يُعرّف الفعلُ المنعكس بأنه حركةٌ لا إراديةٌ للعضلة كردِّ فعلٍ على تهييجٍ أو استثارة.. قد يكون الفعل المنعكس ردَّ فعل ابتلاع، أو ردّ فعل مصّ، أو ردّ فعلٍ فوريٍّ للحمى أو الألم. تلك هي الطريقة التي يستجيب بها الجسم لتهييجٍ يتطلبُ استجابةً سريعةً دون إضاعة الوقت في معالجة المعلومات في الدماغ. يوضح الفيديو التالي كيفية عمل القوس الانعكاسي، الفعل المنعكس الذي يحدث استجابةً للحرارة. الفيديو باللغة الإنجليزية، لذلك قمت بترجمته وأضفت شرحًا وافيًا.
يتوجب علينا أحيانًا العملُ سريعًا لتجنبِ خطرٍ مباشر يهددنا. تلك هي بالضبط وظيفة قوس الانعكاس (ردّة فعل). يؤدّي لمسُ المعدن الساخن إلى تشغيل مستقبلات الألم الموجودةِ تحت الجلد، وتتحرك نتيجةً لذلك إشارةٌ عصبيةٌ على طول العصب إلى الحبل الشوكي. تنتقل الإشارةُ من خلال خليةٍ عصبيةٍ وسيطةٍ مباشرةً إلى الخلية التي تُعَصّبُ عضلةَ اليد.
يسمى الرابط بين الخلايا العصبية التشابك العصبي، وهو عبارةٌ عن فراغٍ صغير تجتاز المواد الكيميائية (الناقلات العصبية Neurotransmitters) من خلاله فجوةً صغيرةً، وتصل إلى الخلية العصبية التالية، مما يسمح للإشارة بالاستمرار في الانتقال من خلية إلى أخرى. يتمُّ إرسالُ إشارةٍ من قوس الانعكاس إلى المخ لتحفيز إحساسه بالألم، لكن، قبل أن نشعر بالألم، يقوم قوس الانعكاس بتفعيل عضلة اليد ويتسبب في ابتعادها عن المعدن الساخن بسرعة. يُسمّى رد الفعل هذا "قوس الانعكاس" لأنّ التهييجَ يؤدي إلى ردِّ فعلٍ مباشر في نفس المكان، وتتوافق بذلك حركة الإشارة العصبية مع حركة القوس.
ليس من الضروري أن يأتي الفعل المنعكس استجابةً للألم. الرضاعة، الابتلاع، التنفس والرّمش وغيرها هي أفعالٌ منعكسةٌ تعمل بنفس الطريقة وهي لا تستوجبُ معالجةَ المعلوماتِ في الدماغ. ردُّ الفعل المنعكس اللا إرادي هو عمليةٌ مهمةٌ جدًا من أجل البقاء على قيد الحياة. هناك العديد من الحالات التي نحتاج فيها إلى القيام بعملٍ سريعٍ من أجل البقاء على قيد الحياة، إذ قد تتطلب معالجة المعلومات في المخ أحيانًا وقتًا طويلًا وموارد كثيرة.. ، سبب سرعة ردَّة الفعل في حالة الشعور بالألم واضح: الابتعاد عن مُسَبّب الألم وهو مصدر الخطر أيضًا. التنفس، الابتلاع والرّمش هي عمليات روتينية لا تتطلب آليةً معقدةً من العضلات إذ نقوم بها دائمًا دون أخطاء تُذكر ، ولذلك تمّ تطوير قوس الانعكاس فيها.