تحريك اليد بقوة التفكير

عام 2014، تمّ زرعُ رقاقة كمبيوتر صغيرة في دماغ إيان بوركهارت (Burkhart) البالغ من العمر 23 عامًا. تعرض إيان للشلل في ساقيه ويديه بعد تعرضه لحادث مروري قبل ذلك بأربع سنوات، وكان الهدف من زراعة الرقاقة استعادة عمل إحدى يديه، بعد عامين مُرهِقَين من العمل مع الرقاقة، أصبح بوركهارت قادرًا على تحريك يده بمستوًى وظيفي لا بأس به. فقد بدأ بالتقاط الأشياء، مزج المشروبات، وحتى العزف على الغيتار.

كيف يحدث ذلك

الرقاقة المزروعة في دماغ بوركهارت مُبرمَجة لفك تشفير الرسائل العصبية المتعلقة بالتحكم في العضلات، وحتى الأفكار المتعلقة بالتحكم في العضلات. تقوم الرقاقة بنقل الرسائل التي فكّت تشفيرها إلى أقطاب كهربائية في كُمّ خاص يلتف حول الذراع المشلولة، مما يحفز العضلات المناسبة بواسط إشارات كهربائية ويتيح تنفيذ الوظيفة المطلوبة. في الواقع، يسمح النظام بنقل الرسائل العصبية مباشرة من الدماغ إلى العضو المنفّذ، دون المرور بالحبل الشوكي المتضرر.

نُشرت نتائج العمل مع بوركهارت في المجلة العلمية Nature. وقد ذكر الباحثون في جامعة أوهايو أن أحد أكبر التحديات التي واجهوها كان برمجة الرقاقة بحيث تستقبل وترسل الإرشادات الخاصة بتحريك اليد المشلولة. للقيام بذلك، كان عليها تحديد الرسائل "الصحيحة" وتجاهل الرسائل العصبية الأخرى. استمر تطوير الرقاقة ما يقارب العشر سنوات قبل التمكن من زراعتها في الدماغ. وقد كان هناك تحدٍ آخر للباحثين ولبوركهارت، وهو الحاجة إلى إعادة تأهيل عضلات الذراع، التي ضمرت منذ وقوع الحادث، ما تطلب عملا شاقا باستخدام أقطاب الكُمّ.

إثر النجاح الذي تمّ تحقيقُه، يخطط الباحثون لإجراء تجربة أخرى مع شخص آخر. 

الترجمة للعربيّة: بنان مواسي
التدقيق اللغوي: أ. موسى جبران
التدقيق العلمي والتحرير: رقيّة صبّاح أبو دعابس