يشمل مصطلح البلاستيك (اللّدائن ) تحت تعريفه موادَّ كثيرة ومختلفةً (PET، بيسفينول - Styrofoam, PVC, A وغيرها). تمتاز هذه الموادّ بصفة التّحلّل البطيء في الطّبيعة (الموادّ المقصودة هي منتجات البلاستيك الاصطناعيّ، وليس البدائل الطّبيعيّة).أضف إلى ذلك أنّ عمليّة تحلّل قسم من هذه الموادّ تكون مصحوبة بانطلاق الغازات الخطيرة.
في الظّروف الطّبيعيّة العاديّة تبدأ عمليّة تحلّل القناني البلاستيكيّة (غالبيّتها مصنوعة من البولي إثيلين ثيرفتالات، المُسمّى PET، اختصار الكلمات Polyethylene terephthalate) بعد مرور 500 - 700 سنة، ويكون التّحلّل، وقتها، بطيئًا جدًّا، ، ويبدأ تحلّل أكياس البلاستيك بعد مرور 1000 سنة.
بدأ استخدام البلاستيك (القناني والأكياس) منذ خمسين عامًا تقريبًا، لذلك لم يُجرَ حتّى الآن بحث بدفن البلاستيك لمدّة ألف عام لدراسة سيرورة تحلّلها. توصّل العلماء لهذه النّتائج والأرقام (عدد السّنوات) عن طريق دفن بعض أنواع البلاستيك في الطّبيعة لفترات مختلفة، ومن ثمّ فحص تأثيرات ذلك على مدّة وسيرورة تحلّلها. لتوضيح ذلك، لو أنّ الصّليبيّين وصلاح الدّين الأيّوبي استخدموا أكياس البلاستيك في معركة حطّين (سنة 1187 م)، لبقيت مخلّفات البلاستيك حتّى اليوم، فتمكّن علماء الآثار من دراستها.
سبب التّحلّل هو بسيط: هذه الموادّ ليست موجودة في الطّبيعة، ولا توجد في الطّبيعة كائنات تستطيع تحليلها، فالرّوابط الكيميائيّة بين جزيئات هذه الموادّ غير متاحة ومعروفة للبكتيريا الّتي تقوم بالتّحليل في الطّبيعة. وليس من الفراغ أن تُسمّى هذه الموادّ، مجازيًّا، بالموادّ الأجنبيّة (الغريبة) بيولوجيًّا (xenobiotic).
توجد اليوم عدّة طرق تهدف إلى تعجيل وتيرة التّحلّل ومنع انبعاث موادّ سامّة (غازات) خلال التّحلّل، ومن هذه الطّرق: تفعيل الحرارة، الضّغط، إضافة موادّ كيميائيّة، وطرق بيولوجيّة أخرى.
طريقة أخرى هي إنتاج أكياس بلاستيكيّة قابلة للتّحلّل مأخوذة من مصادر طبيعيّة (كالذّرة مثلًا). وتجدر الإشارة إلى أنّه خلال السّنة الأخيرة بدأت منظّمات مختلفة في البلاد باستعمال هذه الأكياس. كما وتوجد مادّة بلاستيكيّة أخرى اسمها بولي هيدروكسي ألكانوآت (PH (polyhydroxyalkanoate تنتجها ميكروبات دقيقة بشكل طبيعيّ، وهي قابلة للتّحلّل.
المبنى الجزيئيّ لـِ PHA والموادّ الشّبيهة به. نقلًا عن ويكيبيديا
د. مئير باراك
قسم البيولوجيا البنائيّة
معهد وايزمان للعلوم
تنويه لزوّار الموقع:
إذا رأيتم أنّ المادّة بحاجة لتوضيح وشرح أوسع، وإذا كانت لديكم أسئلة، فاكتبوا لنا في المنتدى، ونحن نجيب عن أسئلتكم، ونعقّب على ملاحظاتكم. نرحّب، دومًا، بالاقتراحات والنّقد البنّاء.
الترجمة للعربيّة: خالد مصالحة
التدقيق والتحرير اللغوي: د. عصام عساقلة
الإشراف والتدقيق العلمي: رقيّة صبّاح