في هذه التجربة سنحوّل عظامًا صلبةً ونجعلها طريّةً كالمطاط. خلال تجربتنا هذه سنتعلم أكثر عن أهمية استهلاكنا للكالسيوم لصحّة عظامنا.
معدات:
مرطبان
خلّ
عظام دجاج كاملة (خالية من اللحوم والدهن)
الصبر :-)
سير التجربة
يمكن مشاهدة سير التجربة من خلال مقطع الفيديو التالي:
ملاحظة: إذا لم يضعف قوام العظم بعد أسبوع، استبدلوا الخلّ في المرطبان بخلٍّ طازج وانتظروا لمدة أسبوع آخر أو أسبوعين.
شرح
تشكّل العظام الهيكل الذي يدعمُ أجسادنا، حيثُ تحملُ ثقلَ كل الأعضاء والعضلات والجلد، ولذلك عليها أن تكونَ قاسيةً وقوية. المادة المسؤولة عن إكساب العظام صلابتها والتي تشكّل نسبة %70 من وزنها هي معدنٌ يسمّى "الأباتيت"، والذي يتركب بالأساس من عنصر الكالسيوم (Ca) والفوسفات (
PO43-). هذا المعدن - فوسفات الكالسيوم Ca3(PO4)2 موجود أيضًا في صخور مختلفة في الطبيعة.
في هذه التجربة نجحنا في تحليل معدن الأباتيت\ فوسفات الكالسيوم بواسطة الخل. في الحقيقة كل مادة حمضية كالليمون أو مادة تنظيف المراحيض ستفي بنفس الغرض. بعد أسبوع أو اثنين من النقع في الخل ستذوب المادة المعدنية بطريقةٍ أشبه بذوبان الملح في الماء، ويتبقى لدينا فقط باقي مركبات العظم كالكولاجين بشكلٍ أساسي، وهي مادة بروتينية موجودةٌ بتركيزٍ عالٍ أيضًا في جلودنا. ما سنحصلُ عليه فعليًا هو عظمٌ رخوٌ ومَرِنٌ كالجلد!
لدى الأشخاص المصابين بمرضِ الكساح (ترقق العظام) تركيزٌ منخفضٌ للمادة المعدنية في عظامهم بشكلٍ خاص، مما يجعلها هشّةً للغاية.
لا تتحلل العظامُ في تجربتنا فقط، بل يحدث أمرٌ مشابه في أجسادنا بوتيرةٍ مستمرة، حيثُ يتم هدمُ العظام وبناؤها بشكلٍ مستمر: في كلّ سنة تستبدلُ نسبة 5-10% من مركبات العظام في أجسادنا بمواد حديثة العهد. في داخل العظام توجد خلايا تسمى الخلايا العظميّة الهادمة (Osteoclasts) والتي تفرز أحماضًا وإنزيماتٍ محلّلةً للعظام، وفي المقابل هنالك الخلايا العظمية البانية (Osteoblasts) التي تقوم بدورها بإعادةِ بناءِ العظام. هذه العملية تُكسب جسم الإنسان القدرةَ على تغيير مبنى العظام بما يتناسب مع متطلبات الجيل والجهد، وتُمكنه من إصلاح أي تلفٍ محتملٍ قد يصيب الهيكل العظمي، كما وتُكسبه القدرة على امتصاص الكالسيوم من الدم أو إطلاقه إليه إذا لزم الأمر في بعض الحالات.
من المثير للاهتمام
نحن نستمد الكالسيوم الذي يلزم أجسادنا لبناء العظام من خلال الغذاء. ومن الأمثلة على أنواع الأطعمة الغنيّة بالكالسيوم بذور اليقطين أو القرع (البذور البيضاء) التي تحوي غرامًا كاملًا من الكالسيوم في كل 100 غرام من الحبوب، وبذور السمسم التي تحوي قيمةً مشابهةً من الكالسيوم داخلها، أسماك السردين التي تحوي 0.7 غرام من الكالسيوم في كل 100 غرام من السمك، والجبنة الصفراء التي تحوي قيمةً مشابهة للكالسيوم كما في السردين.
على الرغم من هذا، ليس باستطاعة الجسم أن يمتصّ كل الكالسيوم الموجود في الغذاء: يمتصّ الجسم نسبة 30-35% من الكالسيوم من منتجات الألبان، أمّا الحبوب والبقوليات والسمسم فامتصاص الجسم للكالسيوم منها أقل ولا يتعدى نسبةً تتراوح بين الـ 21-27%. في المقابل يستطيع الجسم امتصاص 60% من الكالسيوم من البروكلي، وهذا يقودنا للاستنتاج بأنّ الأهم من تركيز الكالسيوم في الغذاء هو انتقاء الأغذية التي يستطيع الجسم امتصاص الكالسيوم منها بصورةٍ جيّدة.
بما أنّ الكتلة العظمية في أجسادنا تُبنى بالأساس في جيل الطفولة المبكرة وتستمر حتى جيل البلوغ (في جسم الإنسان البالغ 206 عظام)، فمن المهم جدًا التغذي بالاطعمة التي تشكّل مصدرًا غنيًا للكالسيوم، خصوصًا في السنوات الأولى من حياة الإنسان. من المهم أيضًا الالتزام بممارسة الرياضة التي تساعد بدورها على بناءِ العظام بصورةٍ صحيّة، من أجل إنتاجِ مخازنَ كافية تخدمنا في شيخوختنا.
