيستامين، والّتي تشارك في نظام المناعة والاستجابات الحساسيّة، وبذلك نخفّف من الألم النّاتج عن اللّعنة. المشكلة في ذلك هي أنّ الفائدة المرجوّة لا تفوق التّكلفة، لأنّ الحكّة في جميع أنحاء الجسم شديدة الإزعاج. بالإضافة إلى ذلك، تركيز عالٍ من الهيستامين في الدّم يمكنه أن يؤدّي إلى التّورّم، الالتهابات وما إلى ذلك.


تتلاقى الأعصاب المسؤولة عن اللّمس وتلك المسؤولة عن الألم في عدّة نقاط التقاء في النّخاع الشّوكيّ. رسم توضيحيّ لهذه الدّوائر العصبيّة في اليد. |Shutterstock، Blamb.

يمكننا أن نجد حلًّا عمليًّا عن الصّيدلة، ألا وهو مسكّنات الآلام. تعمل مسكّنات الألم عن طريق قمع نشاط الإشارات العصبيّة للألم، ونقلها إلى الدّماغ بطرق مختلفة، ولذلك يمكن أن تساعد الأشخاص الّذين يعانون من اللّعنة. المسكّنات الّتي تنتمي إلى عائلة مثبّطات الالتهاب غير السّتيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والأسبرين تعمل على تثبيط إفراز مركّبات الالتهاب، الّتي تزيد من حساسيّتنا للألم. مسكّنات الألم الّتي تنتمي إلى عائلة الأفيونات، مثل المورفين (المورفيوم) والأوكسيكودون الّتي تقوم بقمع الانتقال العصبيّ للألم، وبالتّالي فهي مخصّصة لعلاج الألم الشّديد. سيكون التّحسين ملحوظا حتى إذا كانت اللعنة تؤثّر مباشرةً على مستقبلات الألم، وأيضًا إذا كانت تفعل الدّوائر العصبيّة في مسار الألم. للأسف، العلاج الدّوائيّ محدود. أوّلًا، تحتاج اللّعنة الّتي تسبّب ألمًا شديدًا على الأرجح إلى جرعة مرتفعة جدًّا من مسكّنات الألم، قد تكون حتّى أعلى من الجرعة القصوى المسموح بها. جرعة عالية مثل هذه قد تؤدي إلى آثار جانبيّة خطيرة، خاصّة في حالة الأفيونات، لأنّها موادّ تسبّب الإدمان، وتسبّب نسبةً كبيرةً من الوفيات بسبب الجرعة المفرطة. يعيب طريقة العلاج هذه بطئها أيضًا، يتمّ تناول مسكّنات الآلام فمويًّا بشكل عامّ، وعادة ما يتطلّب هذا الأمر وقتًا طويلًا - حتّى نصف السّاعة - إلى أن يصل المركّب الفعّال إلى جهاز الهضم، ثم إلى الدّورة الدّمويّة. ستكون نصف ساعة من العذاب.


 قد يأتي الحلّ من عالم الأدوية، لكنّه حلّ محدود . مسكّنات الآلام| Shutterstock، Stanislaw Mikulski

ماذا لو استخدمنا السحر؟

يبدو أنّ الأساليب التّقليديّة الّتي نعرفها لتخفيف الألم، قد لا تكون كافية لتخفيف آلام لعنة كروشياتوس. من الجيّد أنّ في عالمنا الواقعيّ ليس للإنسان قوىً سحريّة، ولا توجد لعنات. لكن ماذا عن العالم الأدبيّ في "هاري بوتر"؟ ربّما يمكن لبعض السّحرة في السّلسلة التّعامل مع لعنة كروشياتوس؟ الهمسات والتّوجيهات الّتي توفّر شعورًا لطيفًا قد تساعد في تهدئة آلام كروشياتوس. واحدة من هذه الطّرق هي إمبريوس - لعنة السّيطرة العقليّة، تفرض على الفرد أفعالًا خارج إرادته. بحسب الوصف الّذي نجده في الكتب، يبدو أنّ تأثيرها يعمل بشكل معاكس لتأثيرات كروشياتوس، وقد يثير شعورًا لطيفًا. هكذا وصفت في "هاري بوتر وكأس النّار": لقد كانت تجربة رائعة، شعر هاري كأنه يطوف بالهواء، اختفت أفكاره وهمومه ولم تتبق إلا السّعادة العارمة. 

وكذلك فيما بعد في ذات الكتاب، بعد أن عذّب فولدمورت هاري، أطلق عليه لعنة امبيريوس فاختفت آلام كروشياتوس.

" "سألتك إذا كنت تريدني أن أفعل ذلك مرة أخرى"'، قال فولدمورت بهدوء. "أجبني! إمبريوس!" وشعر هاري، للمرة الثالثة في حياته، بأن جميع الأفكار تغادر عقله ، يا للروعة، بلا أفكار، كأنه يحلق بالهواء، يحلم.".

وصف تأثير اللّعنة يؤدّي للافتراض بأنّها تفعل مستقبلات النّاقل العصبيّ جابا (GABA)، الّتي تثبط النّشاط العصبيّ، والّتي تستهدفها بعض مسكنات الآلام. قد تكون هذه آليّة عمل لعنة إمبيريوس في مواجهة آلام كروشياتوس، تثبيط الإشارات العصبيّة المسؤولة عن الشّعور بالألم، ومنعها من وصول الدماغ. لكن الإمبيريوس ليست حلًّا عمليًّا، فلا أحد يرغب في منح الآخرين سيطرة كاملة على أفكاره وأفعاله. بالإضافة إلى ذلك، هي حل مؤقت، وستعود آلام الكروشياتوس في حال زوالها.

"لن أجيب!"

قال هاري، وملأ صدى كلامه أنحاء المقبرة، واستيقظ من حلمه فجأة كمن سُكب عليه ماء مثلّج، وإذ بآلام كروشياتوس تعود مجدّدًا إلى جميع أنحاء جسده".

أحد الحلول السّحريّة الأخرى هو مستخلص مخالب المرتلاب، وهو دواء ينشط عندما يلمس الأعضاء المتألّمة. وقد طبّب به هاري الجراح الّتي سبّبها له قلم البروفسور امبريدج، عندما عاقبته به في "هاري بوتر وجماعة العنقاء". 

في ذات الكتاب، يكتشف صديقا هاري الطائشان، فريد وجورج ويزلي، أن بإمكانهم تناول المستخلص فمويًّا: "لقد اكتشفنا الطّريقة للتّخلّص من هذه البثور، بضع قطرات من مستخلص المرتلاب، وسيكون كلّ شيء على ما يرام". لذا، إن أردتم أن تواجهوا ساحرًا غامضًا وشريرًا، عليكم بقارورة من مستخلص المرتلاب.

אולם הפתרון האולטימטיבי עשוי להיות קסם הפטרונוס, שנועד להרחיק סוהרסנים – יצורי אופל שניזונים מייאוש ומעצב – אך עשויות להיות לו גם השפעות משככות כאב. את קסם הפטרונוס יוצרים באמצעות התמקדות בזיכרון אחד, מאושר מאוד. נוכחותו מספ قد يكمن الحل الأمثل في تعويذة الباترونوس، الّذي يستخدم لمقاومة آكلي الموت الّذين يعتاشون على اليأس والألم. هاري ينفذ سحر البترونوس: 

قد يكون سحر البترونوس الحلّ الأمثل لهذه المعضلة، يستعمل هذا السّحر لدفع ومقاومة آكلي الموت - وهي كائنات ظلاميّة تعيش على اليأس والألم- لكن قد تكون له تأثيرات مسكنة للألم أيضًا. يظهر سحر البترونوس بعد أن يركّز السّاحر على ذكرى سعيدة جدًّا، يوفّر استدعاؤها الرّاحة النّفسيّة، لذا فكما يبدو يسبّب هذا السّحر إفرازات من الإندورفين، وهو هرمون مهدئ من عائلة الأفيونات. ومثل سائر الأفيونات، يقوم الإندورفين بتثبيط انتقال الإشارات العصبيّة من مستقبلات الألم إلى قشرة الدّماغ.

على عكس سائر مسكّنات الألم، فإنّ تأثير الإندورفين فوري نظرًا لإطلاقه الفوريّ كهرمون جسديّ، لذا فإنّ تعويذة البترونوس باستطاعتها -نظريًّا- أن تخفي الألم في لحظةٍ. تؤثّر الإندورفينات كذلك على المزاج، ممّا يساعد في التّعامل مع ساحر أو ساحرة من اتّباع الظّلام. لذا في المرّة القادمة الّتي يحاول فيها ساحر ظلامي توجيه لعنة الكرشياتوس إليكم، امسكوا العصا، ركّزوا في استدعاء ذكرى سعيدة، وردّدوا بصوتٍ عالٍ "اكسبكتو بترونوم!".

 

0 تعليقات