يستمرّ تفشّي مرض الحصبة في تكساس ونيو مكسيكو ويتوسّع، بينما سُجّلت حالة وفاة بسبب فيروس إيبولا في أوغندا. وفي تطوّر آخر، أبلغت الإمارات العربيّة المتّحدة عن أوّل إصابة بسلالة "1b" الجديدة من فيروس جدريّ القردة
الحصبة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة
إنّ تفشّي الحصبة في مدينة تكساس، الّذي سبق وأشرنا إليه، آخذ بالتّوسّع بشكلٍ ملحوظ، حيث تضاعف عدد الإصابات في الآونة الأخيرة. حتّى الآن، سُجّلت 48 حالة إصابة خلال الأسابيع الثّلاثة الماضية، من بينها 13 حالة نُقلت إلى المستشفى. وتعود جميع حالات الإصابة إلى أشخاص لم يتلقّوا لقاح الحصبة أو إلى أشخاص مجهولي الحالة المناعيّة. يتركّز انتشار المرض في مقاطعة غينز، المحاذية للحدود بين تكساس ونيو مكسيكو، وأعربت السّلطات عن قلقها من اكتشاف المزيد من الحالات قريبًا.
وبالحديث عن نيو مكسيكو، فمن الجدير بالذّكر أنّه قد رُصدت ثلاث إصابات بالحصبةِ مؤخّرًا في المدينة. حيث سُجِّلت حالتان منهما في مقاطعة "لي"، المحاذية لمقاطعة "غينز" الّتي تُعتبَر المتضرّر الأكبر من تفّشي الحصبة في ولاية تكساس. ومن اللّافت، عدم وجود صلة واضحة بين هذه الحالات. وعلى الرّغم من الشّكوك الّتي تشير إلى أنّ مصدر العدوى قد يكون قادمًا من تكساس المجاورة، إلّا أنّ هذا الافتراض لم يؤكّد بعد.
وفي سياقٍ متّصل، ننتقل إلى نيوجيرسي، حيث شُخّصت إصابة أحد الأشخاص بالحصبة بعد وصوله من خارج الولايات المتّحدة حاملا للمرض. زار هذا المريض قسم الطّوارئ في أحد المستشفيات، ممّا دفع السّلطات إلى إصدار تحذيرات بشأن احتماليّة تعرّض جميع زوّار المستشفى للعدوى.
تُعدّ الحصبة من الأمراض الخطيرة الّتي قد تترتّب عليها مضاعفات حادّة، مثل التهاب الرّئتيْن والتهاب الدّماغ. في بعض الحالات، قد يمتدّ تأثير هذه المضاعفات إلى مرحلة ما بعد الشّفاء، فمن الممكن أن يعاني النّاجون من إعاقات دائمة وفقدان الذّاكرة المناعيّة، بل وقد تؤدّي إلى الوفاة. في حالات نادرة، قد تظهر مضاعفات عصبيّة متأخّرة بعد سنوات من الإصابة، مثل التهاب الدّماغ الشّامل المصلّب تحت الحادّ (SSPE)، وهو مرض مُميت يُلحِق أضرارًا جسيمة بدماغ المريض. توفّر جرعتان من لقاح MMR أو MMRV وقاية شبه كاملة من الإصابة بالمرض. في البلاد، يُعطى لقاح MMRV ضمن برنامج التّطعيمات الرّوتينيّة في جيل السّنة، وتُعطى الجرعة الثّانية في الصّفّ الأوّل. يحمي هذا اللّقاح من الحصبة، النّكاف، الحصبة الألمانيّة، وجدريّ الماء.
مرض خطير قد يؤدّي إلى مضاعفات حادّة، مثل التهاب الرّئتيْن والتهاب الدّماغ. فيروسات الحصبة تصيب الخلايا | Kateryna Kon / Science Photo Library
الحصبة حول العالم
منذ بداية الشّهر الجاري، لم يقتصر انتشار الحصبة في الولايات المتّحدة فحسب، بل سُجّلت حالات إصابة جديدة في مدينة مليلية الإسبانيّة. لا تُعتبَر هذه المدينة الإسبانيّة جزءًا من شبه الجزيرة الإيبيريّة، بل تقع على ساحل شمال إفريقيا من الجانب الشّرقيّ على حدود دولة المغرب. وتدّعي السّلطات في مليلية أنَّ الحالات الّتي قد تمَّ اكتشافها ترتبط بأشخاص قادمين من المغرب، وهم من جلبوا المرض للمدينة.
خلال الأشهر الأخيرة في المغرب، تمَّ الإبلاغ عن تفشٍّ كبير للحصبة اجتاح المدارس والسّجون، وتسبّب بعشرات الوفيّات. وتُلقي السّلطات المغربيّة باللّوم على الحراك المناهض للّقاحات الّذي تسبّب في انخفاض معدّلات التّطعيم ضدّ المرض، ممّا ساهم في حدوث التّفشّي.
في إسبانيا، الأوروبيّة هذه المرّة، سُجّلت إصابة ثلاثة أطفال يرتادون نفس مكان الرّعاية. اثنان من الأطفال توأم في عمر العاميْن، والثّالث يبلغ من العمر 14 شهرًا. لا تُعتبَر هذه الحالة أوّل حالة تفشّي للمرض في إسبانيا لهذا العام. لمّ يتلقَّ الأطفال الثّلاثة أيّ جرعة من اللّقاح، رغم أنّه كان ينبغي أن يحصلوا على جرعة واحدة وفقًا لبرنامج التّطعيم الإسبانيّ. إنّ جرعة لقاح واحدة تحمي حوالي 93% من الّذين يتلقّونها.
صرّحت كل من كندا، فيتنام وأستراليا عن حالات حصبة جديدة، بالإضافة إلى 16 حالة ناتجة عن عدوى من مستشفى في تايوان.
الإيبولا في أوغندا
وفقًا لأحد التّصريحات، ارتفع عدد الإصابات بمرض الإيبولا في أوغندا من إصابة واحدة- الممرّض الّذي تُوفّي بسبب فيروس الإيبولا السّودانيّ، إلى تسع حالات مرضيّة. حتّى الآن، لم تُسجل حالات وفاة إضافيّة، فالمريض الأوّل هو الضّحيّة الوحيدة، أمّا البقيّة فهم في حالة مستقرّة ويتلقّون العلاج اللّازم في المستشفيات على أمل نجاتهم من إصابتهم. تُعدّ العاصمة كمبالا، الّتي يقطنها نحو مليوني شخص، بؤرة التّفشّي المركزيّة للمرض. يُعدّ إيبولا السّودانيّ أحد أنواع الفيروس النّادرة، وحتّى الآن، لا يوجد لقاح معتمد للوقاية منه، وقد سارعت السّلطات بإجراء العديد من التّجارب السّريريّة على لقاح جديد، وعليه تتعلّق آمال النّجاة في احتواء تفشّي المرض بأسرع وقتٍ ممكن.

في أوغندا، المريض الأوّل هو الضّحيّة الوحيدة حتّى الآن. أحد أفراد الطّاقم الطِّبّيّ يرتدي بدلة واقية | Chaikom, Shutterstock
جدريّ القرود
أعلنت دولة الإمارات عن تسجيل أوّل حالة إصابة بسلالة 1b الجديدة من فيروس جدريّ القرود، لمسافر قادم من أوغندا، الّتي تعاني بدورها من تفشٍّ واسع للمرض، حيث سُجّلت آلاف الإصابات وعدد من الوفيّات. ورغم أنّ هذه الحالة هي الوحيدة الّتي أُبلغ عنها رسميًّا داخل الإمارات، إلّا أنَّ دولًا أخرى سبق أن رصدت إصابات بالسّلالة ذاتها لدى أشخاص قادمين من الإمارات. لذا، يُرجَّح وجود حالات لم تُرصد بعد من قبل السّلطات، وربّما حتّى انتقال مجتمعيّ غير معلوم داخل البلاد.
لا يزال معدّل الوفيّات النّاتج عن المتحوّر الجديد للفيروس غير واضح. ففي بعض الدول، تسبّبت هذه السّلالة من الفيروس في وفاة ما يعادل عُشر المصابين، بينما كانت معدّلات الوفاة أقلّ بكثير في دول أخرى. يعتمد ذلك بشكل كبير على طبيعة الفئات المُصابة ومدى جودة الرّعاية الطّبّيّة المتاحة لهم.