بحسب قانون نيوتن الأول، تميل الأجسام إلى البقاء على حالتها (ساكنة أو بسرعة ثابتة) ما لم تؤثّر عليها قوة خارجية. هذا القانون يُسَمَّى "قانون القصور الذاتي".

عندما تكون السيارة في حالة حركة سريعة، يكون الراكب الذي فيهاة ساكنًا (بالنسبة للسيارة)، لكن ومن المهم أن نتذكّر أن الراكب هو جسم منفردٌ ومنفصلٌ عن السيارة.
إذا أبطأت السيارة في سرعتها بشكل مُفاجِئ، فإن جسم الراكب يميل إلى أن يداوم على حركته إلى الأمام. هذه الحركة خَطيرة للغاية، وقد تؤدي إلى إصابة بالغة. حتى عندما نكون مُحَزّمين بحزام الأمان، فإن الرأس يكون غير مُقيّدٍ. الحركة إلى الأمام، من جهة، وضبط الجسم بالحزام، من جهة أخرى، قد يقودان، معًا، إلى حركة جذبِ سريع ("نَتْع")، تؤدي بدورها إلى إصابة بالغة في الهيكل العظمي للرقبة.
الهدف من الوسادة الهوائية هو تجنّب هذه المخاطر.

لقد تم اقتراح فكرة الوسادة الهوائية سنة 1952 ، من قبل المهندس الصناعي الأمريكي جوهان هاتريك (John W. Hetrick)، ولكن مصانع السيارات لم تُخرِج الفكرة إلى حيّز التنفيذ خلال سبع عشرة سنة، لأسبابٍ من ضمنها عدم توفر بعض المُرَكِّبات التكنولوجية.

الوسادة الهوائية هي في الواقع عبارة عن بالون فارغ موصول بآلية أو تجهيز للنفخ بالغاز. ينتج الغاز خلال بضع أجزاء من مئة من الثانية، نتيجة تفاعل كيميائي يُنتِجُ غاز النيتروجين (N2).


وسادة هوائية في السيارة (أخذت الصورة من موقع "فليكر"، تصوير art bartlett)

السيارة الأولى التي استعملت فيها وسادة هوائية أمامية للسائق كانت تابعة لشركة كرايسلر، ثم استُعمِلت الوسادة الهوائيَّة، بعد ذلك فورًا، في بعض الموديلات لسيارات فورد، أيضًا. سنة 1998 تحولت الوسادة الهوائية في السيارة إلى جزء من المواصفات المُلزِمة لجميع السيارات في الولايات المتحدة. في أيامنا أصبحت تكنولوجيا الوسادات الهوائية متطورة جدًّا، وفي كثير من السيارات توجد وسادات هوائية جانبية، للسائق وللركَّاب على حدٍّ سواء.

تشغيل الوسادة الهوائية ليس متناسقًا، وهو يتأثر بشدة الارتطام.
حتى سرعة 25 كم، ، غالباً ما تبقى الوسادة الهوائية غير مُشغّلة.
بين السرعتَين 25 وَ- 35 كم، تُشَغّل الوسادة، ولكنها تمتلئ بشكل جزئي فقط.
حتى سرعة 50 كم، تزداد شدة انفتاح الوسادة الهوائية وذلك لتثبيت الراكب إلى مكانه ومنع الإصابة. فوق 50 كم، تنفتح الوسادة بكامل الشدة والحجم. هذا الانتفاخ بحد ذاته يُمكن أن يؤدي إلى إصابة الراكب، لذلك، فإن ذلك يحدث في السرعات العالية نسبياً، التي تُشَكّلُ خطراً كبيراً على حياة الراكب، فقط.

في الوقت الرَّاهن، توجد تطويرات جديدة تدريجيَّة في هذا المجال، أيضاً. ضمن هذه التطويرات، يدور الحديث عن مُعالِجات بمقاييس المايكرو، تقيس زاوية الإصابة، بالإضافة قياس شدتها، كما أنهأ تقيس متغيرات أخرى. وفقًا لهذه القياسات، يقوم حاسوب السيارة باتخاذ القرار لتحديد الوسادة الهوائية التي ستُشَغَّل وتحديد شِدَّتهاة، أو لتحديد عدم وجود حاجة لتشغيل أي من الوسادات الهوائية الموجودة في السيارة.


أخِذت الصورة من موقع: https://www.flickr.com

0 تعليقات