ما الّذي نستطيع فعله للتّقليل من خطر العدوى بفيروس كورونا عند الخروج للتّسوّق؟ هل خطر انتقال فيروس كورونا بواسطة لمس السّلع هو أمر ذو أهمية؟ جميع الإجابات.

مع انتشار فيروس الكورونا، SARS-CoV-2 أصبحت مهمّة التّسوّق اليوميّة والحيويّة في البقّالات والحوانيت مصدر قلق للكثيرين. في الأيّام الّتي حُجر فيها معظمنا في المنازل لمنع انتشار الوباء، لم يزل شراء الغذاء أحد الأسباب الّتي تُجبرنا على الخروج من بيوتنا. تثير هذه الرّحلة في قلوبنا العديد من الأسئلة؛ ما هو الأمر الخطير القيام به؟ ما هو الشّيء الآمن؟ ما هو الشّيء غير الضّروريّ؟ كيف نحمي صحّتنا والصّحّة العامّة بأقصى صورة ممكنة؟

يقول عالم الأحياء الدّقيقة والخبير في سلامة الغذاء دونالد شافنر (Schaffner) من جامعة روتجرز في نيوجيرسي أنّه لا يوجد حتّى الآن أي دليل على أنّ الفيروس ينتقل بواسطة الغذاء. ينبع الخطر الأكبر للعدوى من التّواجد حول أُناسٍ آخرين أثناء التّسوّق. لذلك، قمنا بجمع بعض الأسئلة الأساسية التي تُطرح في هذه الأيام حول الذّهاب للتّسوّق، وقد حاولنا العثور على إجابات تستند إلى العلم.

هل يُفضّل طلب الأغراض عبر شبكة الإنترنت أو الذّهاب إلى المتجر؟

يقول عالم الأوبئة آرون جلات (Glatt)، من مستشفى جبل سيناء في نيويورك والمتحدّث باسم جمعيّة الأمراض المعدية الأمريكيّة: "إذا كنتم قادرين على القيام بذلك، فمن الأفضل أن تقوموا بطلب المنتجات الغذائيّة عبر شبكة الإنترنت". تقلّل خدمات الإرساليّات بشكل كبير جدًّا من حاجة الزّبون من الاتّصال بأشخاصٍ آخرين: يتمّ الدّفع عبر الإنترنت، تُغلّف الحاجيّات في مكانٍ آخر وتُوضَعُ بجانب الباب. يُفضّل تحمّل فترة انتظار طويلة للحصول على المنتج والبقاء في المنزل.

طابور طويل خارج السّوبر ماركت بالقرب من ملبورن، أستراليا | تصوير: Graham Drew Photography, Shutterstock
مفضّل طلب المنتج عبر الشّبكة إذا توفّرت إمكانيّة ذلك. طابور طويل خارج السّوبر ماركت بالقرب من ملبورن، أستراليا | تصوير: Graham Drew Photography, Shutterstock

هل يُفضل ترك المشتريات خارج باب البيت، في الفناء أو على الشّرفة لبضعة أيّام؟

الجواب لا. هناك منتجات حسّاسة، مثل منتجات الحليب، اللّحوم والأسماك، وحتّى العديد من الفواكه والخضراوات، والّتي قد تفسد إذا حُفظت دون تبريد. يقول شافنر بأنّ هذا الأمر من ناحية سلامة الغذاء بمثابة وصفة لحدوث كارثة، أو على الأقلّ تبذير أموال على منتجات ستفسد وتُلقى في القمامة.

السّؤال ليس له أساس من الصّحّة بتاتًا، لأنّه من المعروف أنّ الفيروس يبقى لبعض الوقت على الأسطح، لكنّه يفقد نشاطه تدريجيًّا في درجة حرارة الغرفة. مع ذلك، يكمن هناك افتراض أنّ جميع المنتوجات ملوّثة وأنّ تناولها يسبّب العدوى. كلتا الفرضيتين غير صحيحتين: أفادت العديد من الهيئات أنّه لا يوجد سبب للشّكّ في أنّ الفيروس ينتقل عن طريق الغذاء ومنها إدارة الغذاء والدّواء في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وزارة مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتّحدة الأمريكيّة (CDC)، وزارة الزّراعة الأمريكيّة ومنظّمة الصّحّة العالميّة. إنّ المعلومات الّتي جُمعت في العقود السّابقة خلال تفشّي أمراض السّارس (SARS) وميرس MERS والّتي هي أيضًا نتيجة لفيروسات كورونا، مشجّعة في هذا الصّدد، حيث أنّه من المعروف أنّ هذه الأمراض لم تنتقل إطلاقًا عبر الغذاء.

هل يجب تعقيم غلاف المنتجات؟

إذا كنتم قلقين ما إذا كانت الأكياس، العلب أو أغلفة المنتجات ملوّثة؛ تعاملوا معها كالمعتاد، وفي النّهاية اغسلوا أيديكم جيدًا بالصّابون، أو قوموا بتطهيرها بمعقّم اليدين بنسبة 60٪ أو أكثر إذا لم يتوفّر لديكم الماء. غسل اليدين هي طريقة موصى بها للحفاظ على الصّحّة حتّى مع عدم وجود وباء عالميّ.

هل يجب غسل الفاكهة والخضراوات بالصّابون؟

يُمنع منعًا باتًّا غسل الطّعام بالصّابون. الصّابون غير مُعدٍ لمعالجة الطّعام، بل لغسل اليدين أو الأواني. تحذّر صحيفة بيانات سلامة المواد (MSDS) للصّابون، وهي وثيقة رسميّة يطلب من أيّ منتج أو موزّع تقديمها فيما يتعلّق بالمواد الّتي قد تُشكّل الخطر، تُحذِّر من أنّ ابتلاع سائل غسل الأواني قد يسبّب الغثيان، القيء والإسهال. قد يسبّب صابون اليدين تهيّجًا طفيفًا عند ابتلاعه في الجهاز الهضميّ، الغثيان، القيء، الإسهال وآلام البطن.

في المقالة الّتي استعرضت سُمّيّة مواد التّنظيف، وُجِد أنّ 15 في المائة من مجمل الإحالات إلى مراكز مراقبة السّموم في الولايات المتّحدة تتعلّق بأطفال دون سنّ الخامسة ممّن تناولوا المنظّفات. في عام واحد فقط، سُجِّل 10810 تقريرًا عن تسمّم الأطفال تحت سنّ 5 سنوات في الولايات المتحدة، ارتبط ثلث هذه التّقارير بالصّابون والمنظّفات الأخرى. من المعروف أنّه في الواقع هناك العديد من حالات التّسمّم الّتي لم يُبلّغ عنها. أفاد مركز مراقبة السّموم في الولايات المتّحدة أنّ ابتلاع الصّابون قد يؤدّي أيضًا إلى مرض خطير.

إذًا، كيف يُوصى بغسل الفواكه والخضروات بعد؟ تشير أحدث التّوصيات الصّادرة عن الخبراء والعلماء، بما في ذلك إدارة الغذاء والدّواء الأمريكيّة (FDA)، إلى وجوب غسل الفواكه والخضراوات الطّازجة في الماء البارد فقط وفركها جيّدًا.

امرأة مع كمامة وقائيّة في السّوبر ماركت. صورة: Maria Sbytova, Shutterstock
من الأفضل فرك الفواكه والخضراوات بالماء الجاري. امرأة مع كمامة وقائيّة في السّوبر ماركت. صورة: Maria Sbytova, Shutterstock

هل يُعدّ استخدام السلال متعددة الاستخدام آمنًا؟

يستخدم العديد من الأشخاص سلالًا متعدّدة الاستخدام، يعتبر هذا أيضًا الخيار الأكثر مسؤوليّة من النّاحية البيئيّة. يُنصح بشدّة، حتّى بدون علاقة للوباء الحاليّ، غسل السّلال بين الحين والآخر. يشير شيفنير، نظريًّا من غير الممكن استبعاد احتمال تلوّث هذه السّلّة بالبكتيريا والفيروسات أثناء التّسوّق، بما في ذلك فيروس كورونا المستجدّ. إذا كان هناك سبب للخوف من إصابة نسيج السلة بفيروس الكورونا، يمكن غسل السّلّة جيدًا، بالطّبع بعد تفريغها من الأغراض في المنزل، ومرّة ​​أخرى – يجب المحافظة على غسل اليدين جيّدًا.

كيف نقلّل من خطر العدوى أثناء التّسوّق؟

للعديد من النّاس لا يوجد خيار سوى الذّهاب إلى البقالة حتّى في هذه الأيّام. وفقًا للوران ساوير (Sauer) من كلّيّة الطّبّ بجامعة جونز هوبكنز، والمتخصّصة في طبّ الطّوارئ، من المستحسن أن يقوم شخص واحد فقط في كلّ أسرة بالتّسوّق، ليس فقط لأنّه يقلّل من تعرّض أفراد الأسرة لبيئة غير خاضعة للرّقابة، ولكن أيضًا يقلّل من العدد الإجماليّ للأشخاص الّذين يأتون إلى المتاجر.

وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة نيو إنغلاند الطّبّيّة أنّ الفيروس يمكن أن يعيش من يومين إلى ثلاثة أيّام على البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ، حتّى 24 ساعة على الورق المقوّى، وما يُقارب أربع ساعات على النحاس. على الرّغم من عدم وجود دلائل حاليًّة على إمكانية العدوى عن طريق الأسطح، يعتقد كريستوفر جيل (Gill) من كلّيّة الصّحّة العامّة بجامعة بوسطن أنّه من المستحسن توخّي الحذر بشأن لمس الأسطح في جميع أنحاء المتجر. من المحتمل أن يقوم شخص مريض بالسّعال وتسقط بعض القطرات من جهازه التّنفسيّ، المصابة بفيروس الكورونا، على الرّف الّذي لمسناه.

يضيف جيل أنّه عند زيارة المتجر علينا أن ننطلق من فرضيّة أنّ الفيروس قد لوّث الأسطح. لذلك من الأفضل لمس أقلّ عدد ممكن من الأشياء، وتجنّب لمس الأنف، الفم والوجه بشكل عامّ حتّى العودة إلى المنزل، ويكون بإمكانكم غسل اليدين جيّدًا. توفّر بعض البقّالات اليوم أيضًا قفّازات ومواد تعقيم للأيدي عند المدخل، ويوصى بتطهير مقابض عربات التّسوّق أيضًا.

نصيحة أخرى هي إعداد قائمة التّسوّق مسبقًا، ومعرفة ما نريد شراءه، وبالتّالي تقليص الوقت الّذي سنقضيه في المتجر. ابذلوا قصارى جهدكم للحفاظ على مسافة مترين على الأقلّ من المشترين الآخرين. إذا كان لديكم أيّ مطهّر متاح، استخدموه عند مغادرتكم المتجر واغسلوا أيديكم جيّدًا بعد تفريغ البضاعة. تسوّق ممتع!

 

0 تعليقات