السّلامة والفعاليّة والآثار الجانبيّة والتّكنولوجيا المبتكرة. كلّ ما تريد معرفته عن اللّقاح الأوّل المعتمد ضدّ الفيروس
كيف يعمل اللّقاح؟
تحوي اللّقاحات الّتي تنتجها شركات فايزر وبيوتيك وموديرنا جزيئًا يسمّى RNA (الحمض النّوويّ الرّيبي)، والّذي يقوم بتشفير التّعليمات لبناء بروتين فيروسي يسمّى spike - وهو نفس البروتين الّذي يعطي فيروس كورونا مظهره الشّائك، ويسمح له أيضًا باختراق الخلايا البشريّة وإصابتها. عند حقن ال- RNA في العضلة، فيدخل إلى الخلايا ممّا ويؤدّي إلى إنتاج نسخ عديدة من البروتين الفيروسيّ. على عكس العدوى الفيروسيّة الحقيقيّة، هنا تنتج الخلايا بروتينًا واحدًا، وليس الفيروس بأكمله.
خلال وقت قصير، يدرك جهاز المناعة لدينا أنّ هناك خللًا ما- يكتشف أنّ الخلايا الّتي قد تلقّت اللّقاح تنتج بروتينًا ليس من المفترض أن تنتجه، فيقوم بتعلّم تركيبة البروتين غير المرغوب فيه. لذا، عندما يتعرّض الشّخص الملقّح للفيروس الحقيقيّ؛ سيتعرّف جهاز المناعة لديه على الفيروس حالًا، وسيبدأ بالعمل ضدّه. وهكذا، نحن نتخطّى عملية تعلّم طويلة، ما يُقارب أسبوعين من لحظة الإصابة، كما ونسمح لأجسامنا بدراسة وحفظ الفيروس دون أن نجبر في نفس الوقت على خوض صراع حقيقيّ.
ما الفرق بين لقاحات فايزر وموديرنا؟
كلا اللّقاحين يعتمدان على تقنية مماثلة، فعاليتهما متشابهة ويتمّ إعطاؤهما على جرعتين. أمّا الفارق الزّمنيّ بين إعطاء الجرعتين هو ثلاثة أسابيع في لقاح فايزر وأربعة أسابيع في موديرنا.
يكمن الاختلاف الرئيسي بين اللّقاحات في طريقة تخزينها. طريقة تخزين وتوزيع اللّقاح المنتج بشركة موديرنا أسهل بكثير. بالمقابل، يجب حفظ اللّقاح المنتج على يد فايزر بدرجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصّفر، وقد أعلنت الشّركة أنّها طوّرت عبوات خاصّة تسمح لها بالحفاظ على درجة الحرارة هذه لمدّة 30 يومًا، طالما يحرصون على ملئها بالثّلج الجاف. كما يمكن تخزينه في الثّلّاجة، في درجة حرارة 8-2 درجة مئويّة، لمدّة خمسة أيّام، وخارج الثلاجة لمدّة ساعتين تقريبًا. كما يتطلّب اللّقاح تخفيفًا، أي إضافة محلول ملحيّ (سيليين) قبل الاستخدام.
في المقابل، يمكن الاحتفاظ باللّقاح المنتج من شركة موديرنا في ثلاجة عاديّة ذات 20 درجة تحت الصّفر، لمدّة نصف عامّ على الأقلّ. يمكن أيضًا حفظها في الثلاجة لمدّة 30 يومًا، وفي درجة حرارة الغرفة لمدّة تصل إلى 12 ساعة. كما أنّه لا يتطلّب تخفيفًا قبل الاستخدام.
هل من المحتمل أن تقضي اللّقاحات على الوباء؟
من المحتمل جدًّا أن تقضي اللّقاحات في النّهاية على الوباء، لكن الموافقة على اللّقاح لا تعني أنّنا سنعود إلى الرّوتين قريبًا. فقد يستغرق ذلك بضعة أشهر على الأقل. العقبة الأولى الّتي تقف أمام العودة إلى الرّوتين هي تو اللّقاحات. ستمرّ فترة لا بأس بها حتّى تتوفّر لقاحات كافية لجميع السكان، في إسرائيل وباقي دول العالم. في البداية، ستسعى اللّقاحات بشكل أساسيّ إلى حماية الأشخاص الأكثر ضعفًا بين السّكّان والعاملين الأساسيّين في القطاع الصّحّيّ. وحتّى يتمّ تطعيم غالبيّة الجمهور؛ سيتعيّن علينا الاستمرار في انتهاج طرق الوقاية المألوفة ضدّ الفيروس - التّباعد الاجتماعيّ وارتداء الكمّامات.
إضافةً إلى عامل آخر للتّأخير، والّذي يرجع إلى حقيقة أنّ عمليّة تطوير مناعة ضدّ الفيروس لكلّ شخص تمّ تطعيمه قدتستغرق وقتًا. إذ يتمّ إعطاء اللّقاح على جرعتين، بينهما مدّة زمنيّة تقارب الشّهر. بعد الجرعة الثانية، لا نُعتبر مطعّمين إلّا بعد مرور أسبوعين آخرين.
بالإضافة إلى ذلك، لا يُعرف حتّى متى يحمي اللّقاح من المرض. إذا قد تتلاشى المناعة بمرور الوقت وستنبع الحاجة إلى الحقن مرّة أخرى؛ للحفاظ على الذّاكرة المناعية للجسم والتّأكّد من بقائه محميًّامن الفيروس. ومن المعروف أيضًا أنّ اللّقاح يقي من المرض، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان سيمنع أيضًا الانتقال الفعليّ للفيروس، وبالتّالي، فإنّ احتمال إصابة الأشخاص الملقّحين بالعدوى وارد، فمن المتوقّع أن ينقلوا المرض إلى الآخرين على الرّغم من أنّهم أصحّاء. طالما لسنا على يقين تامّ إذا ما كان اللّقاح سيمنع إصابة الإنسان، حتى الأشخاص الّذين تمّ تطعيمهم عليهم الالتزام في التّعليمات الوقائيّة تحسّبًا من إصابتهم بالفيروس وإصابة الآخرين. مع ذلك، من المحتمل جدًا أن يمنع اللّقاح الإصابة بالفيروس أو على الأقلّ أن يقلل من خطر الإصابة: بيّنت التّجارب الّتي أجريت على الحيوانات المطعّمة أنّها شكّلت مقاومة ضد العدوى بالفيروس وبالتالي لا يمكن لها أن تنتشر أكثر.
على أيّ حال، يصعب تصديق فكرة أنّ اللّقاحات ستقضي في المستقبل القريب على مثل هذا الفيروس المستشري، والّذي انتشر فعليًّا في جميع أنحاء العالم. ويبدو أن فيروس الشريان التاجي (كورونا) SARS-CoV-2 موجود ليبقى، فعلينا الاستمرار في أخذ التطعيم ضدّه كأيّ فيروس آخر.
كيف لنا أن نتأكد من كون اللّقاح فعّالًا حقًّا؟
قبل بدء التّجارب على البشر، جُرّب اللّقاح على الحيوانات، وخاصّة القرود، ووجد أنّهم عندما حاولوا نقل العدوى للقردة المطعّمة ضدّ فيروس كورونا - لم يصابوا بها. في المرحلة الثانية من التّجارب السّريرية على البشر، تمّ فحص المؤشّرات الّتي تختبر فعاليّة اللّقاح - مستويات الأجسام المضادّة في الدّم بمرور الوقت (أربعة أشهر حتّى اليوم)، وقدرة الأجسام المضادّة المتكوّنة في دم الملقّحين على تحييد الفيروس في الظّروف المختبريّة ومؤشّرات أخرى تحدّد الذّاكرة المناعيّة.
بالإضافة إلى ذلك، في المرحلة الثالثة والأكثر شمولاً من التّجارب، تمّت مراقبة 44000 شخصًا تلقُّوا اللّقاح الحقيقيّ أو لقاح الدّواء الوهميّ الّذي تلقته المجموعة الضّابطة. ثمّ حدّدوا مكان كلّ من أصيب بمرض كورونا بعد تلقّي العلاج، وفحصوا أيّ لقاح قد تلقّوا. وجد أنّ الغالبيّة العظمى من المرضى كانوا من المجموعة الّتي تلقّت لقاحًا وهميًّا. كلّ هذه النّتائج تشير إلى أنّ اللّقاح فعّال في الوقاية من أمراض كورونا. في الأشهر المقبلة، سنرى ما إذا كان اللّقاح سيمنع أيضًا انتقال الفيروس - وعلى الأرجح نعم.
ما هي مدّة فعاليته؟
لكون تجربة اللّقاح قد بدأت قبل بضعة أشهر فقط، من المستحيل معرفة المدّة الّتي سيظلّ فيها فعّالًا. ومع ذلك، فإنّ نتائج التّجارب الّتي أجريت على البشر والحيوانات الأخرى تظهر أنّ مستويات الأجسام المضادّة في الدّم تظلّ مرتفعة حتّى بعد أربعة أشهر من تلقّي اللّقاح، ممّا يشير إلى استجابة مناعيّة قويّة. هناك احتمال أنّه بعد مرور عام، سنحتاج إلى الحصول على جرعة أخرى، مثل اللّقاحات الأخرى، ولكن من السّابق لأوانه معرفة ذلك.
كيف نعرف أن اللّقاح آمن؟
تمّ إعطاء لقاح فايزر لحوالي 22000 شخصًا في الأشهر الأخيرة، ولم يتمّ العثور على أيّة آثار جانبيّة خطيرة. ويجدر بالذّكر أنّه تتمّ الموافقة على إعطاء التطعيم بعد شهرين من تلقي نصف المشاركين في التّجربة السريرية جرعة ثانية من اللّقاح - وهو أكثر من الوقت الكافي لاكتشاف الآثار الجانبية غير الطبيعية. تستمرّ مراقبة المشاركين في التّجربة حتّى الآن للتّأ من عدم حدوث آثار جانبية غير متوقعة لاحقًا.
لمن يُوصى بعدم تلقّي اللّقاح؟
تمّت الموافقة على استخدام لقاح فايزر ابتداءً من سنّ 16 عامًا. هذا يعني أنّه غير مخصص حاليًا للأطفال الأصغر سنًا، إذ لم تشمل التّجربة هذه الفئة العمريّة. إضافةً إلى عدم وجود سبب معروف للخوف من تلقيح النساء الحوامل أو المرضعات، إلا أنّه لم يتمّ اختباره على هذه المجموعات وبالتّالي يوصى بعدم تلقيحهم بعد. بسبب حالّتين من ردود الفعل التحسسية للّقاح في المملكة المتّحدة، يُنصح الأشخاص ذوو سوابق للحساسيّة المفرطة حاليًا بتجنّب اللّقاح، كإجراء وقائيّ.
ما هي الآثار الجانبيّة المعروفة؟
التّأثير الجانبيّ الأكثر شيوعًا هو الألم في موقع الحقن (84 بالمئة). الآثار الجانبية الأخرى غير الشّائعة تشمل الدّوخة (62 بالمئة)، الصّداع (55 بالمئة)، القشعريرة (38 بالمئة)، آلام المفاصل (23 بالمئة) والحمّى (14 بالمئة). خطر حدوث آثار جانبية أكثر خطورة أقلّ من نصف بالمئة، ولم يتمّ توثيق أيّة آثار جانبيّة مهدّدة للحياة خلال تجربة اللّقاح الضّخمة.
أبلغ معظم المتطعّمين عن آثار جانبية استمرّت لمدّة يومين كحدّ أقصى، خاصّة بعد تلقّي الجرعة الثانية من اللّقاح. كانت الآثار الجانبيّة أقلّ شيوعًا لدى الأشخاص الّذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا.
وهل الآثار الجانبيّة نادرة أو طويلة الأمد؟
بقدر ما نعلم، لا ينبغي أن يكون هناك مثل هذه الآثار، لأنّه من النّادر جدًا أن يكون للّقاح آثار جانبيّة بعد مرور فترة قصيرة من تلقّيه. مع ذلك، في العلم يتمّ الافتراض أقلّ قدر ممكن وأن يتمّ الاختبار قدر الإمكان. وهكذا تستمرّ التّجارب السّلايرية ويظلّ المتطوعون الّذين تلقّوا اللّقاحات في حالة مراقبة مستمرّة لأيّ آثار جانبيّة أو مضاعفات قد تنشأ.
إذًا لماذا لا ننتظر سنة أو سنتين لنتأكد من ذلك؟ السّبب بسيط -سيكون السّعر مرتفعًا جدًا. على الرّغم من أنّه أوّل لقاح يُستخدم في هذه التقنية، إلّا أنّ التّجارب السّريريّة الّتي أجريت في السنوات الأخيرة على تقنية الحمض النّوويّ الريبي RNA، لم تجد أيّ آثار جانبيّة طويلة المدى يمكن أن تسيّب القلق. علاوة على ذلك، يتسبّب الفيروس في مجموعة من المضاعفات قصيرة المدى، وها قد بدأنا نرى المضاعفات طويلة المدى الّتي يسببها، لذلك يبدو أنّ الخطر المحتمل الّذي قد يحمله اللّقاح لا يُقارن بالخطر الّذي يسبّبه المرض نفسه.
في حال سمعنا إشاعة مخيفة عن اللّقاح، كيف نعرف أن نصدّقها أم لا؟
في المستقبل القريب، من المحتمل أن نواجه الكثير من الشّائعات المتداولة حول اللّقاح على الشبكات الاجتماعية عبر تطبيقات المراسلة ووسائل الإعلام. من المهم أولاً وقبل كلّ شيء التروّي وعدم التّوتر. كلّما زادت الشائعات تطرّفًا، زاد احتمال كونها عارية عن الصّحّة. لِذا، تحقّق من المصادر الموثوقة، واستشر الأطباء المهنيين المؤهّلين، ولا تتّخذ أيّ قرار بناءً على معلومات لم يتمّ التّحقّق منها. وتذكّر، إذا كان التّحذير مهمًا حقًا، فسوف تصادفه في العديد من الأماكن، مثل النّشرات الإخبارية والمواقع العلميّة ومنشورات وزارة الصحة وغيرها - وليس فقط في الرسائل الغامضة على الواتس اب.
هل آثار اللقاح المحتملة حقًّا مفضّلة على المرض؟
نعم! بالطّبع! اللّقاح فعّال، وله آثار جانبيّة قليلة، وحتّى إذا اتّضح أنّ ذاكرته المناعيّة قصيرة نسبيًا، فيمكننا الحصول على جرعة معزّزة بعد عام. من ناحية أخرى، يمكن أن يتطوّر المرض إلى التهاب رئويّ، ممّا يحتاج إلى الاستشفاء لفترات طويلة في العناية المركّزة، وقد يصل إلى الموت - وهذا لا ينطبق فقط على كبار السّن. يشعر العديد من المرضى بعد ذلك بالضّعف ويحتاجون إلى وقت طويل للتّعافي. وإذا لم يكن ذلك كافيًا، فليس من الواضح بعد ما إذا كانت الإصابة بالفيروس تمنع عودة العدوى. ظهر الفيروس في العالم منذ حوالي عام، لذلك لا نعرف حتّى الآن ما يكفي عن آثاره على المدى الطّويل. أظهرت التّجارب الّتي أجريت على عشرات الآلاف من الأشخاص أنّ اللّقاح أفضل بأي مقياس من الإصابة بالفيروس.
أثناء تطوير اللّقاح، ألم يتم اتّخاذ طرق مختصرة؟
يستغرق تطوير اللّقاح عادة عدّة سنوات. فالكثير من هذا الوقت يذهب على البيروقراطية وتوظيف الموارد وتجنيد المتطوّعين والانتظار في طابور الهيئات التّنظيميّة مثل إدارة الغذاء والدّواء في الولايات المتحدة (FDA) لمراجعة كلّ مرحلة من مراحل التّجارب.
منذ بداية الوباء، كان من الواضح أنّنا نحتاج إلى لقاح لنخرج من هذه الجائحة. لذلك تقرّر تقليص كلّ شيء لا يضرّ بالكفاءة والسّلامة. استثمرت العديد من الحكومات، بقيادة الولايات المتحدّة، مليارات الدّولارات في الشّركات الّتي أظهرت إمكانيّة التّوصّل إلى لقاح في فترة زمنيّة معقولة. بالإضافة إلى ذلك، أُجريت بعض مراحل التّجربة في تداخل طفيف مع المرحلة الّتي سبقتها، دون انتظار اكتمالها، وبالطّبع كان تجنيد المتطوّعين أمرًا بسيطًا - وقف النّاس في طابور الانضمام إلى التّجارب السّريريّة.
علاوة على ذلك، فإنّ أحد العوامل الّتي قد تؤدّي إلى تأخير تجارب اللّقاحات الجديدة هو الحاجة إلى الانتظار حتّى يصاب عدد كاف من المشاركين في التّجربة بالمرض حتّى يتسنّى التّحقق من عدد الّذين تلقّوا اللّقاح وعدد الّذين في المجموعة الضابطة. وكوننا في خضم وباء ناجم عن فيروس شديد العدوى، فقد وصلنا إلى وجهتنا في غضون بضعة أشهر.
القضية الوحيدة الّتي خاطروا فيها بشكل خاصّ هي إصدار تصريح الطوارئ. من المتوقّع أن تستغرق التّجربة السّريريّة حوالي عامين لتحديد الآثار الجانبيّة طويلة المدى. نظرًا لأنّ هذا الانتظار سيكون له ثمن باهظ جدًا في حياة الإنسان ومعاناته، فقد تقرّر الانتظار لمدّة شهرين من الجرعة الثّانية للمشاركين في التّجربة حتّى يتمّ تقديم اللّقاح للموافقة الطّارئة. لم تنته التّجربة ولا يزال المتطوعون تحت المراقبة، لكن تقرّر بالفعل الموافقة على اللّقاح لإنقاذ الأرواح. المخاطر ليست عالية، وهي بالتأكيد أقلّ بكثير من المخاطر الّتي ينطوي عليها المرض نفسه.
سمعت أنّ اللّقاح يضرّ بخصوبة المرأة. هل هذا صحيح؟
بالتأكيد لا. لا يوجد هناك أيّ سبب بيولوجيّ لهذا الشّيء. يتسبّب اللّقاح في جعل الجسم يصنع أجسامًا مضادّة لجزء صغير من فيروس كورونا ولا يستطيعون إلحاق الضّرر إلّا به. علاوة على ذلك، فإنّ الإصابة بالفيروس نفسه تسبّب المرض، وكذلك تكوين الأجسام المضادّة في المصابين. لو كان هناك أيّ أساس للشّائعات لكنّا رأينا بالفعل ضعف خصوبة النّساء المصابات بكورونا. لكن لم يحدث أبدًا.
ماذا عن اللّقاح الرّوسيّ؟
خضع لقاح سبوتنيك 5، الّذي طُوّر في روسيا ، إلى مرحلتين من التّجارب السّريريّة، وتمّت الموافقة على استخدامه في روسيا دون اجتياز المرحلة الثالثة. اليوم، تُجرى هذه المرحلة أيضًا في العديد من البلدان حول العالم، ولكن لم يتم نشر أي نتائج واختبارها من قبل مصدر موثوق، لذلك من الصّعب معرفة ما إذا كانت آمنة وفعالة.
اللّقاح نفسه يعتمد على آلية "عامل فيروسي" بمعنى أنّهم أخذوا فيروسًا غير خطير على الإنسان، واستنسخوا فيه تعليمات بناء أحد بروتينات فيروس كورونا. من المفترض أن يصيب الفيروس المعدّل خلايا جسم الملقّح ويجعلها تنتج البروتين. هذه طريقة معروفة تمت الموافقة عليها بالفعل للاستخدام على البشر وتعتبر آمنة. مع ذلك، طالما أن اللّقاح لم يجتاز المراحل الثّلاثة من التّجارب السريرية ولم يتمّ اختبار نتائجه من قبل سلطة صحّيّة موضوعيّة، فلا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان بالفعل آمنًا وفعّالًا.
ولقاح المعهد البيولوجيّ؟
بدأ لقاح المعهد البيولوجيّ مؤخّرًا بالمرحلة الأولى من التّجارب السّريريّة لاختبار سلامته. وتشير تصريحات كادر المعهد إلى أنّ المرحلة الثّانية الّتي تهدف إلى اختبار فعالية اللّقاح ستبدأ قريبًا. يعتمد هذا اللّقاح أيضًا على فيروس غير خطير على الإنسان ويحتوي على تعليمات لبناء هذا البروتين الفيروسي. لِذا علينا التّحلّي بالصّبر لمعرفة ما إذا كان اللّقاح سيجتاز التّجارب السّريريّة بنجاح.
التدقيق اللغوي: إسراء زعبي
الإشراف العلمي والتحرير: رقيّة صبّاح أبو دعابس