سوف نتعلم في هذه التجربة كيفية نسخ صورة من صحيفة إلى أيّ صفحة نُريدها - تمامًا كما لو كنا نستخدم آلة تصوير ملونة، كل ذلك باستخدام شمعة وعملة نقدية دون استخدام أيّ وسائل تكنولوجية.

المعدّات

  • شمعة
  • ورقتا طباعة
  • مقص
  • عملة نقدية
  • صحيفة (يجب استخدام ورق صحيفة بسيط فقط - يعني أن لا تكون صحيفةً ذات صفحات براقة ناعمة مطلية بالورنيش (كما هو الحال في مجلة "للمرأة לאישה" على سبيل المثال)، وذلك لأنّ الورنيش يقوم بمنع نقل اللون).

مسار التجربة

يمكنكم مشاهدة سير التجربة في الفيديو التالي:

الشرح

في الواقع، لون الطباعة الموجود في صفحات الصُّحُف هو عبارة عن مادة يتمّ وضعها على الصحيفة، وهي موجودة بين الألياف الصغيرة التي تكوّن الورق (والتي يمكن رؤيتها بواسطة المجهر فقط). تتكوّن ألوان الطباعة بالأساس من ألوانها ("صبغة")، وهي المادة التي تعطي اللون، بالإضافة إلى مادة مذيبة - التي تذيب (أو تحتوي على) الصبغة بداخلها، حتى يكون العمل مع اللون أثناء طباعة الصحيفة متاحًا. مع مرور الوقت تتبخر المادة المذيبة وتبقى جزيئات اللون على أوراق الصحيفة فقط.

تلتصق جسيمات اللون بورق الصحيفة بمساعدة القوى الكهروستاتية - أي قوى الجاذبية الكهربائية بين الجزيئات الصغيرة التي تشكلها وبين الجزيئات التي تكوّن الورقة. بما أنّ لون الطباعة يحتوي على جزيئات عضوية، فإنه يميل إلى الذوبان في جزيئات عضوية أخرى مشابهة له (لمزيدٍ من المعلومات تابعوا مقالة ذائبية المواد). الشمع الخاص بالشمعة، على الرغم من كونه صلبًا، يمكن اعتباره مذيبًا عضويًا، على أيّة حال، يلتصق لون الطباعة بها بشكلٍ أفضل بكثير من التصاقه بالورقة ذاتها؛ وذلك لأنّ قوى الجاذبية الكهروستاتية بين اللون والشمع أقوى بكثير من القوى التي تربط اللون بالورقة، حتى إذا قمنا بإلصاق ورق الصحيفة بورقة مطلية بالشمع، ينتقل اللون من الصحيفة إلى الورق المُشمع.

 

من الجدير بالذكر

لو أمعنتُم النظر جيدًا، سترون أنّ الصورة المنسوخة ليست مطابقة تمامًا للصورة الأصلية، على سبيل المثال، في الصورة الأصلية في الفيلم، يكون الجزء الأمامي من السيارة موجودًا على الجهة اليسرى، بينما يكون الجزء الأمامي في الصورة المنسوخة موجودًا على الجانب الأيمن. يحدث هذا لأنّ النسخ في الواقع عبارة عن نسخ الشخصية في الصورة المرئية للصورة الأصلية، مما يعني أنّ الورق المطلي بالشمع يعمل كمرآة موضوعة أمام الصورة الأصلية. هذا ما يحدث دائمًا عند الطباعة أو عند إعداد الختم.

فكروا في السؤال في نهاية الفيلم - ماذا سيحدث إذا قمنا بنسخ نص مكتوب، هل ستكون لدينا طريقة لرؤيته كما يجب؟ وعمّا يعبر ذلك في الصورة التي تظهر بها الصحيفة في محلات الطباعة التي تطبع الصحيفة نفسها، أو عن طريقة نقش الأختام؟

تمّ اختراع الطابعة الحديثة على يد يوهان غوتنبرغ في القرن الخامس عشر، وهو اختراع اعتبر ثورة في العالم ("ثورة الطباعة")؛ حيث أنّ الكتب كانت تُعدّ منتجًا نادرًا وباهظ الثمن قبل هذا الاختراع، لأنّ كتابتها كانت باستخدام اليد، كل كتاب على حدة، لذلك معظم الناس في تلك الأيام لم يروا كتابًا من قبل. يُعد اختراع شبكة الإنترنت في نهاية القرن العشرين ("ثورة المعلومات") مماثلًا لنمط التغيير الذي سببه اختراع الطابعة والذي أدى إلى إتاحة المعرفة بين البشر.

 

 

الترجمة للعربيّة: بنان مواسي

0 تعليقات