في هذه التجربة، سوف نبذل مجهودًا كبيرًا لمدة 45 ثانية حتى نشعر بأن أيدينا عديمة الوزن وتطير في الهواء.

المعدات

صديق أو صديقة بإمكانهم مساعدتكم في تطبيق التجربة.

يمكنكم تطبيق التجربة بمفردكم، إذا قمتم بوضعها في مدخل ضيق بما فيه الكفاية لمنع أيديكم من الارتفاع. للتوضيح، شاهدوا الفيديو.

 

مسار التجربة

يمكنكم مشاهدة سير التجربة في الفيديو التالي:

 

شرح

يقوم جسمنا بنقل معلومات عن حالة الجسم إلى الدماغ بشكلٍ مستمر بمساعدة الحواس. يُعالج الدماغ المعلومات التي تصل، ومن ثمّ فإنه يعرف ويفهم حالتها.

لمنع البلبلة التي قد تحصل نتيجة استقبال المعلومات الزائدة، يعرف كل من دماغنا والنظام العصبي بأكمله كيفية تجاهل المعلومات التي لا تتغير كثيرًا بمرور الوقت. على سبيل المثال، نشعر أننا نرتدي قميصًا علينا بعد مرور بضع ثوانٍ فقط من ارتدائه. في غضون فترة زمنية قصيرة للغاية، يختفي هذا الشعور ولا نُعير أيّ اهتمام لملمس القميص على جلدنا. يحدث الشيء ذاته عندما نزور المستشفى - نشمّ في البداية رائحة قوية جدًا من المواد المطهرة والأدوية، لكن الأمر لا يستغرق وقتًا طويلاً حتى نظنّ أنها قد اختفت. لم تختفِ الرائحة فعلًا، بالطبع - ببساطة يتجاهلها نظامنا العصبي (مجسات الأنف الشمية ومراكز المعالجة في الدماغ) عندما يدرك أنها تبقى كما هي لفترة طويلة بما فيه الكفاية - ومن ثم نظن أن الرائحة اختفت.

في هذه التجربة، تحاول أيدينا الارتفاع نحو الأعلى، لكنها لا تنجح في فعل ذلك على الرغم من أننا نجهد عضلاتنا بكل ما أوتينا من قوة، بحيث أنها تتصرف كما لو كانت ثقيلة للغاية. هذا ما يحدث في الجزء الأول من التجربة. إذا واصلنا التجربة لفترة طويلة بما فيه الكفاية، فإن دماغنا يتكيف مع شعور "الثقل" ويقرر أن هذا هو الأمر الطبيعي.

بمجرد أن نتوقف عن التمسك باليدين، يحدث تغيير حاد في المعلومات التي تصل من الحواس إلى الدماغ - تبثّ الأيدي شعورًا طبيعيًا، كما لو أنها لم تعد ثقيلة، لكن بما أنّ الدماغ قد اعتاد فعليًا على شعور الثقل في اليدين، فإنه يفسر الحالة الطبيعية كما لو كانت الأيدي عديمة الوزن - مقارنةً بالماضي.

في هذه الحالة، ترتفع الأيدي في بعض الأحيان من تلقاء نفسها، لأنّ الدماغ يواصل في بثّ التعليمات إلى عضلات اليدين "الثقيلة" لتشغيل القوة نحو الأعلى ونحو الجوانب حتى تبقى ضمن مسافة عادية عن الجسم. بعد مرور بضع ثوان، يعتاد الدماغ من جديد على الوزن الطبيعي لليدين ويعود لها الإحساس اليومي المعتاد - ومن ثمّ فإن الوهم يختفي.

 

من الجدير بالذكر

التكيّف وهذه المقارنة بين الأحاسيس هي المبادئ الأساسية للجهاز العصبي. كما في هذه التجربة، تستطيع في بعض الأحيان أن تقوم بإنشاء مشاعر غريبة عندنا. على سبيل المثال، إذا قمنا بارتداء قبعة على الرأس لفترة طويلة، فإننا عندما نقوم بنزعها سوف نظل نشعر بأنها لا تزال فوق الرأس لفترة من الوقت.

 

 

 

 

 

الترجمة للعربيّة: بنان مواسي

0 تعليقات