نظرًا لكثرة التوجّهات في الموضوع، فأنا سأستَبِقُ الأمرَ وأَفتَتِحُ بإعلان قصير.
توجَّهَ الموقعُ بالسُّؤال إلى الخبير لتزويد معلوماتٍ في مواضيعَ علميّة تُهِمُّ النَّاسَ عامّةً، ولكِن لَيسَ في مَقدُورِهِ (مِن حيثُ المعلوماتُ والموارد) حلُّ مشكلاتِ النّاس الخاصّة؛ لذلكَ كانَتِ الإجابةُ بشرحٍ عامٍّ عن الموضوع. فيما يتعلّق بالأسئلة والمشكلات المتعلّقة بالنّمل الأبيض، فَلَيسَ بمقدوري إلّا الاقتراح بالتّوجُّه إلى عُمَّالِ الإبادة المختصّين والقادرين على علاج هذه المشكلات.
والآن بدونٍ تأخير، هَاكُمُ الإجابة.

ينتمي النّملُ الأبيضُ إلى قسمِ الحشرات الصّغيرة، لونُهَا أبيضُ شَاحِبٌ، ويعيشُ في مُستوطناتٍ هائلة.

اُعتِيدَت في الماضي تسميتُهُم بالنّمل الأبيض، وهذا خطأٌ. هذا صَحيحٌ أنّهم يعيشون داخل عُشٍّ بآلاف الأفراد كما النّمل، لكنّهم أقرب إلى الصّراصير منهم إلى النّمل (من النّاحية التّطوّريّة، فإنّ النّمل الأبيض قد سبق النّمل بملايين السّنين).

هنالك آلافُ الأنواع من النّمل الأبيض، غالبيّتها تعيشُ في المناطق الحارّة (الاستوائيّة وتحت الاستوائيّة)، وتسبّب فيها أضرارًا هائلةً في الإنتاج الزّراعيّ. تعيشُ عدّة أنواعٍ منها في بلادنا (على طُول السَّاحِلِ والجنوب بشكلٍ أساسيٍّ)، إلّا أنّ أضرارَهَا قليلةٌ نسبيًّا. 


الصّورة نقلاً عن ويكيبيديا

تتركّبُ مستوطنةُ النّمل الأبيض من عددٍ كبيرٍ من الأفراد، وهناكَ مَلِكٌ واحِدٌ ومَلِكَةٌ واحِدَةٌ. الملك والملكة هما الوحيدَانِ القادِرَانِ على التّكاثر داخل العُشّ. بشكلٍ مخالف لوضعِ النّحل والنّمل العاديّ، حيثُ إنّ الملكةَ تتزاوج مرّةً واحدةً وتحفظُ السّائلَ المنويّ داخل جسمها؛ فعندَ النّمل الأبيض يبقَى الذّكرُ إلى جانب الأُنثى، ويخصبها مرّةً كلّ عدّةِ أيّام.

بعد فقس البيوض، يستمرُّ بلوغ النّمل الأبيض 2-3 سنوات، ينزعُ خلالها جلدَهُ ويجدِّدُهُ 7-10 مرّات.
تتركَّبُ المجموعةُ السُّكَّانيّة داخلَ العُشِّ مِن عاملاتٍ وحُرَّاسٍ وحوريّاتٍ ناشئة ذاتِ قُدرَةٍ على التّكاثر (وفي اليوم المناسب، تَطيرُ وتُنشِئُ مستوطَنَةً جديدة).
يكونُ الاتّصالُ بينَ الأفراد، غالبًا، بواسِطَةِ إشاراتٍ كيميائيّة من خلال إفراز فورمونات.

يُعتبر النّملُ الأبيض بطلاً في البناء. يمكنُ أن تصلَ أعشاشُهُ إلى ارتفاعٍ حتّى 7 أمتار. وفي قسم منهُ توجد أجزاءٌ تحت-أرضيّة. إذا قارنّا أعشاشَ النّمل الأبيض بناطحات السّحاب بالنِّسبة إلى الحجم (نملة بيضاء مقابلَ إنسان)، فإنّ ناطحاتِ السّحاب يجب أن تكونَ بارتفاعِ عدّةِ كيلومترات. تُبنى الأعشاشُ من حُبيباتِ التّربة مُلتَصِقَةً بلُعابِ العاملاتِ وإفرازاتها. تُعتبر المباني أُعجوبةً هندسيّةً من ناحية التّهوئة الّتي تهيِّئُ بيئةً، درجَةُ حرارتها ونسبة الرّطوبة فيها ثابتةٌ داخل العشّ.
 


الصّورة نقلاً عن ويكيبيديا

يتغذّى النّمل الأبيضُ على الأشجار ومُنتَجَاتها. تحوي داخلَ جهازِهَا الهضميّ كائناتٍ وحيدةَ الخليّةِ تعيشُ معها حياةً تكافليّة، وهذه تساعِدُها في هضم السِّيلولوز. وبسبب هذه القدرة، بإمكانِ النّملِ الأبيضِ التَّسبُّبُ في أضرارٍ كبيرةٍ للإنسان.

هنالك عدّةُ طرائقَ لمنع هذه الأضرارِ (لمعلوماتٍ دقيقةٍ وخاصّة، يجبُ التَّشاوُرُ معَ اختصاصيّين بهذا الشّأن):

(1). هنالكَ مُنتَجَاتٌ متنوّعَةٌ (بشكلٍ أساسيٍّ، في الدّول الّتي فيها مشكلةُ النّمل الأبيضِ صَعبةٌ، وهي قليلةٌ في البلاد)، الغرضُ منها هوَ مَنعُ وُصولِ النّمل الأبيض إلى البيوت. مثال لمنهج كهذا، والّذي يُباع في أُستراليا.

(2). الإبادة البيولوجيّة: نجاحُ هذه الوسيلة كانَ أقلَّ معَ النّمل الأبيض مقارنةً بنجاحها مَع الحشرات الأُخرى كالنّمل.
يمكنُ استخدامُ أنواعٍ مختلفة من النّمل، والدّجاج، والطّيور، وأنواع من أبو بريص لمراقبة كِبَر المجموعة السُّكّانيّة.
في السّنوات الأخيرة تمّ استخدامُ ديدانٍ أسطوانيّة (ديدانٌ صغيرةٌ تعيشُ كَطُفَيليّاتٍ على النّمل الأبيض)، وفطريّاتٍ تسبِّبُ الأمراضَ للنّمل الأبيض.
أَتَتِ الفطريّات بنتائجَ جيّدة على مجموعاتِ التّجربة داخلَ المختبر. لكنَّ النَّتائجَ، حتّى الآنَ، أقلُّ نجاعةً خارجَ المختبر.

(3) الإبادةُ الكيميائيّة: هو أُسلوبٌ غيرُ محبّذٍ، وهو عمومًا عبارةٌ عن رَشِّ موادَّ تؤدّي إلى تلوّثٍ متواصل في التّربة. إضافةً إلى ذلك، تتطوَّرَ مع الزّمن أصنافٌ من النّمل الأبيض ذاتُ مناعةٍ للسُّموم بالجُرعات الآخذة في الازدياد. الموادُّ المستعملةُ لعلاجِ النّمل الأبيض هي النُّحَاس والآرسين (CCA) copper arsenate، ودَمجُ الأخيرِ مع الخارصين (ACZA) ammoniacal copper zinc arsenate وغيرها.

الأُسلوبُ الصّحيحُ (على الأغلب دائمًا)، هو الدّمجُ بين الأساليب الثّلاثة (بِنِسَبٍ مختلِفَةٍ وَفقًا للحالة).

 

0 تعليقات