في هذه التجربة، سوف نرى في أيّ حالة يستحيل علينا الوقوف على قدمٍ واحدة. بما أننا نتحدث عن سبب فيزيائي يتعلق بمركز الجاذبية، يمكننا استخدام هذه التجربة كمُشارطة نفوز بها دائمًا.
المستلزمات
- حائط مستقيم
- شخص مستعد للقيام بهذه التجربة :-)
مسار التجربة:
يمكنكم مشاهدة سير التجربة في الفيديو المصور التالي:
الشرح
مركز الكتلة، أو مركز الثقل، هو نقطة يمكن العثور عليها في الأجسام والأشكال، وهو يمثل من الناحية الفيزيائية موضع كتلة الجسم بالكامل - كما لو أن الكتلة غير مبعثرة حقاً في جميع أنحاء مساحته بل مركزة في نقطة واحدة. لمعرفة المزيد عن مركز الثقل، شاهدوا التجربة "كيف نوازن ملعقة وشوكة في الهواء".
لكي يكون الجسم ثابتًا دون أن يسقط أو يتحرك، يجب أن تكون نقطة مركز الكتلة متكئة بشكلٍ مباشر على شيءٍ ما، أو أن يتكئ الجسم بأكمله على نقطة أو قاعدة تكون في خط مستقيم عمودي على الأرض تمامًا من أعلى أو أسفل مركز الكتلة (شاهدوا الرسم التوضيحي).
فقط عندما يكون مركز كتلة الجسم في وضع عامودي فوق نقطة الارتكاز، فإنّ الجسم لن يسقط - لذلك تبقى الاسطوانات أ و ب ثابتة بينما تسقط الأسطوانة ج.
يقع مركز كتلة جسم الإنسان في مركز البطن، بالقرب من السرة. عندما نقف منتصبين، يحرص دماغنا دائمًا على الحفاظ على نقطة مركز الكتلة بصورة عامودية تمامًا فوق القدمين (وهي نقطة ارتكازنا)، ومن ثم يمنعنا من السقوط.عندما نقف على قدمٍ واحدة، نقوم بإمالة الجسم تلقائيًا بشكلٍ طفيف جانبًا لجعل مركز الكتلة فوق القدم المتبقية، ولذلك فنحن أيضًا لا نقع. لكن إذا قمنا بتقريب القدم والكتف نحو الحائط، لا نستطيع إمالة الجسم بنفس الصورة، يبقى مركز ثقل الجسم بدون دعم ونبدأ بالسقوط. لذلك لا يمكننا الوقوف على قدم واحدة في وضعية كهذه لزمنٍ طويل.
من الجدير بالذكر
يقع النظام في الجسم الذي يستشعر حالة توازننا في الأذن الداخلية - داخل الجمجمة. يسمى هذا النظام أيضًا "بالنظام الدهليزي". تقوم أعضاء النظام بقياس حركة الرأس وحالتها ضمن الأبعاد الثلاثة وتمنعنا من السقوط. قد تؤدي ضربة قوية في الأذن أو التهاب الأذن الداخلية إلى الإضرار بالنظام وتشويش قدرتنا في الحفاظ على التوازن، من ثم سنشعر بالدوار، وفي الحالات الخطيرة بشكلٍ خاص، سوف نفقد القدرة على المشي أو حتى الوقوف.
تُظهر التجربة الحالية أنه من الصعب للغاية تجاوز نظام توازن الجسم، الذي يعمل باستمرار في خلفية سلوكنا اليومي. سيجد معظمنا صعوبة حتى في رفع القدم عن الأرض، لأنّ النظام يتعلم على مر السنين أنّ ذلك فعل "ممنوع" ويتسبب في سقوطنا. سوف يتوجب علينا تبني كل إرادتنا من أجل رفعها، وبالطبع سوف نسقط على الفور.
نُوصي أيضًا بتطبيق تجربة أنف بينوكيو، والتي تتعامل مع نظام الجسم والدماغ الذي لا نعرفه: وهو نظام التحفيز الذاتي، الذي يعرف الدماغ من خلاله موقع الجسم والأعضاء في الفراغ.
الترجمة للعربيّة: بنان مواسي