لماذا يُعتبرغَسل اليدين بالصَّابون أَفضل مِن استعمال الكحول؟ ما هِي المواد التي تُطَهِّر السِّكك الحديديَّة للقِطارات؟ وَلماذا ينبغي تَجنَّب الأشعة؟

إن  تفشّي فيروس SARS-CoV-2، المعروف بِاسم "فيروس كورونا"- على الرغم من أن كورونا هو  اسم عائلة الفَيروسات التي يندرج تحتها هذا الفيروس، واستخدامه هنا ليس دقيقًا عِلميًا-  قد أثار حالةً من الذَّعر في جميع أنحاء العالم. و لذلك تنتهج العديد من بُلدان العالم،  بما في ذلك إسرائيل، سياسة العزل، إلغاء الرَحلات الجويّة،  تكثّيف الفحوصات للكشف عن المَرْضى وحتَّى الإغلاق الكامل. وقد رُصدت عدة طُرق  للتصدي لهذا التفشّي منذ ظهوره، ومن ضمنها رَشّ المٌطهِّرات. كما وقد بدأ العديد منَ النَّاس في استِخدام معقّمات اليديّن بهدف مَنع العَدوى. لكن هل هذه الخطوات في محلّها؟ وما هي مواد التطهير والتعقيم المُستخدَمة؟

أولاً، دعونا نَذكُر طريقة الإصابة بالفيروس: فهو ينتقل بشكل مباشر من شخص إلى آخر من خلال رذاذ اللُعاب والسُعال، ولكِن في ظِل ظُروف مُعيَّنة يُمكن أن يبقى لفترة طويلة نسبيًا على الأسطح أيضًا. يَبدو أنَّ الإصابَة بِالعدوى مُمكِنة عَن طريق لَمس سَطح مُلوَّث ومن ثمّ لَمس الأنف، الفَم أو العينين، وكل هؤلاء ثغرات تمكّن الفيروس من التسلل إلى الجسم . وتَشتمل طُرق منع العدوى على  السُعال في المِرْفق، ولَيس في باطن اليد، وغَسل اليدين بالكثير من الصابون والماء للتخلص من  الفيروس .
 
بدأ الكَثير منَ النّاس باستخدام معقمّات اليدين . وهي في الواقع ذات  تركيز عالٍ من الكحوليات - عائلة من المُركَّبات الكيميائية، و أشهرها الإيثانول ، وَهو الكحول الموجود في جميع المشروبات الروحيّة. ويعتبر الإيثانول أيضًا مِنمُعقمّات اليدين الأكثر شُيوعًا. ويكمُن السبب في كونه  قادر على   القضاء على الفيروس. يمتلك الفيروس غلافاً بروتينياً يُدمِّرهُ الكحول، وتدمير هذا الغلاف كفيلٌ بالقضاء على  الفيروس. لهذا، هُناك حاجة إلى تركيز عالٍ جدًا من الكحول، وفي الواقع تَحتَوي مُعظم مُعقّمات اليدين على كحولٍ بنسب مئوية مرتفعة. و مِن المُثير للاهتِمام، ة أن الكحول الخالص (100%)، يَكون أقل فعاليةً في  التعقيم، لذلك يُضاف له الماءُ  لزيادة فعاليته. كما أن  استخدام الكحول لا يقتصر على تعقيم اليدين، بل  يستخدم أيضاً في تعقيمالأسْطح، ولكن على نطاق  ضيّق نسبيًا. مِنَ الجدير بالذكر أَنَّ الكُحولِ شديدة الاشتعال، لذا يَجِب تَوخِّي الحَذرعِند استِخْدام مُعقِّم اليدين الذَّي يَحتَوي على الكُحول، والذَّي  والذي يسهل اشتعاله إذا كان مُحتواه الكُحولي عاليًا.

يُعد غَسْل اليدين بالصَّابون والماء أفْضل مِنْ اسْتِخدام سوائل التعقيم ، حيث أن كفاءة الغسل في  قتل الفيروس أعلى معقّمات اليدين. بالإضافة إلى أن هذه الطريقة  أقل ثمناً وأكْثر تَوفُّرًا. يَحتوي الصَّابون على عوامل تنشيط سطحي (surfactants) ، هي مَواد قادرة على تقليل التواتر السطحي وُيمكِنُها الارتباط جيّدًا بكلٍ من الماء والزَّيت، مِمَّا  يجعل  الماء قادراً على إزالة الدُهون. وبالتالي يمكن للصابون أن  يقتل البَكتيريا من خلال إلحاق الضرر بأغشيتها الخلوية  والتَّي تَتكوَّن بِشَكل أَساسي مِنْ الدُهون. على نحوٍ مماثل، فإن الصابون فعَّالٌ ضِد فيروس SARS-CoV-2، لأنّ عوامل التنشيط السطحي  قادِرة على تَدْمير بنية الغلاف الخارجي الدُهني للفيروس، وبذلك القضاء عليهِ. كما أنَّ الصابون والماء أكثر فَعاليّة في  إزاحة الفيروس عَن جِلد اليَدين، مما  يمنع نقل العدوى التي قد تنتج إثر ملامسة اليد الملوثة للوجه . كذلك الأمر بعد السُعال بباطن اليد، يُفضَّل الغسل بالماء والصابون على المُعقّمات  لفعاليّتها العالية في إزالة الرذاذ و القطرات الصغيرة من المُخاط أواللُعاب، و التي قد  تحمل الفيروس وتَقيه من المعقّم.

 

שטיפת ידיים בסבון ומים חשובה ויעילה יותר מנוזל חיטוי | צילום: Patrick Daxenbichler, Shutterstock
يعتبر غَسل اليدين بالماء والصابون أهمّ وأجدى من استخدام معقّم اليدين الكحولي | تصوير: Patrick Daxenbichler, Shutterstock
 

 استخدام مبيّض الملابس لمجابهة الفيروسات
 
بالنِّسبةِ لعمليات التعقيم ذات النطاق الواسع، ، كالمتاجر، المرافق الترفيهية ، القِطارات والحافلات، سيكون استخدام الكُحول باهظًا للغاية. في هذه الحالة  يُستخدم  سائل تعقيمٍ معروفٌ آخر ، ألا وهو مبيّض الملابس (واسمه المتداول الكلور السائل).  هذا المُنظِّف شَّائِع الاستخدام، هُو في الحقيقة مَحلول  مُخَفّف من ملح هيبوكلوريت الصوديوم (ذو الرمز الكيميائي NaClO). هذا المحلول عبارة عن مُؤكسد قوي، يَتَفاعل مَعْ العَديد مِن المُركَّبات الكيميائية، و يهدم  تشكيلة  واسعة من المُركَّبات العُضويَّة:  ومنها  المواد المُلَّوِّنة، مما يُبيِّض الأقمشة. 
يستخدم المُبيّض ر بغرض التعقيم الطِبي منذ الحَرب العالميَّة الأولى. بالنسبةِ للبَكتيريا، فالمبيّض مادةٌ قاتلة،  فهو يقضي عليها  بتدمير غشائها الخلوي،  كما أن استخدامه بتركيزٍ عالٍ يُعِدّ خطيراً  على البَشر أيضاً. أمّا بالنِّسبة لفَيروس SARS-CoV-2، فهو  مُميتٌ أيضاً،  لأنَّه  يدمّرغشاؤه الخارجي،  يلحق الضرر ببروتيناته، و حمضه النووي الرايبوزي  (RNA) (فهذا الفيروس  لا يحمل حمضانووياً ريبوزياً منقوص الأكسجين- DNA). للمبيض أوجه استخدام  متعدّدة في الحياة اليومية،بالإضافة  إلى كونه مُنظِّفًا مَنْزِليًا شائعًا،على سبيل المثال، تتم إضافته إلى حمّامات السِّباحة  لتعقيم المِياه، واستِخدامه بتركيزٍ مُنْخفِض لمُعالجة مِياه الشُرب قبل  تدفّقها  إلى شبكة توزيع المياه، وذلك لِمَنْع نمو الكائنات الحيّة الدّقيقة في الماء. 
 
 لقد بُذلت جهود مكثّفة وواسعة النطاق للتعقيم،  عن طريق  رش المبيّض، ، بِهدف تَر تعقيم الشّوارع و المساحات الرحبة. هُناك نِقاشات حَوْل  الجدوى من هذه الخُطْوة، لأنَّ مُعْظَمنا -عادةً- لا يَمِس  الرَّصيف بِيده  أو فَمه، لِذا ليس من المعقول التقاط العدوى بهذه الطريقة . و مِنْ غير المُحْتمل أيضًا أن يكون رش المبيّض  مُفيدًا بِشكل خاصّ. بل الأكثر احتِمالية للوِقاية من العدوى هو تطهيرالأسطح التي  يمسّها أشخاص كُثُر، مثل المَصاعِد، الدّرابزين، مقابض الأبواب، وأسطح الطاولات  و غيرها. بِشكل عام،  تنتقل العدوى بِشَكل مُباشر من شخص إلى آخر، وليس  بلمس الأسْطح المُلوَّثة.  لِذلك فإنَّ أيّ جُهود تعقيم تبقى محدودة الفعّالية والجدوى.. إن تَطهير اليَدين قَبْل أي ملامسة للفم أو العينين لَنْ يُساعد كثيرًا، مقارنةً بنهج العزل المنزلي لأولئِك الَّذينَ يُشْتَبه  بإصابتهم، أو نهج المباعدة الإجتماعية  لالأشْخاص الَّذينَ قَد بصابون لاحقاً .

 ריסוס רחוב בעיר ווהאן בסין, מוקד ההתפרצות | צילום: KinkarkinPhoto, Shutterstock
كَفاءة التعقيم بالرش لا تزال محط الشكَ . رشّ شارع في مدينة ووهان، الصين، بؤرة انتشار فايروس كورونا | تصوير: KinkarkinPhoto, Shutterstock

 
خطر التعقيم 
 
حريٌ بالذكر  وجوب الحَذرعِندَ اسْتِخدام مادة التبييض، فبإمكانها الإضرار  بالجِلد وقد تتسبب الحُروق، و مُلامَستِه للأحماض أو المُنظِّفات الأُخرى،  قد ينتج عنها انبعاث غازاتٍ سَّامة، وخاصّةً غاز الكُلور. مِن المُهم التقيّد بالتَعليمات عِنْد استخدام مواد التبييض، وبالطَّبْع اسْتِخدامها  لِتَنْظيف وَلتعقيم  الأَسطُح فَقَط، وليسَ الجِلد. و بالطَّبع لا يُمكن استخْدامهِا  على جسم الشخص الُمصاب للتخلص من الفيروس،   ويمنع  شُربها أوْ استِنْشاقَها  منعاً باتاً وتَحتَ أي ظَرف مِنَ الظُّروف!

وسيلة تعقيم أخرى، نطرحها هنا، هي  هي الأشعَّة فَوْق البَنَفْسجيَّة (أشعة UV). على الرُغم مِن  كونها قادرة على القَضاء على الفَيروسات، إلاَّ أنَّ لَها  أثراً  جانبياً خَطيرًا: فَهِي تُتْلف الجِلد و تشكّل عامل خَطِر للإصابة بسرطان الجِلد. لذلك، تُوصي مُنظَّمَة الصِّحة العالَميَّة بِعَدَمْ اسْتخِدامها للتعقيم. ولكن كما ذكرنا آنفاً،  هناك الكثير من البدائل المتاحة  للتعقيم المنزليّ.

كقاعدة أساسية، ، وحتى انتهاء الجائحة، يُنصَح بالاعْتِماد على إرشادات الهيئات  الرسميّة فقط، مثل مَركَز مكافحة الأَمراض، أو وَزارة الصِّحة، وَعَدم الاعْتِمادعلى الشَّائِعات المُنْتَشِرة  عبر الواتس اب أو الإنترنت مِن مَصادِر غَيْر مَوْثوقة.  وبالطبع يُمْكِنكم الحصول على مَعْلومات مَوْثوقة عبر المَوْقِع الإلكتروني لمعْهَد دافيدسون، بِما في ذلك تَحْديثات مُنتَظَمة حول  تفشّي فيروس كورونا.

 
 
 
الترجمة للعربيّة:  رغدة سمارة
التدقيق اللغوي والعلمي: أريج أبو رميلة
الإشراف والتحرير: رقيّة صبّاح
 
 

0 تعليقات