داخل خلايا الحيوانات المنوية تختبِئ أَجِنَّة كاملة لها، أيضًا، خلايا منوية؛ الأجسام التي تتحرك في السائل المنوي هي طفيليات لا تتعلق بالتكاثر؛ السائل المنوي يُحَوِّل دم الحيض إلى جنين أو إلى حليب الأم - هذه ليست سوى بعض الأساطير المتعلقة بالحمل والولادة، التي كان بعضُها مقبولًا حتَّى وقت قريب. كيف ظهرت هذه الأساطير ومن قام بدحضِها؟
العلاقة بين الجنس والحمل والولادة تبدو لنا واضحة ، ولكن هل هي حقًّا بديهية للغاية؟ عندما نتلقى ضربة نتألم، عندما نكون جائعين نأكل ويزول الجوع - في مثل هذه الحالات من السهل ملاحظة العلاقة بين السبب والنتيجة لأن النتيجة تحدث فورًا، أو بعد فترة قصيرة جدًا من حدوث المُسَبِّب . ولكن العلاقات الجنسيَّة لا تُؤَدِّي دائمًا إلى الحمل، وحتى عندما يحدث ذلك، يستغرق ظهور العلامات الأولى للحمل عدة أسابيع.
إذاً، متى أدرك البشر أن النساء يصبحن حوامل نتيجة العلاقات الجنسيَّة ؟ هذا سؤال لا تتوفَّر له إجابة نهائية، لأنه من الصعب للغاية الوصول إلى إستنتاجات حول المعتقدات والأفكار من خلال السِّجِلّ الأحفوري. يمكننا التكهن بشأن القدرات المعرفية اللازمة للربط بين الأشياء: التفكير المجرد، الفهم المُرَكَّب للسبب والنتيجة، الذاكرة وربما القدرة على تخطيط المستقبل وتوقعه. ولكن هذا سوف يقودنا إلى أسئلة إضافيَّة من الصعب الإجابة عنها.
هل تصميم وتصنيع الأدوات الحجرية، التي تتطلب التفكير المسبق، يدل على قدرات كهذه ؟ إذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أنها كانت موجودة بالفعل منذ حوالي ثلاثة ملايين سنة، لدى نوع الإنسان الماهر (هومو هابليس H. habilis)، على الأقل، إن لم يكن قبل ذلك الوقت. هل تشير اللوحات التجريدية إلى تفكير تجريدي ومتطور بشكلٍ كافٍ؟ أقدم لوحة معروفة لنا تعود إلى 73 ألف سنة مضت.
لا توجد زراعة من دون تزاوُج
في نهاية الأمر ، الجواب الأكثر صدقًا هو أننا لا نعرف متى حدثت لحظة الـ "يوريكا" تلك، ويبدو أننا لن نعرفها أبدًا. يمكننا، مع ذلك، تخمين حدٍّ أقصى . قبل حوالي 10-11 ألف سنة، عندما بدأ الإنسان في تربية أول حيوانات المزرعة، الأغنام والماعز، أدرك أنه توجد حاجة إلى ذكر وأنثى للحصول على مزيد من الأغنام والماعز- وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن المزارعين الناجحين قد تعلموا ذلك بسرعة.
في الأساطير القديمة التي تركت لنا بقايا ملموسة يوجد تطرُّق إلى دور الرجل في خلق الحياة. الإله المصري أتوم، على سبيل المثال، وَلدَ إله الهواء "شو" وآلهة الماء "تِفنوت" من مَنْيِهِ . وفقًا لبعض الروايات ، كان لديه جزء ذكرِيّ وآخر أنثويّ ، وهكذا كان بإمكانه أن يلِدَ من دون الحاجة إلى شريك. في المقابل، أنجب شو وتِفنوت إله الأرض وإلهة السماء اللذين أنجبا آلهة أخرى، ودائما كمزيج من الذكر والأنثى .
عندما نصل إلى الفترة التاريخية التي تتوفّر لدينا أدلة مكتوبة عنها، نجد أن دور الرجال في خلق الطفل لم يعُد موضع شك. واحدة من أقدم الوثائق المكتوبة التي نعرفها هي وثيقة قوانين حمورابي، التي كُتِبَت في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، والتي تتطرق إلى ما هو مطلوب من الأب تجاه أولاده ومن الأولاد تجاه أبيهم. في التوراة تم توجيه الأمر "أَثْمِروا واكثروا" إلى كل من الرجل والمرأة، وقد حرص نوح على أن يُدخِل إلى السَّفينة أزواجًا من الذكور والإناث.
قد تكون أول إشارة إلى الحمل نفسه، وإلى مدته، موجودة في الجداول الاثني عشر، وهي منظومة القوانين الرومانيّة التي تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد. ينص الجدول 4 على أن "الطفل الذي يولد بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على وفاة الأب لا يمكن أن يرثه". هل اعتقد الرومان القدماء أن الحمل يستمر عشرة أشهر؟ قد يكون ذلك صحيحًا، ولكن من المنطقي أن يكونوا قد أضافوا الشهر العاشر احتياطًا، لإدراكهم أن هناك حالات حمل تستمر أكثر من غيرها.
هل توجد اليوم، أو هل وُجِدَت في القرون الماضية مجتمعات بشرية لم تُدرِك العلاقة بين العلاقة الجنسيّة والولادة؟ كما يبدو، ليس الأمر كذلك . الأنثروبولوجيُّون الذين عملوا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين تحدَّثُوا عن مُجتمعات، في جزر بابوا غينيا الجديدة، على سبيل المثال، لم تنكشف على حضارات أخرى من قبل، ولم تدرك دور الرَّجل في تكوين الطفل، ولكن ادعاءاتهم دُحِضَت في أبحاث لاحقة. سكان الجزر، في الواقع، اعتقدوا أن السائل المنوي يلعب دورًا مهمًا: وظيفته، كما أوضحوا لعلماء الأنثروبولوجيا، هي تخثير دم الحيض، ومن الدم يتكوَّن الطفل .
نقش من الذهب من القرن الثامن عشر قبل الميلاد لفرعون يخضع للإله آتوم في متحف هانكوك في بريطانيا| الصورة: المتحف البريطاني
قنوات من الرحم و ضفادع مع سراويل قصيرة
يبدو لنا هذا التفسير، بالطّبع، غريبًا إلى حد ما، إن لم نقُل إنَّه سخيف. ربما لا يعرف سكان تلك الجزر شيئًا عن التطور الجنيني، على عكس العلماء الغربيين الذين بحثوا ووجدوا المبادئ الأساسية لذلك التَّطوُّر، على الأقل، منذ مئات السنين، إن لم يكن منذ آلاف السنين. صحيح؟ليس بالضبط. الإجابة الكاملة عن السؤال "كيف يتكوّن الأطفال" بدأت تنكشف في القرن التَّاسِع عشر ، فقط، في وقت متأخر إلى حدٍّ مثير للدّهشة. قبل ذلك الوقت، كانت لدى العلماء فرضِيَّات، بعضها لا يقل غرابةً عن نظرية الدم المتخثر.
اعتقد أرسطو أن الدور الرئيسي للأم هو توفير الغذاء للجنين، وأن الأب هو الذي يعطي القوة الخلاقة المسؤولة عن تطور الجنين. لذلك، فإن الحدث "الطَّبيعي"، أو المرجو، هو ولادة ابن يُشبِه الأب. ولادة بنت هي بمثابة دليل على فشل تلك العمليَّة الطَّبيعيَّة. "مبدأ الحركة، أي الذكر، هو الشيء الأفضل والإلهي بالنسبة للمخلوقات المولودة"، يقول أرسطو، "بينما الأنثى هي المادة". الطبيب الروماني المعروف جالينوس، من القرن الثاني الميلادي ، رأى، هو أيضًا، أن الحيوانات المنوية للذكور تشكِّل القوّة الخلَّاقة الرَّئيسيَّة، لكنه أعطى دورًا للأم، أيضًا، وإن كان ثانويًا، في تكوين الجنين.
علماء عصر النهضة اهتموا في علم التّشريح وقاموا بإجراء أبحاث وعمليَّات تشريح للجسم، لكن هذه الأبحاث ، على مدار سنوات عديدة، لم تُؤَدِّ إلى رؤى مهمة، وفي كثير من الأحيان، تأثَّرت بفرضيَّات مُسبقة وخاطئة. عندما رسم ليوناردو دافنشي الأعضاء الداخلية لامرأة حامل، مثلًا، تضمَّن ذلك الرَّسم قناة تؤدي من الرحم إلى حلمة الثدي. مثل هذه القنوات غير موجودة في الواقع، وهي مستمدة من نظرية لبعض الفلاسفة اليونانيين ترى أن الحليب يتشكل من تغيير يحدث في دم الحيض. كانت لديهم، أيضًا، دلائل على ذلك: بينما تكون المرأة حاملًا أو مرضعة، لا يحدث لديها الحيض. أين ذهب الدم؟ لقد تحول إلى حليب!
في القرن الثامن عشر أجريت تجربة أظهرت بشكل قاطع أن السائل المنوي ضروريّ لتكوين الجنين (كانت تلك إحدى أغرب التجارب التي أجريت في علم الأحياء). عالم الأحياء الإيطالي لازارو سبالانزاني Spallanzani)) قرَّر أن يقوم بفحص الموضوع بمساعدة الضفادع. لقد ابتكر أول وسيلة لمنع الحمل: سراويل حريريَّة ضيِّقة يلبسُها الذكور. الضفادع التي تم إلباسها تتبعت الإناث ومارست جميع حركات التزاوج، ولكن لم يفقس أي شُرْغُوف نتيجة لذلك. بعد ذلك، أخذ سبالانزاني السراويل، جمع المَنِيّ منها وقام، كما يبدو، بأوّل إخصاب اصطناعي للضفادع. كان الإخصاب ناجحًا، فقست الشراغيف (الضفادع الصغيرة)، ولم يعد الدور الحاسِم للسائل المنوي موضع شك.
اكتشافات علمية سبّاقة في فهم العمليات الإنجابية، إلى جانب المفاهيم الخاطئة. من اليمين: سبلانزاني ، داروين ، فان لافينهوك| المصدر: ويكيبيديا
حيوانات منوية أم طفيليات؟
ماذا يوجد في ذلك السائل الذي يُعتبر ضروريًّا للغاية لتكوين الجنين؟ هذه المسألة بدأت تَتَّضِح مع اختراع المجهر، ولكن في هذه الحالة، أيضًا، يبدو أن العلم خطا خطوة إلى الأمام وسرعان ما عاد خطوتين إلى الوراء. أنتوني فان ليفينهوك (van Leeuwenhoek)، أحد رواد الفحص المجهري، قام في العام 1677 بفحص السائل المنوي الخاص به بمساعدة الاختراع الجديد وفُوجِئ برؤية "عدد كبير جِدًّا من الحيوانات الدّقيقة (الحُيَيْوينات) [هكذا أطلق على المخلوقات الصغيرة التي شوهدت في المجهر]، التي كان أكثر من ألف منها، في بعض الأحيان، يتحرك في قطرة من المادة ليست أكبر من حبة الرمل ".
كان فان ليفينهوك متحمسًا جدًا لهذا الاكتشاف وسرعان ما كتب عن النتائج التي توصل إليها للجمعيَّة الملكية البريطانية للعلوم. ولكن بعد فترة وجيزة توصل إلى استنتاج مفاده أن تلك المخلوقات الصغيرة لا علاقة لها في الواقع بالتخصيب، وهي ببساطة، تعيش في السائل المنوي - كالكائنات المُماثلة التي تعيش في الماء، في المادة التي قام بكَشْطِها عن أسنانه، وحتى من بين أصابع قدميه .
"فرضيَّة الطُّفيليَّات" هذه بقيت مقبولة في أوساط معيَّنة حتى القرن التاسع عشر. النظرية التي جاءت لاحقًا، وادَّعت أن كلَّ واحد من هذه الكائنات هو حيوان منوي ، يحتوي على كل ما يلزم لتكوين الطفل، واجهت المُعارضة : إذا كان الأمر كذلك، تساءَل أتباع فرضية فان ليفينهوك ، لماذا يوجد الكثير منها؟ إن واحدًا لا بد أن يكون كافيًا! إن الله لا يخلق مثل هذه الآلية المُسرِفة.
جنين داخل جنين داخل جنين!
هناك نظرية أخرى كانت شائعة حتى القرن التاسع عشر وهي نظرية "التكون المسبق– preformationism" ، وبموجبها لا تتشكل الأجنة على الإطلاق، بل انها موجودة بالفعل بشكل مُكتمِل داخل بويضات الأم، وخلال الحمل "تنكشف" وتنمو. وهكذا، ، فإن كل جنين أنثى موجود داخل البويضات توجد فيه بويضاته الخاصة، وفي داخلها أجنة أصغر تحتوي على بويضات تحتوي،هي أيضًا، على أجنة أصغر، وهكذا دواليك، مثل خط لا نهاية له من دمى الماتروشكا الروسية، حتَّى نهاية الأجيال. .
وفقا لهذه النظرية، فإن دور الحيوانات المنوية هو بدء عملية النمو، فقط، ولا يوجد لها أي تأثير حقيقي على نمو الجنين. بعد اكتشاف خلايا الحيوانات المنوية، وبعد أن تقبَّل جزءٌ من العالم العلمي، على الأقل، حقيقة أنها ليست طفيليات تعيش في السائل المنوي، ادعى علماء آخرون أن كل هؤلاء الأشخاص الصغار موجودون في الواقع في خلايا الحيوانات المنوية، وليس في البويضات. هذه النظرية كانت بمثابة عودة إلى فرضية الإغريق القدماء التي ترى أن "قوة الخلق" للجنين تأتي كلُّها من الذَّكر ، ودور الأم ينحصر في توفير الغذاء والمكان الذي يمكن أن ينمو فيه حتى الولادة.
البذرة داخل البذرة داخل البذرة ، حتى نهاية الأجيال. رسم توضيحي لـ N. Hatzoker 1695|المصدر: ويكيبيديا
على المسار الصحيح
إن الدراسات الإضافيَّة وعدم القدرة على تحديد مكان الأجنة الصغيرة في الحيوانات المنوية أو في البويضة، وكذلك الحقيقة البسيطة المتمثلة في أن الطفل يعكس عادةً مزيجًا من سمات الأم والأب ، كّلُّ ذلك أدى في نهاية الأمر إلى أن يستنتج معظم العلماء أن الجنين يتكون من مزيج المواد التي تأتي من الأم ومن الأب، لكن لم يكن واضِحًا ما هي المواد. في القرن التاسع عشر، طور تشارلز داروين نظرية شموليَّة التَّخلق (pangenesis) ، وبموجبها تفرز خلايا الجسم باستمرار "الجسيمات الوراثية" التي سماها الدَّريرات (gemmules)، وهي تمثل خواص الأعضاء المختلفة. تتجمع بعض هذه الدّريرات في الأعضاء التناسلية، وخلال عملية الإخصاب يتم دمجها مع دريرات الوالد الآخر، لتشكيل جنين يتكون من صفات كلا الوالدين.
إن السمات التي تمثلها الدّريرات الافتراضية لا تقتصر على الصفات التي يولد معها الشخص، مثل لون العينين أو الشعر، بل تشمل، أيضًا، السمات التي تتغير خلال الحياة وبتأثير البيئة. إذا كنتم، مثلًا، تمارسون رفع الأثقال لسنوات، وعضلاتكم أصبحت كبيرة وقوية بشكل خاص، فإن الدَّريرات الخاصة بكم سوف تعكس ذلك - لذلك، سوف يولد نسلكم مع ميل لتطوير عضلات قوية وكبيرة. نعم، على الرغم من أن وراثة الميزات المكتسبة تم تحديدها بدقة من قِبَل منافسه لامارك ، فقد آمن داروين، أيضًا، بصيغة معينة منها، على الأقل.
في نفس الوقت الذي كان يروج فيه داروين لنظرية شموليَّة التَّخلُّق، تقريبًا، ، نشرالراهب غريغور مندل قوانينه في علم الوراثة، التي اعتمدت على جينات منفصلة موجودة في خلايا الحيوانات المنوية والبويضة. لسوء الحظ، لم يُولِ أيّ أحد، تقريبًا، اهتمامًا لمقالات الراهب الغريبة والغنيَّة بالحسابات الرياضية، الأمر الذي لم يكن نموذجيًّا في الأدبيَّات البيولوجيَّة في ذلك الوقت. في بداية القرن العشرين فقط، مع إعادة اكتشاف أبحاث مندل، تم وضع علم الوراثة على المسار الصحيح.
سرعان ما ظهرت أبحاث إضافيَّة بيَّنت أن الجينات موجودة في جزيئات كبيرة، الكروموسومات، داخل الخلايا وبعد ذلك ظهرت الدراسات التي حددت المادة الوراثية على أنها الـ DNA، اكتشفت شكلها وتكوينها، وحددت تسلسل بعض الجينات، وفي نهاية المطاف الجينوم البشري كله، وكل المادَّة الوراثية البشرية للإنسان أو لأي كائن حيّ آخر. إلى جانب الفهم الأفضل لكيفية بناء الجينات، عرفنا أيضًا كيفية التأثير عليها، تعديلها وهندستها.
إنه (لم يعد) سِرًّا
في الوقت الرَّاهن، توفِّر الكتب المُخَصَّصَة لتلاميذ المرحلة الابتدائية، وحتى للتلاميذ الأصغر سناً، شرحًا يبيِّن كيف يأتي الأطفال إلى العالم: كيف تصل الحيوانات المنوية إلى البويضة وتتصل لتشكيل الجنين. حقائق الحياة هذه تبدو لنا واضحة وبسيطة، وكل طفل ينبغي أن يعرفها ويفهمها. لكن الطّريق لاكتشاف هذه الحقائق البسيطة كان طويلًا جِدًّا، تخلَّلته منعطفات خاطئة نحو مسارات مسدودة. لو تمَّت كتابة هذه الكتب قبل مائة وخمسين عامًا فقط، فإنها ستبدو مختلفة تمامًا. بمُساعدة التقنيات المتطوّرة وطرق التفكير الجديدة، التي مكنتهم من التغلب على الآراء المُسبَقة، نجح العلماء في نهاية المطاف في التَّخلِّي عن النظريات الخياليَّة الخاصَّة بالأجنة الصغيرة الموجودة داخل أجنة أخرى، وبالدم الذي يتحول إلى حليب ، وطوَّروا نظريات قد تبدو أقل إثارة للاهتمام، لكنها أقرب إلى الحقيقة.
الترجمة للعربيّة: رغدة سمارة
التدقيق اللغوي والتحرير: خالد صفدي
التدقيق العلمي: رقيّة صبّاح