تظهر الأبحاث أنّ للأشخاص في جيل الشّيخوخة رائحة تميّزهم. لكن بخلاف ما يُعتقد، فقد تكون هذه الرّائحة مُحتملة وليست أسوأ من رائحة الآخرين.

يُنفق البشر الكثير من المال والجهود في سبيل إخفاء أعمارهم. وعلى ما يبدو أنّ كلّ الوسائل مُباحة لمحاربة علامات التّقدّم في السّنّ، بِدءًا من استخدام مرطّبات تنعيم البشرة وصبغ الشّعر، وانتهاءً بحقن البوتوكس وحتّى العمليّات التّجميليّة لإزالة التّجاعيد. لكن يتّضح أنّ هناك سببًا آخر مفاجئًا، والّذي قد يفضح عُمرنا وسيصعب تغييره على مرّ الزّمن -ألا وهو رائحة الجسم.

عند زيارتكم لبيت المسنّين أو لمنزل جدّتكم وجدّكم، قد تشعرون بوجود رائحة مختلفة عن المعتاد، ويبدو أنّكم محقّون بهذا الإحساس. لدى الأشخاص المسنّين رائحة خاصة تميّزهم. هذه الحقيقة معروفة في العديد من الثّقافات في العالم، حتّى أنّ اليابانيّين أوجدوا مصطلحًا لوصف هذه الرّائحة: كاريشو (Kareishu). في بلادنا نحن معتادون على تسميتها بـ "رائحة المسنّين".

عوامل عديدة مثل الجنس، العادات الغذائيّة، البيئة المحيطة وعوامل وراثيّة، قد تؤثّر على رائحة الجسم. أحد هذه العوامل أيضًا هو الجيل. عندما نتقدّم بالعمر، يتغيّر نشاط كلٍّ من الغدد العرقيّة والدّهنيّة في الجلد، كما تتغيّر كمّيّة الدّهون والعرق الّتي تُفرز إلى الجلد وتركيبتهما. تتحلّل المواد الّتي تُفرز من هذه الغدد عند ملامستها للأوكسجين الموجود في الهواء، أو بسبب نشاط الجراثيم المُحيطة، وتتحوّل إلى مركّبات ذات رائحة. بعض هذه الرّوائح ليست لطيفة، وقد تترك أثرًا سلبيًّا في بعض الثّقافات، لكن تُبيّن لنا الدّراسات خلاف المعتقد السّائد، أنّ الرّائحة المميّزة لكبار السّنّ ليست بالضّرورة قويّة أو سيّئة.


 للمُسنّين رائحة مُختلفة. مُسنّات يمارسن الرّياضة | المصدر: belushi, Shutterstock

رائحة لها بصمة فريدة

على الرّغم من ميلنا للتّقليل من أهمّيّة حاسّة الشّمّ، إلّا أنّ  الرّوائح تلعب دورًا مهمًّا بقدرتنا على إدراك رسائل  البيئة المُحيطة. قد تُشير رائحة الجسم للحالة الجسديّة والصّحّيّة للشّخص، وقد تجذبنا لأشخاص أو تُنفّرنا من آخرين.  

وبما أنّ رائحة الجسم تُصوّر على أنّها أمر  سلبيّ عادةً، قد يبذل الناس جُهدًا لإخفائها أو للتّخفيف منها. في استطلاع للرّأي عام 2001 في اليابان، أعرب 98% من المشاركين الّذين تتراوح أعمارهم بين 20 وَ-70، عن قلقهم من رائحة أجسادهم وروائح الآخرين. 20% خافوا من رائحة العرق و11َ% من رائحة المسنّين. بعد مقابلة مع 150 رجلًا وامرأة تتراوح أعمارهم بين 40 وَ-60، تبيَّن أنَّ ربع الرِّجال (23%) وَ-44 من النّساء شعروا أنّ رائحة أجسادهم تغيّرت مع تقدّم السّنّ. لذلك يبدو أنّ الأشخاص في اليابان، على الأقلّ، مُتيقظون جدًّا للتّغييرات في رائحة الجسم ويُعربون عن قلقهم بشأنها. عادةً ما نبحث عن الحلّ في العطور، في مُزيلات العرق ومُستحضرات التّجميل الأخرى، والّتي بدورها تعمل على إخفاء الرّوائح أو على التّخفيف من حدّتها على الأقلّ.  

يُفرز كلّ شخص رائحة خاصّة به - رائحة ذات بصمة فريدة نوعًا ما، بشكل يُشبِه بصمة الاصبع. يلتقط الدّماغ إشارات لروائح الأشخاص الآخرين، ويُحوّلها لمشاعر كالانجذاب والنّفور، والّتي قد تؤثّر على اختيار الشّريك. تُبيِّن بعض الدّراسات الّتي أُجريت على الحيوانات أنّ رائحة الجسم لكثيرٍ منها، مثل الفئران، البوم والأرانب، تتغيّر مع تقدّم السّنّ وأنّ باستطاعة الحيوانات التّمييز بين أبناء جنسهم الشّباب والمتقدّمين في السّنّ من خلال الرّائحة فقط. حتّى أنّ البشر يمكنهم التّمييز بين رائحة ثعلب الماء (القضاعة) أو أرنب شاب عن آخر متقدّم في السّنّ.

يُفترض أنّ القدرة على استيعاب معلومات عن الرّوائح الّتي تتعلّق بالجيل ومعالجتها، تُعطي الحيوانات أفضليّة تطوّريّة - كأداة مساعِدَة لتحديد مكان شريكٍ شابٍّ وخصبٍ للتّكاثر، أو العكس تمامًا: اختيار شريك متقدِّم بالسّنّ الّذي يُعتبر في الكثير من الأنواع الشّريك المُفضّل لحملِه الجينات الجيّدة الّتي تُطيل العُمر. لكن ماذا بالنّسبة للبشر؟ هل يمكننا كبشر التّمييز أيضًا بين الشّباب وَالمتقدّمين بالعمر؟


في العادة تُصوَّر رائحة الجسم كشيء سلبيّ. اصبعان يتنكّران لشكل إنسان، لإحداهما توجد رائحة جسم كريهة| مصدر: Yeexin Richelle, Shutterstock

رائحة العمر

اكتشف باحثون من مركز مونيل (Monell) للحواس الكيميائيّة في فيلاديلفيا، ومعهد كارولينسكا (Karolinska) في ستوكهولم، أنّ البشر قادرون على التّمييز بشكل دقيق بين رائحة أجساد كُلّ من المُسنّين، الشّباب ومتوسّطي العمر. 

شارك في الدراسة 44 امرأةً ورجلًا قُسّموا إلى ثلاث مجموعات بحسب الجيل. صُنّفت ثماني نساء وثمانية رجال بعمر 20-30 في مجموعة الشّباب، إلى جانب نفس العدد من مجموعة متوسّطي العمر والذين تتراوح أعمارهم بين 45-55، أمّا مجموعة المُسنّين فتكوّنت من ستّ نساء وستّة رجال تراوحت أعمارهم بين 75-95. طُلب من المشتركين أن يناموا لمدّة خمس ليالٍ متتالية في نفس القميص، مع وضع ضمّادة تحت الإبط لامتصاص الإفرازات الدّهنيّة ذات الرّائحة. ولتحييد التّأثيرات الخارجيّة على رائحة الجسم، مُنع المشتركون من الاستحمام أو غسل شعورهم بمنتجات مُعطَّرة، وطُلب منهم أن يمتنعوا عن أكل الأطعمة الحارّة، وعن السّجائر والكحول. خلال النّهار، كان على المشتركين الاحتفاظ بالقميص في كيس بلاستيكيّ محكم الإغلاق حتّى اللّيلة التّالية. بعد اللّيلة الأخيرة، أخذوا كلّ الضّمادات ووضعوها في مرطبانات.

في المرحلة التّالية، وضع الباحثون المرطبانات أمام- 41 متطوّعًا لشمِّها وهم معصوبو الأعين حتّى يخمِّنوا لأيّ فئة عمريّة تتبع كلّ رائحة. تعرّف المتطوّعون جيّدًا على رائحة أجساد لمُسنّين، كما نجحوا بتصنيف جميع الضّمادات الخاصّة بهم بنفس المجموعة. في المقابل، تعسَّر عليهم التّمييز  بين قمصان الشّباب ومتوسّطي العمر. من هنا استنتج الباحثون وجود رائحة مُختلفة ومميّزة لكبار السّنّ.    

في المرحلة الثّانية، طُلب من المتطوّعين تقييم حدّة الرّائحة ومدى لطفها أو سوءها. بخلاف ما هو متوقَّع، وصف المتطوّعون رائحة جسم المُسنّين على أنّها رائحة محايدة وأخفّ من رائحة المجموعتين الباقيتيْن. من بين كلّ المجموعات، صُنّف الرّجال من منتصف العمر على أنّهم يتميّزون بأسوأ رائحة، بينما صُنِّفت رائحة النّساء من نفس الفئة العُمريّة على أنّها الرّائحة الأفضل، تليها رائحة المُسنّين. لذا يبدو أنّ العلاقة بين الشّيخوخة والرّائحة الكريهة نابعة في الأساس من الآراء المُسبقة والوصمات الاجتماعيّة. كما أنّه وبسبب عدد المشتركين المنخفض في هذه الدّراسة، يُستحسن عدم استخلاص استنتاجات بعيدة المدى.


ترتبط رائحة الأشخاص المتقدمين في السّنّ للمركّب ۲-نوننال والّذي يرتبط أيضًا برائحة البيرة المُعتّقة. مركّب ۲-نوننال وبيرة | مصدر:  Jynto and Len Rizzi, Wikimedia Commons

مصدر الرّائحة

في بحث سابق قد نُشِر في المجلة العلميّة Journal of Investigative Dermatology، وجد باحثون من اليابان ما قد يكون السّبب الرّئيسيّ للرّائحة المميّزة للمسنّين. جمع الباحثون قمصانًا قد لبستها نساء ورجال تتراوح أعمارهم بين 26-75 عامًا، وحدّدوا المركّبات الكيميائيّة الّتي كانت عالقة بها. وجد الباحثون أنّ المركّب الأساسيّ الّذي احتوته ملابس المُسنّين كان المُركّب ۲-نوننال (2-Nonenal)، الّذي تُذكِّرنا رائحته بمادّة زيتيّة وعشبيّة تُشبَّه برائحة الكتب القديمة أو البيرة المعتقة. في المقابل، لم يُعثر على هذا المُركّب عند أيّ شخص تحت الأربعين، لكنّها وُجدت في قمصان 69% من المُشتركين الّذين تعدَّت أعمارهم الأربعين.

في سنّ الأربعين تقريبًا، تزيد الغدد الدّهنيّة في الجلد تدريجيًّا من معدّل إنتاج الأحماض الدّهنيّة وإفرازها، ومن بينها الأحماض الدّهنيّة غيرالمُشبعة أوميغا 7. في المقابل، مع مرور السّنين، تنخفض كمّيّة مضادّات الأكسدة على سطح الجلد. يؤدّي الجمع بين العمليتين لتعرّض الأحماض الدّهنيّة للأوكسجين في الهواء وبالتّالي تفكّكها، والنّتيجة المصاحبة لهذا التّفكّك هي المُركّب ۲-نوننال ذو الرّائحة المميّزة.

بخلاف روائح العرق العاديّة، يصعُب التّخلّص من المُركِّب -نوننال، لأنّ الأحماض الدّهنيّة الّتي تركّبه لا تذوب في الماء. حتّى بالمحافظة الجادّة على النّظافة والاستحمام بالماء والصّابون يوميًّا،  لا يمكن إزالة الرّائحة من الجلد بشكل تامّ. تلتصق الرّائحة بسهولة بالملابس والأغطية الّتي تلمس المركّب ولا يُسعفنا غسلها في كلّ مرّة.

في الواقع، لا علاقة بين وجود رائحة 2-نوننال والحفاظ على النّظافة. فالرّائحة نفسها حياديّة، وعلى ما يبدو أنّها لا تعتبر سيّئة إلّا عندما يُعرف مصدرها: تشير الدّراسات أنّ الملصق الموجود على مادّة ذات رائحة ما، يُغيّر اعتبارها لرائحة لطيفة أو غير لطيفة. وكما قال شكسبير: "مهما سمّينا الورد وردًا، ستتغيّر رائحته بحسب اسمه".

على الرغم من كُلّ ما سبق، إذا أزعجتكم هذه الرّائحة، هناك ما يمكنكم فعله. وهو تبنّي نمط حياة صحّيّ، الذي قد يتضمّن ممارسة الرّياضة بشكل منتظم، نظام غذائيّ صحّيّ، والتّقليل من التّوتّر وتجنّب التّبغ والكحول، الأمر الّذي من شأنه أن يُساهِم في تحسين العمليّات في الجسم. كما أنّ عادة شرب الكثير من الماء يمكنها التّخفيف من كمّيّة الأحماض الدّهنيّة والتّقليل من تأثيرها، إلى جانب تهوية المنزل جيّدًا.

تحاول اليوم شركات مستحضرات التّجميل تطوير مستحضرات تمنع أكسدة الأحماض الدّهنيّة. قامت شركة مستحضرات التّجميل اليابانيّة شيسايدو (Shiseido) بتطوير عطر لإبطال الرّائحة الّتي يتسبّب بها 2-نوننال.


تقوم الجراثيم الموجودة على سطح الجلد بتفكيك المواد الّتي تُفرز مع العرق لجزيئات متطايرة ذات رائحة. تتكاثر الجراثيم حول الغدد العرقيّة | المصدر: Juan Gaertner, Shutterstock

العُمر، الشّيخوخة وجراثيم الجلد

على الرّغم من أنّ إفراز ال2-نوننال على ما يبدو هو السّبب الأساسيّ لرائحة الشّيخوخة، إلا أنّه قد تكون هناك أسباب أخرى - وعلى رأسها تجمّعات جراثيم الجلد. يعيش بشكل ثابت على سطح جلدنا الملايين من الجراثيم، الفطريات والفيروسات، والتي تُسمّى جميعها ميكروبيوم جلد الإنسان. يُساعد بعضها في الحفاظ على صحّة الجلد، ورطوبته ومرونته كما تمنع تكاثر الجراثيم الضّارّة. 

يتغيّر تركيب تجمّعات الجراثيم من مكان إلى آخر على سطح الجلد بحسب الظروف المعيشية فيها. عند البشر تبرز منطقة الإبط بشكل خاصّ لكونها غنيَّة ببصيلات الشّعر والغدد الدّهنيّة. عند إضافة عامل درجات الحرارة المرتفعة في منطقة الإبط، إلى جانب عامليْ الرّطوبة والعرق، سنحصل على شروط مواتية لتكاثر الجراثيم. تفرز الغدد العرقيّة، المنتشرة في الإبط وفي كلّ أنحاء الجسم سوائل عديمة الرّائحة. تنتج الرّائحة القويّة الّتي ننسبها للعرق عندما تقوم الجراثيم بتفكيك المواد الموجودة في العرق الى جزيئات متطايرة ذات رائحة. تختلف رائحة العرق من شخص لآخر وتتأثر بعوامل مثل الوراثة، الجنس والتّغذية، إلى جانب عامل العُمر وتركيبة تجمّعات الجراثيم على الجلد. 

يتغيّر تركيب ميكروبات الجلد مع الوقت، ويمكنه أن يؤثّر على الرّائحة التي تُنتجها الجراثيم. حدّد العلماء أنواع الجراثيم الموجودة في إبط الإنسان، وكان أكثرها انتشارًا هي المكورة العنقوديّة (Staphylococcus), الوتديّة (Corynebacterium), البروبيونيباكتيريوم (Propionibacterium) والمُكَيَّرات (Micrococcaceae). تُشير معظم الدراسات، إلى أنّ البكتيريا الوتديّة هي المسؤولة عن الرّائحة السّيّئة التي تنبعث من الإبطين.

ميّز الباحثون التّجمعات الجرثوميّة في الإبط لأشخاص ينتمون لمجموعات عمريّة مُختلفة، وجمعوا عيّنات من آباط 169 شخصًا، وقاموا بتحليل عدد البكتيريا. وجدوا أنّ كمّيّة الجراثيم الموجودة في الإبط لدى الأشخاص فوق سنّ الـ 55، أكبر من تلك الموجودة لدى الأشخاص الأصغر سنًّا، كما أنّها أكثر تنوّعًا. يتوافق هذا الاكتشاف مع دراسة سابقة قد أظهرت أنّ الجراثيم على جلد النّساء المتقدّمات في السّنّ أكثرتنوعًا مقارنةً بالنّساء الأصغر عمرًا. يفترض الباحثون أنّ الاختلافات بين المجتمعات البكتيريّة على الجلد يمكنها أن تؤثر على رائحة الجسم، وأن يُفسرالاختلاف بالرّائحة بين الشّباب والمُسنّين. مع ذلك، العلاقة بين الجراثيم الّتي تعيش على الجلد ورائحة جسم المُسنين ما زالت غير واضحة، وهناك حاجة لمزيد من الدراسات لإثبات ذلك. 

هناك عوامل أخرى قد تشجّع إفراز الرّوائح -بعضها ليس لطيفًا- عند التّقدّم في العُمر،  كالسُّكّريّ، أمراض الكلى والأدوية الّتي تزيد التّعرّق، السّلس البوليّ والتّغييرات في النّظام الغذائيّ.

مهما كان السبب، يمكن تخفيف الرّوائِح أو إخفاؤها، إذا قمنا بالاستحمام بالماء والصّابون في فترات متقاربة. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثّر مزيلات العرق والمنتجات التّجميليّة الأخرى على رائحة التّجمّعات البكتيريّة في الإبط وتركيبتها. يمكن لمضادّات التّعرّق أن تُقلّل من مستواه ومن الرّائحة الّتي ترافقها، رغم أنّها ليست فعالة دائمًا. في الوقت ذاته، قد يؤدي التنظيف المفرط إلى الإضرار بالحليب الذي يحمي بشرتنا ويضرّ أيضًا بالجراثيم المفيدة الّتي تعيش على جلدنا، والّتي تلعب عدّة أدوار هامّة حفاظًا على صحة الجلد والحماية التي يُقدّمها لنا. لذلك من الأفضل عدم المبالغة في الجهد المبذول للحفاظ على روائح الجسم. 

في الختام، علينا أن نتذكر أن الرّائحة المميّزة للشّيخوخة ترتبط بشكل مباشر بالتّغييرات البيولوجيّة الطّبيعيّة الّتي يمرّ بها جسمنا. وفي نهاية الأمر، هناك احتمال كبير أن تتغيّر رائحة أجسامنا عندما نتقدّم في العمر ونصل لجيل الشيخوخة. ولا حرج في ذلك، فهذا ليس مُبرّرًا لرفض المُسنّين اجتماعيًّا.

 

0 تعليقات