الجراثيم هي أقدم أنواع الكائنات الحيّة وأكثرهاشيوعًا على الأرض. تنتمي إلى مملكة بدائيّات النّوى (Prokaryotic)، ألا وهي الخلايا الّتي لا تحتوي على نواة. كما وتتميّز بعدّة أشكال وأنواع، وهي قادرة على التّأقلم تقريبًا في كافّة الشّروط البيئيّة على وجه الأرض. ينعكس التّنوّع الهائل لأنواع الجراثيم في شكلها المختلف وآليّات الحركة النّابعة منها. يعرض الفيديو المرفق أدناه بعض أشكال الجراثيم وآليّات حركتها.
انتاج: great pacific media
عادةً ما نكوّن خلفيّتنا المعرفيّة حول الجراثيم من خلال زيارتنا للطّبيب. لكن في الحقيقة، جزء صغير جدًّا منها هو ما يسبّب أمراضًا.. بدائيّات النّوى (الّتي تشمل الجراثيم) هي أكبر مملكة كائنات حيّة في العالم وأكثرها شيوعًا. وتعتبر وفقًا لشواهد عديدة مصدر الحياة، حيث كانت الخلايا الأولى بدائيّات النّوى، وتطورت معظم الآليات الجزيئية فيها، بدءًا من الحركة (بواسطة السّوط مثلًا)، الحماية من البيئة (جدار الخليّةوغشاؤها)، عمليّة إنتاج الطّاقة (سلسلة انتقال الإلكترونات، التّمثيل الضّوئيّ) والعديد. ساهمت الجراثيم (والطّحالب) في خلق الظّروف البيئيّة السّائدة حاليًّا، في تكوين الأكسجين بعمليّة التّمثيل الضّوئيّ، وفي تغيير تركيب المحيطات وغيرها. كما تعتبر الجراثيم نقطة البداية للتّطوّر الّذي أدّى بعد عدّة مليارات السّنين إلى تطوّرنا -كبشر-. هي كائنات قابلة للتّأقلم للغاية، وهذا ينبع بالأساس من وتيرة تغيّرها العالية (طفرة لأحد قواعد ال DNA من بين مليون قاعدة) إضافةً إلى تكاثرها السّريع (تتضاعف الجرثومة عبر الانقسام كلّ نصف دقيقة تقريبًا). على الرّغم من كونها تتكوّن من خليّة واحدة ليست كبيرة ومعقّدة كخلايانا البشريّة، إلّا أنّها قادرة على الحفاظ على التّواصل مع البيئة، وعلى البحث عن الّطعام وإنتاجه، وفي ظروف معيّنة تكون قادرة على "الرّؤية" (التّحرّك في اتّجاه الضّوء). كما تُستخدم البكتيريا الآن كأداة بحثيّة شائعة سواء كموضوع بحثيّ أو كأداة لإنتاج ال DNA والتّعبير الجينيّ كبروتين، وذلك يعود للرّاحة في تكاثرها وبساطتها النّسبيّة.
التدقيق اللغوي: إسراء زعبي
الإشراف العلمي والتحرير: رقيّة صبّاح أبو دعابس