هل تذكر متى تواصلتَ مع صديقك القديم أو أجريْتَ مكالمة هاتفيّة مع والدتك؟ تُعدُّ العلاقات الاجتماعيّة جزءًا أساسيًّا من توازننا الصِّحيّ، تمامًا كما هو الحال مع ممارسة الرّياضة واتّباع نظام غذائيّ صحيّ.
تُشكِّل العلاقات الاجتماعيّة جزءًا مهمًّا من احتياجاتنا البشريّة الأساسيّة، وتعتبر ضروريّةً للبقاء تمامًا كما هو الحال مع الغذاء والماء والمأوى. على مدار التّطوّر البشريّ، منحتنا قدراتنا على تبادل الثّقة والتّآزر والعمل في مجموعات ميّزة بقائيّة Survival advantage ، لذلك يمكننا القول إنّ الإنسان الذي نجح في البقاء صُمّم بيولوجيا للتّواصل الاجتماعيّ: إنّ أدمغتنا البشريّة مصمّمة للتّواصل والتّفاعل مع الآخرين، كما وتعمل أنظمة المكافأة لدينا، التي تهدف إلى تعزيز السلوكيات المرغوبة، في سياقات اجتماعيّة. على الرغم من أن التطور التكنولوجي المتزايد في العقود الأخيرة تسبب في تقليص دوائرنا الاجتماعيّة، إلّا أنّ حاجتنا الفطريّة للتّواصل مع الآخرين ظلَّت ثابتة.
عند الحديث عن تحقيق التّوازن الصّحّيّ، غالبا ما ينصبّ تركيزنا على الجوانب النّفسيّة والجسديّة من الصّحّة، فعندما يُطرح السؤال: "ماذا نفعل حتّى نحافظ على صحّتنا العامّة؟"، غالبًا ما تنحصر الإجابات بأهمّيّة ممارسة تمارين رياضية مناسبة، الحفاظ على برنامج غذائيّ، شرب كمّيّات كافية من الماء، النوم لساعاتٍ كافية ليلا، والامتناع عن التدخين. ومع ازدياد الوعي بأهمية الصحة النفسية، بات العديد من الأشخاص يلجؤون إلى العلاج النفسي عند الحاجة، بينما يحرص آخرون على ممارسة التأمل وتقنيات مشابهة لتعزيز التوازن العاطفيّ والصفاء الذهنيّ.
يؤكّد الخبراء أنّ رفاهيّتنا الاجتماعيّة لا تقلّ أهمّيّة عن الصّحّة الجسديّة والنّفسيّة، ويشيرون إلى أهمّيّة المحافظة على الجانب الاجتماعيّ من صحّتنا العامّة، من خلال بناء روابط اجتماعيّة مع أشخاص من محيطنا، والحفاظ عليها والعمل على تعزيز اتّصالنا بالمجتمع. منذ التّسعينيّات، أكّد عالم الاجتماع الأمريكيّ كوري كيز (Keyes) على الدّور الأساسيّ للعلاقات الاجتماعيّة في تحقيق الرّفاه والصّحّة العامّة للفرد. كان كيز أوّل من طوَّر مصطلح الرّفاه الاجتماعيّ (Social Well-Being)، حيث يصف الطّريقة الّتي يشعر بها الأشخاص تجاه جودة منظومة علاقاتهم مع الآخرين ومع مجتمعهم. كما يؤكد دستور منظّمة الصّحّة العالميّة على أهمّيّة العلاقات الاجتماعيّة: إذ يُعرِّف الصّحّة بأنّها حالة من الرّفاهيّة الجسديّة والنّفسيّة والاجتماعيّة.

رفاهيّتنا الاجتماعيّة لا تقلّ أهمّيّة عن الجوانب الجسديّة والنّفسيّة لصحّتنا. مجموعة من الأشخاص يقفون ويتحدّثون مع بعضهم البعض | Studio Romantic, Shutterstock
ملايين الأشخاص يعانون من الوحدة
على الرّغم من الأهمّيّة البالغة للعلاقات الاجتماعيّة، إلّا أنّ البشريّة تبدو وكأنّها تنجرف تدريجيًّا نحو العُزلة الاجتماعيّة مع مرور الزّمن: في الولايات المتّحدة لوحظ ارتفاعٌ في الوقت الّذي يقضيه النّاس بمفردهم، مقابل انخفاض في الوقت المخصّص للأصدقاء والعائلة وأشخاص آخرين، كما لوحظ انخفاض بعدد علاقاتهم الاجتماعيّة وعدد الأشخاص الّذين يعتبرونهم أصدقاء مقرّبين. أمّا على الصّعيد المحلّيّ، فقد أظهر تقرير صادر عن المكتب المركزيّ للإحصاء عام 2018، أنّ 19.5% من السّكّان قد شعروا بالوحدة إمّا أحيانًا أو بشكل متكرّر، وشعر حوالي سبعة (6.7) بالمائة أنّهم لا يملكون من يلجأون إليه في أوقات الأزمات أو الضّيق. من المرجّح أنّ جائحة الكورونا قد ساهمت في تفاقم المشكلة، حيث أعرب مختصّون، في ذروة الجائحة، عن قلقهم بشأن التّبعات الصّحّيّة والنّفسيّة لسياسةِ العزلة الاجتماعيّة الّتي صاحبت الوباء.
في تقريرٍ نشر عام 2023، عرّف فيفيك مورثي (Vivek Murthy)، رئيس خدمات الصّحّة العامّة في الولايات المتّحدة، العزلة الاجتماعيّة والوحدة بالأوبئة. يكمن الاختلاف الأساسيّ بين المفهومَيْن في طبيعة التّعريف: فالعزلة الاجتماعية تُشير إلى حالة موضوعيّة تتجسّد في محدوديّة الرّوابط والتّفاعلات الاجتماعيّة، بينما تعكس الوحدة شعورًا ذاتيًّا بالافتقار إلى الروابط الاجتماعيّة وغياب العلاقات ذات المغزى. أكدَّ مورثي، إلى جانب خبراء آخرين في المجال، أنّ "العلاقات الاجتماعية تُعدُّ عنصرًا أساسيًّا لكنّه غير مُقدَّر بالشكل الكافي، حيث تلعب دورًا محوريًّا في صحّة الأفراد والمجتمعات، وتسهم في تعزيز الأمن المجتمعيّ، والمرونة والازدهار".

يبدو أنّنا مع مرور السنين نتحوّل لمخلوقات أكثر عزلة. امرأة تنظر للخارج من خلف الستارة | KieferPix, Shutterstock
كخطر السّجائر
وفقًا للتقرير المُستند إلى عدّة أبحاث متخصّصة في هذا المجال، تؤثّر العلاقات الاجتماعيّة بشكل كبير على الصّحّة العامّة ومتوسّط العمر. فقد تبيّن أنّ كلًا من العزلة الاجتماعيّة والشّعور بالوحدة يشكّلان عوامل خطر ترتبط بعدد من المشكلات الصّحّيّة، بما في ذلك، أمراض القلب والأوعيّة الدمويّة، والخرف (العُتَاه)، والسكتات الدماغيّة، والاكتئاب، والقلق، وحتّى الوفاة المبكّرة، كما أنّ تأثيرهما في معدّل الوفيات يعادل تأثير تدخين ما يصل إلى 15 سيجارة يوميًّا.
يوضِّح التّقرير آليّات تأثير العلاقات الاجتماعيّة في الصّحّة، من خلال جوانب بيولوجيّة ونفسيّة وسلوكيّة. على المستوى الجسديّ، قد تؤثّر جودة العلاقات الاجتماعيّة في صحّة القلب والأوعية الدّمويّة، والجهاز المناعي والجهاز الهضميّ. على سبيل المثال، وُجد أنّ انخفاض الدّعم الاجتماعيّ يرتبط بزيادة الالتهابات في الجسم. من ناحية أُخرى، فإنّ تقوية الرّوابط الاجتماعيّة تُعزّز المشاعر الإيجابيّة مثل الشّعور بالأهمّيّة والقيمة، الثّقة، الحصانة المجتمعيّة والأمل، ممّا يُساهم في تحسين الصّحّة العقليّة. كما أنّ العلاقات الاجتماعيّة الفعّالة تُسهِم في تقليل التّوتر، حيث يساعد الدّعم الاجتماعيّ في التّكيّف مع الضّغوط النّفسيّة والتّخفيف من آثارها السّلبيّة. بالإضافة إلى ذلك، ترتبط العلاقات الاجتماعيّة بالسّلوكيّات الّتي تُعزّز أسلوب حياة صحّيّ، مثل اتّباع نظام غذائيّ متوازِن، ممارسة النّشاط البدنيّ والحصول على قسط كافٍ من النّوم.
ترتبط الجوانب الثّلاثة للصّحّة -الجسديّة، النّفسيّة والاجتماعيّة- بعلاقة تكامليّة، حيث يؤثّر كل منّها في الآخر بشكل متبادل. فالصّحّة الاجتماعيّة، على سبيل المثال، لا يقتصر دورها في تعزيز الصّحّة النّفسيّة والجسديّة فحسب، بل تتأثّر أيضًا بهما. على سبيل المثال، يساهم النّشاط البدنيّ في تحسين الصّحّة الجسديّة والنّفسيّة، وعندما تكونا بحالة جيّدة، يسهُل بناء علاقات اجتماعيّة والحفاظ عليها. وبالمِثل، قد يُعزّز العلاج النّفسيّ كلًّا من الصّحّة النّفسيّة والاجتماعيّة. كما أنّ الرّوابط الاجتماعيّة القويّة تُساهم في تعزيز الصّحّة الجسديّة النّفسيّة والاجتماعيّة.

على المستوى الجسديّ، يمكن للعلاقات الاجتماعية أن تؤثّر في القلب والأوعية الدّموية، والجهاز المناعيّ والجهاز الهضمي. مجموعة من الشباب يقضون وقتًا معًا في مطعم | Nejron Photo, Shutterstock
أدمغتنا الاجتماعيّة
تحاول العديد من الأبحاث فهم العلاقة الكامنة بين الرّفاهية الاجتماعيّة والسّمات الشّخصيّة. إذ تبيّن وجود علاقة إيجابيّة بين الرّفاهيّة الاجتماعيّة ونموذج "السّمات الشّخصيّة الخمسة" (The Big Five) - وهو نموذج شائع في علم النفس، ينسِب سلوكيّاتنا وسمات شخصيّاتنا إلى خمسة أبعاد رئيسيّة: الانبساط، التوافق، الضّمير، الاستقرار العاطفيّ والانفتاح على التّجارب. علاوةً على ذلك، كشف بحث أُجريَ عام 2019 عن علاقة تربط بين الرّفاهيّة الاجتماعيّة ومبنى الدماغ، حيث وُجِد أنّ الرّفاهيّة الاجتماعيّة ترتبط بكثافة الخلايا العصبيّة في الفصّ الجبهيّ، وهو الجزء المسؤول عن تنظيم المشاعر والمهارات الاجتماعيّة. وأظهرت التّحليلات الإحصائيّة الّتي أجراها الباحثون أنّ سِمَتَي الاستقرار العاطفيّ والتّسامح، قد لعبتا دورًا محوريًّا في تفسير العلاقة بين الاختلافات البنيويّة في هذه المناطق ومستوى الرّفاه الاجتماعيّ.
وفقًا لمراجعة أدبيّة لمقالات تناولت العلاقة بين الرّفاهيّة الاجتماعيّة ونشاط الدّماغ، تبيّن أنّ القبول الاجتماعيّ والعزلة الاجتماعيّة مرتبطان بنظام المكافأة في الدماغ. في أحد الأبحاث الّتي ظهرت بالمراجعة،
قيسَ نشاط أدمغة 23 مشاركةً أثناء مشاهدتهنّ صورًا ذات طابع اجتماعيّ وأخرى خالية من هذا الطّابع. ثمّ طُلب منهنّ ملء استبيان لقياس درجة شعورهنّ بالوحدة. بيّنت النّتائج أنّ مستويات العزلة المنخفضة، كانت مرتبطة بزيادة النّشاط في منطقة الدماغ المسؤولة عن معالجة المكافآت. بالمقابل، أظهرت المُشترِكات اللّواتي أبلغن عن مستويات عالية من الوحدة نشاطًا منخفضًا في هذه المنطقة، عند مشاهدة الصّور ذات الطّابع الاجتماعيّ، مقارنةً بمن أبلغن عن مستويات وحدة منخفضة. أمّا عند مشاهدة الصّور الخالية من الطّابع الاجتماعيّ، فقد ظهر نمط معاكس؛ إذ أظهرت المُشارِكات اللّواتي يعانين من مستويات وحدة مرتفعة نشاطًا أكبر في مناطق نظام المكافأة. تُرجِّح الدّراسة أنّ العلاقات الاجتماعيّة قد تكون أكثر تحفيزًا للأفراد الّذين يعانون من شعور أقلّ بالوحدة، بينما يختلف نظام التّحفيز عند أولئك الّذين يعانون من مستويات عالية من الوحدة، إذ قد يجدون التّحفيز في المثيرات غير الاجتماعيّة.
تأثير وسائل التّواصل الاجتماعيّ
تساهم التّغيّرات الاجتماعيّة والدّيموغرافيّة، بالإضافة إلى انخفاض الانخراط المجتمعيّ وتراجع الثّقة الاجتماعيّة والمؤسّسيّة، في تعزيز العُزلة الاجتماعيّة. ومع تسارع التّقدّم التّكنولوجيّ، أصبح لوسائل التواصل الاجتماعي الدور الأبرز في هذه الظّاهرة. فبينما تمكّننا هذه المنصّات من التّواصل المستمرّ بغضّ النّظر عن الفروقات الجغرافيّة أو الزّمنيّة، فإنّها قد تساهم في الوقت نفسه في تعزيز العُزلة الاجتماعيّة، فهل من الممكن أن تؤثّر سلبًا في رفاهيّتنا الاجتماعيّة؟
في عام 2017، نُشرت دراسة تقترح نموذجًا يوضّح تأثير منصّات التّواصل الاجتماعيّ في رفاهنا الاجتماعيّ. وفقًا للنموذج، فإنّ الاستخدام السّلبيّ المتمثّل في استهلاك المحتوى دون تفاعل مباشر مع الآخرين، قد يُعزّز المقارنات والشّعور بالغيرة، وبذلك يقلّل من الشّعور بالرّفاهيّة الذّاتيّة. بالمقابل، يؤدّي الاستخدام التّفاعليّ إلى تقوية العلاقات الاجتماعيّة وتعزيز مشاعر التّرابط المجتمعيّ، ممّا يعزّز بدوره الرّفاهيّة الذّاتيّة.
في عام 2022، نشر مطوّرو النّموذج الّذي قُدِّمَ في عام 2017 مقالًا آخر مع نموذج محدّث، والّذي ينصّ على أنّ الاستخدام النَّشط قد يقلّل أيضًا من الرّفاهيّة الذّاتيّة إذا لم يكن مركّزًا. على سبيل المثال، نشر منشورات للجمهور العام، دون تحديد وجهة معيّنة، قد يؤدّي إلى انخفاض الشّعور بالتّرابط الاجتماعيّ في حال عدم إثارة هذه المنشورات ردودَ فعل ذات مغزى عند الآخرين. كما أنّ التّفاعلات السّلبيّة، مثل التّنمّر أو نشر خطاب الكراهية، تؤثّر سلبًا على الرّفاهية الذّاتيّة. بالنّسبة للاستخدام السّلبيّ، افترض الباحثون إلى أنّ نوع المحتوى الّذي نستهلكه يؤثّر في رفاهيّتنا الذّاتيّة. في تقرير مارثي، سُلِّط الضّوء على دراسة أظهرت أنّ الأشخاص الّذين أشاروا إلى استخدامهم لمنصّات التّواصل الاجتماعيّ لأكثر من ساعتَيْن في اليوم، شعروا بمستوى أعلى من العزلة الاجتماعيّة، مقارنةً بأولئك الّذين استخدموها لمدّة لا تتجاوز نصف ساعة يوميًّا. لذلك علينا أن ندرك تأثير هذه المنصّات في صحّتنا الاجتماعيّة، وأن ننشر الوعي حول تأثيرها على رفاهنا الاجتماعيّ.

استهلاك المحتوى دون التّفاعل المباشر مع الآخرين قد يؤدّي إلى إثارة المقارنات والغيرة، ممّا يقلّل من الشّعور بالرّفاهيّة الذّاتيّة. شابّة تتصفّح وسائل التّواصل الاجتماعيّ على الهاتف | Monkey Business Images, Shutterstock
الجانب الاجتماعيّ للصّحّة
دفعت أهمّيّة الرّفاهيّة الاجتماعيّة المختصّين للإشارة إلى مفهوم "الصّحّة الاجتماعيّة"، كجانب من جوانب صحّتنا العامّة، بالإضافة إلى الصّحّة الجسديّة والصّحّة النّفسيّة. وتدّعي كيلي كيلام (Killam)، خبيرة الصّحّة العامّة الّتي تروّج لفكرة الصّحّة الاجتماعيّة، أنّه طالما يتمّ النّظر إلى الرّفاه الاجتماعيّ كجزء من الصّحّة النّفسيّة، سيبقى الجانب الاجتماعيّ مهمّشًا، ولن يتمّ التّركيز على دوره الأساس في الصحّة العامّة. كما تؤكّد من أهمّيّة نشر الوعي بأهمية الاتّصال الاجتماعيّ للصّحّة، وتقول "علينا أن نترجم هذا الوعي إلى فعل، وأن نمنح النّاس الأدوات اللّازمة ليكونوا أكثر صحّة من خلال علاقاتهم، وأن نؤسّس مجتمعاتنا بحيث يكون التّواصل المجتمعيّ معيارًا أساسيًّا".
علينا أن نتذكّر أنّ مفهوم الرّفاه أو الصّحّة الاجتماعيّة فريد ومختلف من شخص إلى آخر. حيث يعتمد مدى شعورنا بالتّواصل الاجتماعيّ على عدد علاقاتنا الاجتماعيّة وتنوّعها، مثل حجم الأسرة أو الدّوائر الاجتماعيّة ووتيرة التّواصل والتّفاعلات الّتي نجريها؛ وعلى الاحتياجات الّتي تلبّيها علاقاتنا الاجتماعيّة، مثل الدّعم العاطفيّ، المساندة في حالات الأزمات أو الضّيق؛ وعلى جودة العلاقات والتّجارب الإيجابيّة أو السّلبيّة الّتي نمرّ بها في إطار تفاعلاتنا الاجتماعيّة، الّتي تحدّد مدى رضانا عنها.
لتقييم رفاهيّتنا الاجتماعيّة، يمكننا المقارنة بين تصوّرنا لعلاقاتنا مع محيطنا ومجتمعنا، وكيف تبدو هذه العلاقات بالفعل. في حالة وجود اختلاف بين التّصوّر والواقع، فمن المستحسن البحث عن سبل عمل تساهم في تحسين رفاهيّتنا الاجتماعيّة وتبنّيها، بدلًا من الاستسلام للوضع الراهن. هناك العديد من الوسائل الّتي يمكن أن تساهم في تحسين الصّحّة الاجتماعيّة: مثل، توسيع دوائرنا الاجتماعيّة من خلال الانضمام إلى أنشطة جماعيّة، أو التّطوّع أو المشاركة في الفعاليّات المختلفة. كما يمكننا تعميق العلاقات الحاليّة من خلال تخصيص وقت نوعيّ مع الأصدقاء وأفراد العائلة. كما أكدّت المعاهد الوطنيّة للصّحّة (NIH) في الولايات المتّحدة على دور العادات الاجتماعيّة في تعزيز صحّتنا، سواء النفسيّة أو الجسديّة. وقد نشرت دليلًا يحتوي على قائمة من الإجراءات الّتي يُمكِنها أن تُساهم في تعزيز الرّفاهيّة الاجتماعيّة.