الفيروسُ هو مخلوقٌ لَهُ هدفَانِ: أن يُعدِيَ وأن يتكاثَرَ. دورة حياتهِ بسيطةٌ للغاية، ومع ذلك يجِدُ الطِّبُّ الحديثُ صُعوبةً في مواجهةِ الفيروسات المختلِفة. يكونُ العلاجُ الأفضلُ ضدَّ الفيروساتِ غالبًا، هو الرّاحة والشُّرب بكثرة، أو بكلماتٍ أخرى، مَنحُ الجهاز المناعيّ الإمكانيّة لِأن يقومَ بالعملِ وَحدَهُ. في الفيلمِ القصير الّذي أمامنا وَصفٌ لدورةِ حياةِ فيروس إنفلونزا عاديّ. صحيحٌ أنّ الآليّة تتناولُ فيروسَ الإنفلونزا، إلاَّ أَنَّ هذه الآليّة العامّة تَنطَبِقُ على كلّ أنواع الفيروسات.
أُنتجَ الفيلمُ بواسطة Xvivo لصَالح شركةِ ZIRUS وتمَّت ترجمتُه بواسطة طاقم موقع دافيدسون أون لاين.
ملاحظة – في الفيلم وَصفٌ لتقنيّة تطوير أدوية مضادّة للفيروسات. هذا لا يعني أنَّ المقالَ يُوصي باستعمال علاجاتِ أدويةِ شركة زيروس أو أيّة شركة أُخرى.
لكلّ فيروس خليّةُ هدف خاصّة به. هنالك فيروساتٌ كفيروس الإنفلونزا تُعدي الخلايا في المسالك التّنفّسيّة، وهنالك فيروسات اليَرَقَان تُعدي خلايا الكبد، وهنالك فيروسات كفيروسات الإيدز تُعدي خلايا الدّم البيضاء. يُعرف كلُّ فيروس مُستقبِلاً، كالزّلال في الغشاء، والّذي يُعتبرُ محطّةً يرسُو فيها، ويُمكِّنه من غزو الخليّة. هُويّة المستَقبِل هي الّتي تُحدِّدُ هُويّة الخليّة المصابة بالعدوى، وكنتيجةٍ لذلك تحدِّدُ أعراض المرض أيضًا. عندما يتغلغلُ الفيروس إلى داخل الخليّة، فإنّه "يَستَعبِدُ" موارِدَها كي يُنتِجَ فيروسات مثله (أي يتكاثر). هنالك عدّة طرائقَ للقيام بذلك، لكنّ المبدأ العامّ واحد، وهو استعمالُ آليّة بناء البروتينات، ومضاعفة الـ DNA أو الـ RNA ومعالجتها من أجل إنتاج مكوِّناتٍ شبيهةٍ بالفيروس الأصليّ. تتغيَّرُ وتيرة الإنتاج من فيروس إلى آخر، فهنالك فيروساتٌ تعملُ بوتيرةٍ مُنخفضة (أي تتوارى عَنِ الأنظار)، بهدفِ البقاء أطولَ مدّة في جسم العائل، حتّى لا يتعرَّفَ عليها جهازُ المناعة، في الوقت الّذي نجدُ فيه فيروساتٍ عنيفةً، تتكاثرُ بسرعةٍ إلى حدِّ تفجيرِ الخليّة ونشرِ فيروساتٍ في كلّ اتّجاه (والّتي بدورها تُعدي خلايا جديدة). هنالكَ فيروساتٌ تَنسَخُ جينومها (أي مادّتها الوراثيّة) إلى جينوم الخليّة وتبقى في حالةِ سُباتٍ، وتَنتَشِرُ فيما بعد عندما تُصبِحُ الظّروف مناسبةً لذلك (في حالَتَيِ الكآبة والمناعة المنخفضة).
تُشكِّل البَساطةُ والتَّطفُّل المطلَقُ للفيروسِ أفضليّةً كبيرةً له بالنِّسبةِ لجهاز المناعة. عندما يكونُ الفيروسُ خارجَ الخليّة، فإنَّهُ مُعرَّضٌ للجهاز المناعيّ، لكنّه عندما يتغَلغَلُ إلى داخل الخلايا، يَصعُبُ على الجهاز المناعيّ تشخيصُهُ (لكنّ ذلك ليسَ مُستحيلًا)، وليس هذا فحَسب، فتشخيصُ خليّة مُصابة يؤدي إلى إبادتها بواسطة خلايا قاتلة طبيعيّة وخلايا دمٍ بيضاء من نوع CTK. هنالك فيروساتٌ أيضًا، كفيروس الإيدز تنعَكِسُ بساطتها في جهاز مضاعفةٍ غير ناجعٍ أبدًا، ويتسبَّبُ في أخطاءٍ كثيرة في جينومِ الفيروس. يؤدِّي هذا الأمر إلى حدوثِ الخَللِ بوتيرةٍ عاليةٍ وعَدَمِ نجاعةِ نسبةٍ لا بأس بها من الأنسال، لكنّه يُمكِّن أيضًا من تطوير صُمودٍ ضِدَّ علاجاتٍ مُضادّة للفيروسات، ولهذا يَتِمُّ استعمالُ الكوكتيل، وهوَ دمجُ عدّة أدويةٍ في آنٍ واحدٍ تَمنَعُ الفيروس من إمكانيّة التّغيُّر(أنتم مَدعُوُّونَ لقراءة مقالٍ حضَّرناه عن الموضوع النُّشُوء والتَّطوُّر في العهد الحديث).