تنثر الإعلانات على الشبكة مديحها على ملصقات القدم التي "تزيل السموم من الجسم"، لكن ليس هناك أيّ أساس علميّ لطرق "إزالة السموم": فهي غير مفيدة وقد تكون ضارّة. مثل أيّ طريقة غير طبّيّة لإزالة السموم، الشيء الوحيد الذي تساعد اللاصقات في التخلّص منه هو المال

قبل أيّام قليلة، بينما كنت أتدرّب على اللغات من خلال تطبيق على الجوال، ظهر فيديو إعلانيّ عن ملصقات يابانيّة ذكيّة. بحسب الإعلان، هي ضمادّات "التخلّص من السموم" (Detox)، التي تُلصق على كفتي القدمين قبل النوم لإزالة الأوساخ والسموم التي تراكمت في الجسم أثناء الليل. يظهر في الفيديو، كيف أنّه في الصباح، بعد الاستخدام، تحوّل لون الضمادّات من أبيض إلى أسود-أخضر، مثيرًا للاشمئزاز، تمامًا كما تتخيّلون رؤية شيء قد أخرج مواد خطيرة من جسمك.

نظرًا لعدم وجود دليل على فعاليّة وسائل إزالة السموم غير الطبّيّة، فقد تمّ الافتراض أنَّ هذه الملصقات والمنتجات المماثلة لها، مجرّد خدعة أيضًا. على الرغم من ذلك، فتح معهد دافيدسون "محفظته" وطلب بعض الملصقات للتمكُّن من التحقّق منها عن كثب. كشف الفحص والتحقيق أنه لا يوجد بالفعل للأمر أيّ أساس- على الرغم من أنَّ الملصقات تغيّر لونها فعلًا، إلّا أنَّ هذا لا علاقة له بالسموم أو تصريف "الرواسب والأحماض".

איור של כבד מאושר | איור: Elena Pimukova, Shutterstock
لا يحتاج مُبطل مفعول السموم في الجسم إلى التنظيف. رسم توضيحيّ لكبد "سعيد" | رسم توضيحي: Elena Pimukova, Shutterstock
 

تنظيف السموم بسرعة

نواجه في الحياة اليوميّة السموم باستمرار. يمكنها أن تكون في المواد الوقائيّة الموجودة بشكل طبيعي في النباتات في السّلطة الّتي نأكلها، والملوثات التي تنبعث في الهواء من السيارات أو المصانع، ومواد مثل الفورمالديهايد التي تتشكّل بشكل طبيعيّ في أجسامنا وغيرها العديد. إنَّ مجرد تعريف مادّة ما على أنّها "سامّة" أو "غير سامّة" هو أمر إشكاليّ: جرعة كبيرة لأيّ مادة، حتّى الماء، قد تُسبِّب تسمّمًا. لحسن الحظّ، ظهرت خلال عملية التطوّر العديد من الآليات في أجسامنا لمعالجة النفايات، لتفكيك وتحييد المواد الضارّة وإزالة المواد السامّة. في كلّ زيارة للحمام نقوم بإخراج المخلفات - سواء كانت فضلات صلبة أو مواد تفرز في البول. يساعد الجهاز التنفسي أيضًا في التخلص من بعض السموم، مثل الكحول أو الأسيتون.

إنّ المسؤوليْن الرئيسيّيْن لتنظيف الجسم من السموم هم الكبد والكليتان. يقوم الكبد بتحييد المواد السامّة حتّى يتمّ إخراجها من الجسم، وتقوم الكلى بتصفية المواد السامّة القابلة للذوبان في الماء، والتي تفرز مع الماء الزائد في البول. طالما أنَّ هذه الأعضاء سليمة فإنّها لا تحتاج إلى الراحة، التنظيف أو المساعدة، وإذا تضرّرت، لا يمكن لأيّ صيام عن الماء أو العصائر، ضخّ الأكسجين، حقنة خطيرة أو أيّ ملصقات للأقدام أن تكون قادرة على مساعدتها أو استبدالها.

على الرغم من ذلك، يدّعي مسوّقو ملصقات التخلّص من السموم، ومسوّقو الطرق الأخرى، أنّ السموم تتراكم في الجسم، وأنّ تخلُّصنا منها فقط -بمساعدة تلك الملصقات طبعًا- سنحصل على تحسّن في نطاق واسع من الأعراض والمشاكل. في إعلانات بعض الشركات، يمكننا الانكشاف إلى مزاعم بأنَّ الملصقات: ستؤدّي إلى فقدان الوزن، ستقلّل من العصبيّة، ستحسّن جودة النوم، الجهاز المناعي والقدرة على التركيز، ستزيد من تدفّق الدم، ستساعد ضدّ الألم وألم عضلي ليفي (الفيبروميالغيا)، تعالج مشاكل الجلد وحتّى أنّها تؤخّر الأمراض التنكسيّة.

 

המשווקים טוענים שלמדבקות לניקוי רעלים יש השפעות מטיבות שונות | מקור: צילום מסך מסרטון פרסומת
لا يوجد أيّ أساس لهذه الادعاءات. يدّعي المسوّقون أنَّ لملصقات التخلّص من السموم تأثيرات مفيدة مختلفة |  المصدر: لقطة من فيديو تجاريّ
 

لا يوجد أيّ دليل على صحّة هذه الادّعاءات. لذلك، إذا بحثنا جيّدًا، يمكننا أن نجد في مواقع الشركات نصًّا بخطّ صغير يوضّح عدم وجود مؤشّر طبّيّ لاستخدام هذه الملصقات، وأنّها غير معدّة للتشخيص، للعلاج، للشفاء أو لمنع المرض. حتّى أنَّ إحدى الشركات كانت صريحة بشكلٍ صادم وكتبت أنّها لا تضمن موثوقيّة المعلومات الموجودة على موقعها الإنترنتيّ، جودتها أو دقّتها، ولا تتحمّل أيَّ مسؤولية عمّا سيحدث لأولئك الذين يختارون استخدام الملصقات. هذا أَمرٌ مطمئن للغاية بدون شكّ!

هناك سبب وراء اعتراف معظم الشركات، وإن كان ذلك بصوتٍ خافت، بأنَّ منتجها ليس مخصّصًا لأيّ استخدام طبّيّ. في عام 2009، اتّهمت لجنة التجارة الفيدراليّة الأمريكيّة (FTC) يهودا ليفين وباروخ ليفين وشركتهما، بقيامها بنشر إعلانات مضلّلة حول منتج قاموا بتسويقه - ملصقات كينوكي (KINOKI) للأقدام. وفقًا للجنة التجارة الفيدراليّة، زعمت الشركة أنَّ استخدام ضماداتها سيزيل السموم، المعادن الثقيلة، النفايات الأيضيّة، الطفيليات، المواد الكيميائيّة، السيلولايت والوزن الزائد من الجسم. كما ادّعت إعلانات الشركة أيضًا، أنَّ "السرّ اليابانيّ القديم للصحّة المثاليّة" سيعالج الاكتئاب، التعب، السكّريّ، التهاب المفاصل، ارتفاع ضغط الدم وضعف جهاز المناعة. بالإضافة إلى ذلك، كذبت الشركة وادّعت أنَّ لديها أدلّة علميّة على أنّ المنتج يزيل بالفعل المواد السامّة من الجسم.

دفع الشريكان ليفين وشركتهما ثمن قيامهم بالكذب الواضح. مُنعوا من الترويج، البيع أو المساعدة في بيع أيّ مكمل غذائيّ، طعام، دواء أو الأجهزة الطبية، بالإضافة إلى موافقتهم على سداد 14.5 مليون دولار، وهو المبلغ الذي كسبوه من بيع الملصقات.

بالرغم من ذلك، تواصل العديد من الشركات الأخرى بيع ملصقات "التخلص من السموم" مشابهة أو مماثلة، لتلك التي تم تسويقها من قبل الشريكين ليفين وشركتهم وبوعود مماثلة. لكن في محاولة للتهرّب من الرقابة، يقومون بتسويق ذلك من خلال إعلانات تتضمّن في معظم الحالات صيغ تلميحيّة أكثر، مصحوبة ببيانات مموَّهة تشير لعدم فاعليّتها.

מדבקה במרכז כף רגל ימין | צילום: נעם לויתן
تدعي الشركات أنَّ النوم مع ضمادات وهي قريبة من أخمص القدم ستنظف الجسم من السموم. ملصقة في وسط القدم اليمنى | تصوير: نعوم ليفياتان
 

تجربة الرجل الطويلة والمظلمة

على الرغم من الشكوك الراسخة بأنَّ الملصقات التي طلبها معهد دافيدسون كانت - بكلمة واحدة - هراء، فقد ضحيْت بساقيّ للتجربة. أخذت إلى المنزل مجموعة من الملصقات المسوّقة بواسطة شركة في ليتوانيا، وتصنع في مقاطعة آنهوي في الصين، لكنّه بالرغم من ذلك مطبوعٌ عليها، إلى جانب صورة الخيزران الرطب، ملصق مكتوبٌ عليه "بجودة يابانيّة". قبل أن أنام، فتحت العبوة ووجدت فيها خمسة أزواج من الملصقات الكبيرة. وفقًا للتعليمات، عليك استعمال ملصقيْن في كلّ مرّة، بحيث تلصق أحدهما في منتصف إحدى كفتي القدم والأخرى في منتصف القدم الأخرى، أو في "أي جزء آخر من الجسم تريد إزالة السموم منه".

بدأت بالقدم اليمنى ولصقت الملصق على أخمص القدم، مع وضع الجانب الناعم من الملصق بالقرب من الجلد. قمت أيضًا بإلصاق ملصق على كفّ قدمي اليسرى، وذلك على ضوء احتجاجات شريكي حول الأوساخ التي أضعها في الواقع على السرير، ذهبت للنوم. في الحقيقة، يزعم جميع مصنعي الملصقات أنّها تحتاج ما بين ستّ إلى ثماني ساعات للقيام بعملها، وأنّهم يعملون بشكلٍ أفضل أثناء النوم.

نزعت في الصباح الملصقات عن قدمي وصُدمت! كانت رائحة الملصقات كريهة، وبدلًا من الضمادة البيضاء التي كان بداخلها مسحوق رماديّ، استقبلني شيء يشبه كيس شاي مبلّل مشمّع ولزج، لونه أسود مقزّز. رميت "خليط القدمين" هذا إلى سلّة المهملات، ثم ذهبت على أطراف أصابع قدمي لغسل قدمي جيّدًا، لأنَّ أجزاء القدم التي قضت الليل مغطّاة بالملصق كانت تتعرّق، وبقايا الغراء وربّما المواد الأخرى من الضمّادة تركت شعورًا مزعجًا. على حدّ قول السيّدة يتسحاقي: مقرف للغاية.

قد يكون التحوّل الذي مرّت به الضمّادة بين عشية وضحاها مثيرًا للإعجاب، لكن لا علاقة لذلك بـ "تنظيف السموم". لم تمتصّ الملصقات شيئًا من جسدي أثناء الليل (وأتمنّى أنّها لم تُدخِل شيئًا إليه أيضًا)، سوى أنّها غيّرت لونها بسبب خدعة بسيطة، تساعد في تضليل الزبائن.

פדים שהיו דבוקים לכף הרגל בזמן השינה | צילום: נעם לויתן
أطلقت الملصقات رائحة كريهة وغيّرت الضمادات لونها. الضمّادات التي التصقت بكفّ القدم أثناء النوم | الصورة: نعوم ليفياتان

مياه الأرجل

إذن ماذا حدث هنا؟ تحتوي الضمادات على مواد كيميائيّة تغيّر لونها كاستجابة للرطوبة. هذا أيضًا هو السبب في أنَّ الملصقات تعمل "بشكلٍ أفضل" عندما يتمّ لصقها بأخمص القدم: بكلّ قدم هناك حوالي 125 ألف غُدّة عَرقيّة وفي أخمص القدم هناك أعلى تركيز للغدد العَرقيّة لكلّ سنتيمتر مربع، وتنتج حوالي 285 ميليلترًا من العرق يوميًّا. يخترق هذا العرق الضمّادة ويبلّل المسحوق الموجود بداخلها ويتسبّب في تغيير لونها وملمسها.

يمكن أن يحدث هذا التغيير باللون بسهولة، دون الحاجة إلى لصق أشياء على القدمين أو الأعضاء الأخرى. على سبيل المثال، قمت بتقطير بعض الماء على إحدى الضمّادات، وكشفتُ ضمادة أخرى لبخار يتصاعد من غلاية كهربائية تغلي، ولصقتُ أُخريات بمناشف نظيفة منقوعة في ماء أو عصير، وبشكلٍ غير مفاجئ، جميعها غيّرت لونها - كما يحصل مع كيس شاي عادي - وانتشرت رائحة كريهة.

المكوّن الرئيسيّ للمسحوق الموجود داخل الضمادات هو الحمض الخشبيّ (حمض البيروليجنيوس)، وهو حمض مستخرج من الخشب أو البامبو (الخيزران). يتمّ إنتاج "الخلّ" خلال عمليّة تحضير الفحم الشجريّ: تسخين الخشب بدون وجود أكسجين يسبّب انبعاث سوائل وغازات، وكلّ هذه - الغازات بعد التكثيف - يتمّ جمعها على شكل خلّ خشبيّ، لونه بنيّ محمّر أو بنيّ غامق. يتكوّن خلّ الخشب من حمض الخليك، أسيتون والميثانول وغيره. يترك تجفيف الخلّ خلفه مسحوقًا رماديًّا-أبيض، وهو نفس المسحوق الذي تملأ به الضمّادات. عندما يُبلَّل المسحوق، يتشكّل الخل مرّةً أخرى، وهو ما يفسّر لون الضمّادة المبلّلة والرائحة التي تنبعث منها. الخلّ هو أيضًا سبب التحذيرات التي تظهر، بخطّ صغير، في كتيب مرفق مع الملصقات: بأنّه يمكن أن يسبب تهيّجًا أو حروقًا للجلد، خاصّة مع التعرّض الطويل، ويمكن أن يسبّب تنفّس بخاره بحدوث دوخة أو دوار.

פד כמה דקות לאחר שטיפטפו עליו קצת מים (מימין) ופד יבש (משמאל) | צילום: נעם לויתן
يسبّب ترطيب المسحوق في الضمادّة تغيير لون المواد الكيميائية الموجودة فيها وملمسها، إضافة إلى نشر رائحة كريهة. ضمادّة بعد بضع دقائق من تنقيط بعض الماء عليها (من اليمين) وضمادّة جافّة (من اليسار) | الصورة: نعوم ليفياتان
 

مصدر الملمس اللزج للضمّادات هو مادّة أخرى موجودة فيها، وهي الدكسترين. وهي مادّة يتمّ الحصول عليها من تحلّل النّشا، وعند ترطيبه يصبح لزجًا، كالمادّة الموجودة على ظهر الطوابع أو على أطراف المغلفات. تحتوي الضمادّات أيضًا على نباتات مجفّفة ومطحونة، كأوراق الأسكدنيا، التي يمكنها أن تضيف -كأيّ خليط عشبيّ- ألوانًا لمجموعة متنوّعة من الضمّادات المبلّلة، وحتّى مسحوق كريستال التورمالين ومعادن أخرى، التي قد تكون موجودة لأنّها تمكّنهم  لطرح المزيد من الادّعاءات الفارغة حول قدرتها على الشفاء.

إذا كان الأمر كذلك، فإنَّ التغيير الذي حدث للملصقات التي تمّ لصقها على قدمي، تُظهر فقط أنّني تعرّقت أثناء الليل. حتّى أنّني تعرّقت أكثر في المنطقة التي غلّفت المصلقات فيها قدمي، وهذا ليس مفاجئًا - حتّى جوارب سميكة كانت ستتسبّب ذلك. لكن هل يمكن لفرط التعرق، بسبب الملصقات أو الجوارب، أن "ينظّف السموم" من الجسم؟ الجواب: لا.

يتكوّن العرق تقريبًا من الماء فقط، ويحتوي أيضًا على كمّيّات ضئيلة من مواد أخرى، بما في ذلك فضلات أيضيّة. تُفرز الفضلات مع العرق بتراكيز ضئيلة، ولا يوجد دليل على أنَّ إفرازها له أيّ تأثير صحي. على عكس الكبد والكلى، لا تلعب الغدد العَرقيّة دورًا مهمًا في تعامل الجسم مع السموم. كدليل على ذلك، عند مقارنة تركيبة الضمادّات قبل الاستخدام وبعد امتصاصها للعرق، لم يتمّ العثور على فرق كبير بينها، كما أنّه لم يتمّ العثور على معادن ثقيلة أو ملوّثات أُخرى في الضمادّات المستخدمة.

תיון משומש (מימין) ופד שטפטפו עליו מים (משמאל) | צילום: נעם לויתן
كما هو الحال مع كيس الشاي، يتسبّب ترطيب الضمادات إلى تغيير لونها. كيس شاي مستعمل (على اليمين) وضمادّة مبلّلة بالماء (على اليسار) | الصورة: نعوم ليفياتان
 

على ضوء الموقف: نصائح لتحديد الأخبار الكاذبة 

لكل شخص يعرض أيّة طريقة لإزالة السموم، ما لم يكن علاجًا طبّيًّا يعالج تسمّمًا محدّدًا قد أصابك، فهو يقوم بغشّك. حتى أنّ بعض علاجات التخلّص من السموم التي يتمّ بيعها قد تكون ضارّة بالصحّة، على الرغم من أنّه كما يبدو، فالملصقات آمنة للاستخدام لأولئك الذين لن يتضرّروا من خلّ الشجر، ولمن ليس لديهم حساسيّة من المكوّنات الأخرى في "كيس الشاي" الثمين. الضرر الرئيسيّ هو تنظيف محفظة النقود، وربّما شعور غير اللطيف لأولئك الذين أدركوا فجأة أنّهم وقعوا في الفخّ.

في حالة الشركة التي شاهدتُ إعلاناتها التجاريّة، والتي يفضّل محامو دافيدسون عدم ذكر اسمها، كان من الممكن بالفعل أن نفهم من مقاطع الفيديو التجاريّة والموقع أنّها كانت عمليّة احتيال. بالإضافة إلى حقيقة أنَّ الشركة تبيع ملصقات إزالة السموم من القدمين، فإليكم بعض الأشياء التي لاحظتها والتي من الممكن أن تساعدكم أيضًا:

يحتوي الموقع على "عرض لفترة محدودة" لا ينتهي أبدًا، ويمكنك مقابلته في منشورات على عدّة صفحات فيسبوكيّة تابعة للشركة. حقيقة أنَّ الشركة تمتلك عدّة صفحات للتسويق تثير الشكوك أيضًا، خاصّة وأنَّ بعضها يحتوي على ملصقات بعلامات تجاريّة مختلفة، وليس الملصقات التي تنشرها الشركة.

נראה כמו דמות מנגה או אנימה | מקור: צילום מסך
الدكتور هيرو، مطوّر الملصق، غير موجود بالفعل. يشبه شخصية المانغا أو الأنمي | المصدر: لقطة شاشة

 

تدعي الشركة في الفيديو التجاري الطويل أنَّ منتجها يعتمد على الأبحاث، لكنّها لا تشير إلى أيّ بحث محدّد يمكن للمشاهدين العثور عليه وقراءته. على عكس العديد من منشورات "الفيك نيوز"، التي يظهر فيها باحثون وأطباء عادةً دون ذكر أسمائهم، يزعم الإعلان أنَّ الملصق اخترعه الدكتور هيروكي هيرو (Hiro) من مستشفى رائد في طوكيو. لم أتمكن من العثور على أيّ طبيب أو باحث بهذا الاسم، أو مرتبط بالمُنتج أو بأبحاث متعلّقة بمواضيع مماثلة. إلى جانب حقيقة أنَّ المستشفى ليس له اسم وصورة الطبيب في الفيديو هي مجرد رسم مانغا، فهو أمرٌ مريب للغاية.

بالمناسبة، تصبح قصّة الطبيب إشكالية أكثر عندما يتمّ اكتشاف أنَّ في الموقع هناك قصّة مختلفة عن مصدر الملصقات. وفقًا لهذه القصة، هناك رجل باسم مستعار، داني بالعبرية، أو دينيس في النسخة الإنجليزيّة تعلّم سرّ صنع الملصقات من طبيب يابانيّ مسنّ يُدعى كاي أكيرا، وبدأ في استيرادها إلى الولايات المتحدة ثمّ إلى سائر العالم. ليس فقط أنَّ هذه الرواية تتناقض مع قصّة بطل المانغا السابق، هيروكي هيرو فحسب، لكن كما كتبت سابقًا، فإنَّ الشركة أصلًا من ليتوانيا ويتمّ الإنتاج في الصين.

العلامات الأخرى التي تساعد في التعرّف على الأخبار والخدع الطبّيّة، هي الوعد بعلاج أو شفاء أو منع مجموعة واسعة من المشاكل الصحّيّة غير المتعلقة ببعضها البعض؛ توصيات طبّيّة غريبة ("لصق ملصق على الرجل") والادّعاء أنَّ المشاكل الشائعة التي يعاني منها كلّ شخص تقريبًا - مثل الصداع، التعب، السيلوليت، وقلّة التركيز - سببها عامل واحد ("تراكم السموم"، "انسداد الطاقة"، وما إلى ذلك) التي صدفة، يعالجها هذا المنتج.

גביש טורמלין | צילום: Rob Lavinsky, iRocks.com, Wikimedia Commons
تحتوي الضمّادات على مساحيق معدنيّة. كريستال التورمالين | الصورة: Rob Lavinsky, iRocks.com, Wikimedia Commons

من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين (تغيير جذريّ)

لا حلول سحريّة للحفاظ على الصحة! لنّ يزيل الملصق الموجود على القدمين المشاكل ولن يمنع الأمراض، بل يتطلب ذلك الحفاظ على نمط حياة صحّيّ الّذي قد يُحدِث تغييرًا جذريًّا. يمتلك الجسم آليّات ممتازة لإزالة السموم، وإذا كنت بصحّة جيدة وترغب في مساعدتها، حاولوا التقليل من استهلاك الكحول قدر الإمكان، لا تدخّنوا، تطعيم ضد الأمراض التي يمكن أن تضرّ بالكبد، شرب كمّيّة كافية من الماء، والحصول على قسط كافٍ من النوم، والقيام بالفحوصات الروتينية، والتوصية الّتي قد تكون أصعب التّوصيات وهي:  مارِسوا الرياضة فهي مفيدة للصحّة.

وماذا عن القدمين؟ بدلًا من صرف المال على ملصقات غير ضروريّة، استخدمها لشيء يبعث على الاسترخاء، كالتدليك المنعش للقدمين.

العلامة: 0/5 للشريكين ليفين

 

0 تعليقات