وفاة شاب أصيب بالأميبا ناجلريا فوليري، في حين أدّت عدوى السعال الديكيّ مؤخّرًا في وفاة رضيع في البلاد، وتسبّبت الإصابة بمرض التيتانوس إلى إدخال طفلة إلى المستشفى، وذلك في ظلّ اندلاع عدوى حُمّى غرب النيل الآخذة في الانتشار، بالإضافة إلى موجة جديدة لعدوى فيروس كورونا.
أصيب شاب يبلغ من العمر 26 عامًا بأميبا نيجلرية دجاجية Naegleria fowleri التي تسبب التهاب الدماغ. وقد أُبلغ عن وفاة الشاب في الأمس، بعد محاولات حثيثة ومتواصلة للأطباء في مستشفى بيلينسون لإنقاذ حياته لعدة أيام. الفرضية الأولية هي أن الشاب أصيب بالعدوى في شاطئ جاي في بحيرة طبريا. الاختبارات الأولية التي أُجريت لبرك المياه في المكان كانت طبيعية، وذلك حتى يوم الخميس 4 يوليو 2024.
هذه هي الحالة الثانية في إسرائيل لشخص يُصاب بهذه الأميبا القاتلة، بعد أن توفي المريض الأول في صيف 2022. تعيش الأميبا فقط في المياه العذبة وتدخل إلى الدماغ عبر الأنف. المرض الذي تسببه الأميبا نادر جدًا، حيث يتم تسجيل بضع مئات من الحالات في العالم سنويًا، وعادة ما يكون قاتلًا، رغم أن الأطباء في حالات نادرة يتمكنون من إنقاذ المرضى.
حمى غرب النيل
تم تشخيص ما لا يقل عن 267 حالة إصابة بحمى غرب النيل في البلاد حتى 8 يوليو 2024. وقد توفي أربعة عشر من المصابين جراء إصابتهم بالعدوى.
وفقًا لجهاز الاستخبارات الصحية، لا توجد أمراض غير طبيعية في نطاقها في الدول المجاورة لإسرائيل، ولكن أيضًا في أوروبا وأمريكا الشمالية تم العثور على طيور وبعوض مصابة بهذا الفيروس بمعدل مبكر وغير معتاد عن المتوسط السنوي.
وفقًا لبيانات وزارة الزراعة، يبدو أن الأجسام الناقلة للعدوى في البلاد هي الطيور الشائعة في المدن والطبيعة، وهي مصدر الفيروس الذي ينقله البعوض. لم تُلاحظ أي أمراض غير طبيعية في الطيور الداجنة. قد تكون التغيرات المناخية هي المسؤولة عن الانتشار غير المعتاد للمرض.
السعال الديكي
نهاية الشهر المنصرم توفّي رضيع من منطقة القدس عن عمر يناهز الخمسة أسابيع عقب إصابته بمرض السعال الديكيّ. عدا عن أنّ والدته لم تتلقَّ اللقاح خلال فترة الحمل، فقد تعذّر إعطاء الرضيع اللقاح الوقائيّ للمرض نظرًا لصغر سنّه. فعادةً ما تُعطى الجرعة الأولى من لقاح السعال الديكيّ الوقائيّ للأطفال عند بلوغهم سنّ الشهرين، وفي حالات تفشّي المرض يمكن استعجال الجرعة إلى الرضّع ذوي 6 أسابيع في أدنى حدّ، نظرًا لعدم فاعليّة اللقاح لمن هم دون الستّة أسابيع من العمر. لذلك فإنّ الطريقة المعتمدة الوحيدة لحماية الرضّع حديثي السنّ هي تطعيم الأمّ بين الأسبوعين 27 و36 من الحمل. يرفع اللقاح الذي تتلقّاه الأمّ مستوى الأجسام المضادّة ضدّ السعال الديكيّ في دمها، ثمّ تنتقل هذه الأجسام المضادّة عبر المشيمة إلى الجنين، وتحميه بشكل مؤقّت، حتّى يتمكّن من تلقّي اللقاح بنفسه كجزء من التطعيم الخُماسيّ.
يُذكر أنّ هذه الحالة هي الحالة الثالثة التي يقع ضحيتها رضيع حديث السنّ، منذ بدء موجة المرض في بداية عام 2023. إذ توفّي رضيع غير مطعّم في يونيو 2023 بعد إصابته بالسعال الديكيّ، وفي يناير الماضي، توفّي رضيع آخر عمره شهران عقب إصابته بالمرض في عمر خمسة أسابيع، وكانت والدته لم تتلقَّ اللقاح خلال الحمل أيضًا.
وفقًا لنظام المعلومات الصحّيّة في إسرائيل سُجّلت أكثر من 500 حالة إصابة جديدة بمرض السعال الديكيّ خلال شهر مايو فقط، أو بكلمات أخرى: نحن بصدد موجة مَرَضيّة محتدمة في جميع أنحاء البلاد. نظرًا لأنّ السعال الديكيّ يفتك في حوالي 1% من الرضع غير المطعّمين الذين يصابون به، عليكم بالحيطة والحذر لحماية أطفالكم من خلال التطعيم أثناء الحمل، وتلقي اللقاحات الروتينيّة وفقًا للبرنامج، وهي حتمًا منقذة للأرواح.
تطعيم الأم الحامل هي الطريقة الوحيدة لحماية الرضّع الذين تقلّ أعمارهم عن شهر ونصف. امرأة حامل تتلقّى اللقاح | Shutterstock, Marina Demidiuk
خطر على كلّ من لم يتلقَّ اللقاح
ومن الأمراض الخطيرة التي يمكن الوقاية منها عبر اللقاح، التيتانوس (والذي يعرف أيضًا بمرض الكزاز)، الذي أصاب طفلة عمرها سبع سنوات في البلاد الشهر الماضي. وفقًا لمراسل YNET، أدير يانكو، رفض والدا الطفلة المصابة تطعيمها في السابق، فأُصيبَت بمرض التيتانوس جراء جرح تعرّضت له، وهي الآن في حالة خطيرة في وحدة العناية المركزة بالمستشفى.
عادةً ما تُعطى جرعة لقاح التيتانوس في نفس التطعيمة التي تشمل جرعة لقاح السعال الديكيّ. تعرف هذه التطعيمة بـ"التطعيمة الخُماسيّة"، وهي تُعطى للأطفال الرضّع عند بلوغهم الـ 2، 4، 6 وَ12 شهرًا. يحصل الأطفال على تطعيمة تعزيزيّة إضافيّة في الصف الثاني والثامن، وكذلك قبيل تجنيدهم للجيش (وكذلك عند بلوغهم سن ال18). تقتضي الوقاية من التيتانوس تجديد التطعيمة مرّةً كلّ عشر سنوات، ويوصي الأطباء أحيانًا تجديده بعد خمس سنوات عند تعرّض المريض لأنواع معيّنة من الإصابات.
التيتانوس هو مرض غير معدٍ ولا ينتقل من شخص لآخر، بل يُصاب به الفرد عادةً عندما يتعرّض للبكتيريا المتواجِدة في التربة، حيث يمكن لهذه البكتيريا أن تظلّ ساكنةً لسنوات طويلة، على هيئة أبواغ مقاومة (المفرد: بوغ، بالإنجليزية: Spore). عند التعرّض لجرح، يمكن لهذه الأبواغ أن تخترق الجسم فتتحول إلى بكتيريا نشطة، الّتي تقوم بإفراز سموم حيويّة، فتتسبَّب بظهور أعراض خطيرة تشمل تشنجات عضليّة شديدة، والتي قد تؤدّي إلى الشلل أو حتّى إلى كسور في العظام. ومن الجدير بالذكر أنّه ما بين العامين 1950 وَ1952، سُجّلت حوالي مائة حالة إصابة سنويّة في إسرائيل، وأنّ حوالي خمسين رضيع أصيبوا بهذا المرض عام 1954، إلّا أنّ عدد الحالات انخفض بشكل كبير منذ بدء تقديم اللقاح في عام 1955، إلى حدّ أنّ بعض الناس يظنّون بشكل خاطئ أنّ المرض قد اختفى من العالم. وذلك لأن انتشار أبواغ التيتانوس لا تعتمد على تطعيم البشر، ومن لا يتلقَّ التطعيم يعرّض نفسه لخطر الإصابة يوميًّا.
بالرغم من امتلاك الطب الحديث لأدواتٍ فعّالة لعلاج المرض في يومنا هذا، إلّا أنّ العلاج يستغرق أسابيع عدّة مصحوبة بالآلام المبرحة. وتتراوح نسبة الوفيّات عند المرضى ما بين 10% وَ20%، حتّى مع أفضل العلاجات المتاحة. أضف إلى ذلك، إنّ الإصابة بالتيتانوس لا توفّرالمناعة ضدّه، لذا يجب على الناجين تلقّي اللقاحات في المستقبل، لتجنّب عودة المرض. أما في دول العالم الثالث، فما زالت تُسجل عشرات الآلاف من الحالات سنويًّا، يشكّل الرضع غالبيتها إثر إصابتهم بالأبواغ أثناء الولادة. يتضمّن لقاح السعال الديكيّ الذي يُعطى أثناء الحمل لقاح التيتانوس، ممّا يحمّي الأم والجنين من هذا الخطر الداهم.
بالإضافة إلى التيتانوس والسعال الديكيّ، تشمل التطعيمة الخماسيّة التي تُعطى للأطفال ضمن لقاحات الروتينيّة في إسرائيل الحماية ضدّ مرض الخناق (الدفتيريا) القاتل، ومرض شلل الأطفال المسبّب لشلل العضلات، وبكتيريا HIB الّتي تسبّب التهاب السحايا الحادّ بين الرضّع والصغار.
تفرز البكتيريا سمومًا تسبّب أعراضًا خطيرة، تشمل تشنّجات عضليّة شديدة قد تؤدّي إلى الشلل وكسر العظام. صورة توضيحيّة لشخص يعاني من التيتانوس | Shutterstock, Kateryna Kon
حُمّى غرب النيل تستمر في الانتشار
أعلنت وزارة الصحّة نهاية الشهر الماضي أنّ عدد الحالات المؤكّدة لحُمّى غرب النيل قد بلغ 81 حالةً، تتخلّلها سبع حالات وفاة. كما تمّ إخضاع 64 مريضًا للعلاج في المستشفيات، تمّ إيصال ستّة منهم بأجهزة تنفّس اصطناعيّ. ويُعتبر كبار السنّ والأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعيّ، من الفئات الأكثر عرضةً لخطر الإصابة بالمرض. يوصى الأشخاص المصنّفين لهذه الفئات تجنّب لدغات البعوض قدر الإمكان، حيث أنّها الوسيلة الوحيدة لنقل المرض. في الوقت الحاليّ، لا يوجد لقاح أو علاج محدّد للمرض، ويقتصر العلاج على تقديم الرعاية الداعمة فقط.
تُوصى الفئات المعرّضة للخطر بتجنّب لدغات البعوض قدر الإمكان، حيث أنّها الوسيلة الوحيدة لنقل المرض. بعوضة على ذراع إنسان | Shutterstock, frank60
مرّةً أخرى - كورونا
تشهد إسرائيل في الآونة ذاتها زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا. وفقًا للمعلومات التي تصدر معظمها من المستشفيات حاليًّا، باعتبارها الجهة الرسميّة المسؤولة عن إجراء اختبارات كورونا في البلاد، تتزايد عدد الحالات اليوميّة المؤكّدة بشكل مستمرّ منذ بداية شهر يونيو، وبالتالي أيضًا عدد المرضى الذين يتمّ إدخالهم إلى المستشفيات بسبب مرض كورونا. يوصى الأشخاص المصنّفين للفئات المعرضة للخطر النظر في ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة، وتجنّب الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، حتّى ينخفض مستوى الإصابات.