الشهران الفائتان كانا حافلين بالأحداث على الصعيد الصحيّ في العالم أيضًا، إليكم ملخّصًا لأبرز ما ورد
توفّيت مؤخّرًا شقيقتان في مقاطعة أمبوسيترا بجزيرة مدغشقر بشرق أفريقيا، بسبب مرض يشتبه أنّه مرض الطاعون. ودُفنتا خارج مقبرة العائلة وفقًا للتعليمات الصحّيّة المحلّيّة، لمنع انتشار المرض مرّةً أُخرى في حال فتح القبر. عانت والدة الطفلتيْن أيضًا من مرض مماثِل. حيث رقدت في المستشفى ويبدو أنّها تتعافى في هذه الأثناء. يستوطن مرض الطاعون في مدغشقر بشكل عام وفي هذه المقاطعة بشكل خاص. وسنويًا يتم اكتشاف حالات جديدة.
حتّى عام 1990، لم يكن هناك شيء في مدغشقر بفضل الإدارة الصحّيّة الجيّدة والسيطرة على تجمّعات الآفّات التي تحمل البكتيريا معها. ومنذ ذلك الحين، تفاقم الوضع، وأُبلغ سنويًّا عن حوالي مائتيْ حالة جديدة، وازداد الوضع سوءًا في بعض المناطق. يبلغ عدد سكان مدغشقر حوالي 13 مليون نسمة، إلّا أنّ ما يقارب نصف حالات الطاعون تحصل في القارة الأفريقيّة.
مرض شلل الأطفال في غزّة
طُعّمَ أكثر من نصف مليون طفل في نهاية الجزء الأوّل من حملة التطعيم، والتي استمرّت 12 يومًا. قامت الفرق الثابتة والمتنقّلة، التي تمّ تنسيق عملها مسبقًا، بتطعيم الأطفال بالجرعة الأولى من اللقاح المُضعّف الجديد ضدّ السلالة 2، خلال فترات وقف إطلاق النار التي استمرّت لتسع ساعات، ممّا سمح بتطعيم الأطفال بأمان. نظّمت مبادرة "القضاء على مرض شلل الأطفال" حملة التطعيم بسرعة فائقة، التي تقود الجهود العالميّة للقضاء على فيروس شلل الأطفال من العالم، كما فعلت بنجاح في السابق مع فيروس الجدريّ.
يتكاثر فيروس شلل الأطفال في أمعاء الإنسان فقط. ليس لديه مضيفات طبيعيّة بين الحيوانات، وبالتالي، من الناحية النظريّة، يمكن القضاء على المرض. يعدّ اللقاح المضعّف أفضل وسيلة لمنع انتقال الفيروس من شخص لآخر، لكن الفيروس المضعّف نفسه قد يصبح في حالات نادرة خبيثًا مرّةً أخرى، إذا كان عدد غير المحصنين ضدّه مرتفعًا جدًّا بين السكّان.
الفيروس الموجود في مجاري قطاع غزّة هو من هذا النوع، والذي قد تسرّب عندما توقّفوا عن التطعيم في العالم ضدّ الفيروس 2 الأساسيّ، ولهذا تمّت حملة التطعيم. قد صُمّم اللقاح الجديد خصّيصًا لمنع حدوث سيناريو آخر من هذا القبيل، وتنفّذ مثل هذه العمليّات طوال الوقت في جميع أنحاء العالم. من بين فيروسات شلل الأطفال الأصليّة، لم يبق حتّى الآن سوى السلالة رقم 1، في منطقة باكستان وأفغانستان، حيث يوجد عدد لا بأس به من رافضي اللقاح الذين يحافظون على بقائه.
وقد نجت السلالة المركّبة 2 المنتشرة الآن في غزّة من المحاولات التي جرت في العقد الماضي لوقف التطعيم ضدّها، ولا يزال الطريق إلى انقراضها طويلًا. ومن المقرّر أن يحصل الأطفال على جرعة ثانية من اللقاح خلال الشهر المقبل، إذا سمح الوضع العسكريّ في قطاع غزّة بذلك.
طُعّم أكثر من نصف مليون طفل. حملة تطعيمات ضدّ مرض شلل الأطفال في غزّة | Anas-Mohammed, Shutterstock
الكورونا
ينتشر في الفترة الأخيرة نوع جديد من فيروس كورونا، XEC، في جميع أنحاء العالم. اكتُشِفَ المتحوِّر XEC لأوّل مرّة في ألمانيا في حزيران، ويهدّد الآن بأن يحلّ محلّ المتحوّر المعدي والأكثر شيوعًا، والمعروف باسم KP.3.1.1. صُمّمت لقاحات كورونا الجديدة المتوقّع وصولها قريبًا ضدّ المتحوِّر KP.2، الذي سبق KP.3.1.1 ويجب أن تكون فعّالة ضدّه أيضًا، ونأمل أيضًا ضدّ XEC الجديد.
في إسرائيل، بحسب نظام الاستخبارات الصحّيّة، مرّت ذروة موجة الكورونا الحاليّة، ولا تزال معدّلات الإصابة المنخفضة مستقرّة. لا يوجد أيّ اختبار مؤسّسيّ تقريبًا، لذلك ليس من المعروف حقًّا عدد الأشخاص المرضى حاليًّا. يبلغ عدد الوفيات في إسرائيل منذ ظهور الوباء 13,135.
ويظهِر ملخّص الدراسات الجديدة أنّ التطعيم يقلِّل من خطر الإصابة بمرض مزمن بعد تجاوز مرض كورونا، تلك المضاعفات الصحّيّة التي تتطوّر لدى مرضى كورونا، بغضّ النظر عن شدّة مرضهم. وكان كلّ من الأطفال والبالغين الذين كان مرضهم الأصليّ خفيفًا يعانون من هذه المضاعفات، ولكن كلّما زاد عدد التطعيمات التي تلقّاها المريض قبل مرضه، انخفض خطر الإصابة بهذه المضاعفات، بنسبة تصل إلى عشرات بالمائة. ولذلك، يوصي مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بمواصلة التطعيم بجرعات معزّزة تتكيّف مع السلالات الحاليّة.
لقد مرّت ذروة موجة الكورونا الحاليّة في إسرائيل. اختبار المستضدّ الإيجابيّ لكورونا | Lea Rae, Shutterstock
حمى النيل الغربيّ
وحتّى الآن، خلال هذا العام غير العاديّ، أُكّدت إصابة 904 مريضًا بحمى النيل الغربيّ، توفّي منهم 69 شخصًا على الأقل. انخفض عدد المرضى بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، والأمل معقود على اقتراب نهاية موسم المرض. وما تزال إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي أُبلِغ فيها عن حالات إصابة بشريّة بهذا القدر. ومع ذلك، فقد عُثِر في بلدان أخرى على دواجن مريضة وبعوض مصاب بنسب كبيرة.