يشير بحث جديد إلى طريقة قديمة جديدة لحماية الموائل من تغيرات المناخ: قارض القندس الذي يبني السدود في أمريكا الشمالية

يحاول الكثيرون مواجهة عواقب تغير المناخ على النظم البيئية في جميع أنحاء العالم. تشير دراسة جديدة أجراها باحثون من قسم علوم الغابات والبيئة في جامعة واشنطن إلى حلّ طبيعي وبسيط: القندس الكندي (Castor canadensis)، وهو قارض كبير يعيش، على الرغم من تسميته، في أمريكا الشمالية، يستطيع المساعدة في التخفيف من الظروف المناخية على المستوى المحلي والمساعدة في إعادة تأهيل الموائل بواسطة تخزين المياه وتبريدها.

عادة ما يبني القنادس سدودًا في الأنهار والجداول، ما يبطئ تدفق المياه، ويشكّل بركًا عميقة. عندما يرتفع منسوب المياه يظل مدخل عش القندس مختبئًا تحت سطح الماء، وبالتالي يحمي القندس العش وساكنيه من الحيوانات المفترسة. تُعدّ البرك التي يبنيها القنادس هامة أيضًا لوجود أنواع أخرى، بما في ذلك الموظ، والأسماك والطيور. يقدّر الباحثون أن السدود التي ينتجها القنادس لها فوائد بيئية، مثل تبريد درجة حرارة الماء أو زيادة مساحة البركة وبالتالي مساحة الموطن أيضًا.

עץ שכורסם על ידי בונים | מקור: kingma photos, Shutterstock
بناء السدود من الأشجار، الطين، الحجارة وأكثر من ذلك. شجرة قُضمت على أيدي القنادس | المصدر: kingma photos, Shutterstock

 

حل محلي فعال

لتقييم ما إذا كان بإمكان القنادس المساعدة في استقرار الظروف المناخية، حاولت الدراسة الجديدة تحديد تأثيرها في النظام البيئي. لهذا الغرض، تم نقل 69 من القنادس إلى 13 موقعًا عند مصبات الجداول على مستجمعات المياه في نهر سكاي-كوميش (SkyKomish) في ولاية واشنطن. كشفت النتائج أنّ السدود التي أنشأها القنادس قامت بتخزين كمية من المياه السطحية أكبر بـ 22 مرة مقارنة بالمواقع التي لم يستقر فيها القنادس وكمية أكبر من المياه الجوفية. على غرار دراسة سابقة، وُجد هنا أيضًا أن سدود القندس خفضت درجة حرارة الماء بمقدار 2.3 درجة مئوية في المتوسط​​، بينما في التيارات التي لم يكن فيها نشاط للقنادس، ارتفعت درجة الحرارة بمقدار 0.8 درجة خلال فترة الدراسة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد خفضُ درجة حرارة الماء أسماكَ السلمون، التي تجد صعوبة في البقاء على قيد الحياة في الماء الدافئ. في الواقع، أظهرت دراسة نُشرت في سنة 2016م أن نشاط القندس في ولاية أوريغون أدى إلى زيادة كبيرة في تعداد تراوت قوس قزح (Oncorhynchus mykiss).

كما هو الحال مع أي قصة جيدة، هناك عدة تعقيدات هنا أيضًا. فقد وجدت دراسات سابقة أن بناء السدود لا يؤثر دائمًا في درجة حرارة الماء. يعتمد التأثير على موقع الموطن وهيكله. كانت هناك أماكن كان فيها تأثير، وتلك التي لم يكن فيها تأثير. كانت هناك مناطق يبدو أنه لا توجد علاقة بين السدود التي شيدتها القنادس ودرجة حرارة الماء. يؤثر كل من تعقيد مسار التيار وارتفاعه في احتراره وتبريده. على سبيل المثال، في المناطق التي يكون فيها مصدر التيار على ارتفاع عالٍ وتكون درجة حرارة الماء منخفضة نسبيًا، قد يؤدي نشاط القندس إلى زيادة درجة الحرارة بمقدار ست إلى تسع درجات مئوية. يمكن أن يكون التأثير أيضًا في الاتجاه المعاكس: قد يؤثر تغير المناخ في القنادس، ما يجعلها تغادر موطنها.

خلاصة القول، من الواضح أنه لا يوجد حل سحري للاحتباس الحراري وتغيّر المناخ، ولكن قد يكون نقل القنادس إلى موائل جديدة لاستعادة البيئة حلاً لمشكلة محلية معينة. من المهم أن نتذكر أنّ الصورة البيئية مركبة ومعقدة وأن أي تدخل سيكون له عواقب عليها. في بعض الأحيان يكون من الصعب أيضًا على الباحثين في هذا المجال توقّع النتائج المترتبة على التغييرات التي يقوم بها القنادس في النظام البيئي.

 

فيديو Vox حول أهمية القنادس للنظام البيئي:

 

استجابة واحدة

  • 🦂

    رائع معلومات فيمه 😇